فصل صحافية لبنانية الأصل في «سي إن إن» بسبب إشادتها بفضل الله

بعد أن نشرت رسالة على موقع «تويتر» عبرت فيها عن احترامها له

TT

فصلت شبكة تلفزيون «سي إن إن» الأميركية محررة كبيرة لشؤون الشرق الأوسط بعد أن نشرت رسالة على موقع «تويتر» عبرت فيها عن احترامها للمرجع الشيعي محمد حسين فضل الله الذي تصفه الحكومة الأميركية بأنه إرهابي، وتوفي في بيروت يوم الأحد الماضي. وأوكتافيا نصر هي لبنانية مسيحية المذهب عملت في «سي إن إن» لمدة عشرين سنة، وقالت في رسالتها على موقع «تويتر»: «يحزنني سماع نبأ وفاة السيد محمد حسين فضل الله.. أحد رجال حزب الله الذين أكن لهم احتراما كبيرا».

وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن بعض أنصار إسرائيل استنكروا هذه الرسالة فور نشرها على موقع «تويتر»، وعبروا عن اختلافهم معها، وأرسلوا شكاوى إلى رئاسة «سي إن إن».

وقالت «جي تي إيه» (وكالة الأخبار اليهودية): «احتجت منظمات يهودية لأن فضل الله لعب دورا كبيرا في تأسيس المنظمة الإرهابية، وفي شن هجمات على إسرائيل، وفي إنكار الهولوكوست». وبينما قالت منظمة «آي دي إل» (ضد الإساءة) اليهودية إنها اكتفت باعتذار نصر، طلبت منظمات أخرى فصلها.

وقالت باريسا خسرواي، نائبة رئيس قسم إعداد الأخبار في «سي إن إن» في مذكرة داخلية إنها «أجرت محادثة» مع نصر، و«إننا قررنا أنها ستترك الشركة».

وقال متحدث باسم «سي إن إن» إن نصر «أخطأت في الحكم»، وإن «سي إن إن» «تأسف لأي إزعاج سببته رسالتها على موقع (تويتر). هذا لا يتفق مع المعايير التحريرية. هذه مسألة خطيرة وسيتم التعامل معها على هذا الأساس».

وكانت نصر كتبت في موقع «تويتر» نفسه بعد يوم من رأيها الأول: «رد الفعل على الرسالة التي بعثت بها على موقع (تويتر) كان فوريا، ويعطي درسا جيدا لماذا يجب ألا يستخدم إلا 140 حرفا فقط للتعليق على قضايا مثيرة للجدل أو حساسة، خاصة تلك المتعلقة بالشرق الأوسط».

لكن، في وقت لاحق، اعتذرت نصر. وقالت إنها لا تحترم «سجل فضل الله»، وإنها لبنانية مسيحية الأصل، وإنها فقدت أقرباء بسبب هجمات عسكرية قام بها حزب الله. وأضافت: «استعملت كلمة «احترام» في رسالتي الأولى لأنه كتب كتابات إيجابية عن دور المرأة في مجتمعات الشرق الأوسط».

وشرحت رسالتها على «تويتر»، وقالت إن احترامها له قائم على دفاعه عن حقوق المرأة، لكنها قالت إن الوقت كان قد فات لهذا الشرح. وكانت «سي.إن.إن» قالت في بيان إن مصداقية مذيعتها قد تضررت.

وقالت لجنة في «سي.إن.إن» معنية بهذه القضايا، إن فضل الله هو شخص تتهمه الخزانة الأميركية بتشجيع الإرهاب وإصدار فتاوى عديدة تؤيد «الأعمال الإرهابية، وإصدار فتاوى تؤيد أعمالا إرهابية ضد إسرائيل. وقالت إن «سي.إن.إن» يتوجب عليها أن تتخذ خطوات لضمان أن يفهم صحافيوها ومحرروها أن وضع وجهات نظرهم الشخصية عبر «تويتر» أو أي وسائل أخرى خارج السيطرة.

ولقي قرار «سي.إن.إن» تأييدا من قطاعات في أميركا، بينما أثار رد فعل انتقاديا من العرب الأميركيين، فقد قال أسامة سبلاني، ناشر أخبار العرب الأميركيين: «يمكنك قول أي شيء إلا ما يتعلق بإسرائيل».

واتهم «سي.إن.إن» بازدواجية المعايير لأن أحد مذيعيها كان يعمل في «جيروزاليم بوست» وفي اللجنة العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك)، بينما قال جيمس زغبي رئيس المعهد العربي الأميركي إن قرار الفصل غير حكيم.