أبو الغيط بعد عودته من إثيوبيا: توافق وتفاهم جديد بين القاهرة وأديس أبابا والخرطوم

زيناوي ينفي إقامة مشاريع على النيل في بلاده من شأنها نشر الجوع بمصر

TT

قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إن زيارته مع وزيرة التعاون الدولي فايزة أبو النجا، إلى إثيوبيا أول من أمس، ومقابلاتهما مع رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي ووزير الخارجية سيوم مسفن تناولت مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وموضوع مياه النيل.

وأوضح أبو الغيط في تصريحات للمحررين الدبلوماسيين صباح أمس أن المحادثات تطرقت إلى موضوع مياه النيل، حيث برز وجود توافق حول أهمية البناء على القواسم والمصالح المشتركة التي تربط بين كافة دول الحوض وبصفة خاصة دول حوض النيل الشرقي (مصر والسودان وإثيوبيا). وأشار إلى أهمية التركيز على مشاريع التنمية لصالح شعوب دول الحوض ودون الإضرار بأي منها، خاصة في ظل تأكيد الجانب الإثيوبي على أن سريان مياه النيل لمصر هو حق طبيعي، وأن الأهداف الإثيوبية في استخدام مياه النهر تركز على مشاريع توليد الكهرباء التي ستعود بالفائدة على كافة دول الحوض، ولا تؤثر على سريان مياه النهر إذا ما تم تنفيذها في إطار خطة للتعاون المشترك بين دول حوض النيل الشرقي.

وأضاف أبو الغيط أن الزيارة عكست، من جانب آخر، وجود تقارب في وجهات النظر بين البلدين فيما يتعلق بمختلف قضايا المنطقة وبالأخص مستجدات الشأن السوداني وأهمية مساعدة حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية على تقريب وجهات النظر فيما يتعلق بالمسائل العالقة بينهما، علاوة على تطورات الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي وسُبل تحقيق السلام والاستقرار بها.

من ناحية أخرى أكد ميليس زيناوي رئيس الوزراء الإثيوبي أن بلاده لا تخطط لمشروع من شأنه أن ينشر الجوع بمصر، أو يضر بمصالحها مطلقا، مشددا على أن ذلك لن يحدث أبدا، بل وأكد أن السدود التي تنوي إثيوبيا إقامتها ستعود بالنفع على مصر أيضا. وشدد زيناوي في تصريحات صحافية نقلها عنه موقع أفريقيا اليوم على أن بلاده لم تطلب مساواة حصتها من ماء النيل بحصة مصر، لأنها تدرك أن مصر بحاجة إلى مياه للري أكثر من إثيوبيا، فمن غير المعقول أن تطالب بهذا الأمر، لكن إثيوبيا طالبت فقط ببناء قدر كاف من السدود لتوليد الطاقة ومياه تكفي لري الأراضي الزراعية. ونفى زيناوي، في التصريحات التي أعاد بثها الموقع الإلكتروني لجريدة «اليوم السابع» المصرية، بشكل قاطع وجود نوايا لدى دول المنبع ببيع مياه النيل لمصر والسودان، وقال زيناوي: «إثيوبيا لم تفكر أبدا في بيع المياه إلى أي جهة ما، ومياه النيل تتدفق من إثيوبيا إلى مصر منذ ملايين السنين، ونحن نريد استخدام جزء من هذه المياه، ولن نقوم ببيع أي مياه لأي جهة حتى وإن كنا في غير حاجة لها، ولن نطلب من مصر أبدا شراء مياه النيل». وقال رئيس الوزراء الإثيوبي: «يجب أن نقر في البداية أن الاستفادة من مياه النيل ليست معقدة، ولا تعني استفادة دول المنبع من النيل خسارة لدول المصب مصر والسودان، ودول المنبع لن تخسر في حال استفادت دول المصب من المياه»، مؤكدا أنه لن يتم الإقرار إلا بالخيار الذي يرضي جميع الأطراف، واعتباره الحل الوحيد لمشكلة مياه النيل، مشيرا إلى أن مياه النيل تستخدم لغرضين أساسيين، الأول توليد الكهرباء، والثاني الري.