أحمدي نجاد: الولايات المتحدة ديكتاتور عالمي نصب نفسه زعيما للعالم

في رسالة إلى أشتون: جليلي يقترح إجراء محادثات نووية في سبتمبر

TT

اقترح كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين في رسالة إلى مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي أن تجري محادثات في سبتمبر (أيلول) بشأن قضايا من بينها البرنامج النووي لطهران.

وهذا الاقتراح هو أول إشارة واضحة على أن طهران تريد الانخراط مع القوى العالمية في مفاوضات متعلقة ببرنامجها النووي منذ فرضت الأمم المتحدة مزيدا من العقوبات على إيران الشهر الماضي في خطوة تهدف إلى تعطيل برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني. وفي رسالة بتاريخ السادس من يوليو (تموز) طلب سعيد جليلي من كاثرين أشتون تأكيدات بشأن ثلاث قضايا قبل إجراء أي محادثات. وهذه القضايا هي ضرورة أن تستهدف المحادثات «التعامل والتعاون» وأن تكون «ملتزمة بالحوار العقلاني» وأن تعلن أشتون «موقفها من الأسلحة النووية للنظام الصهيوني» في إشارة إلى إسرائيل التي لا تؤكد أو تنفي امتلاكها لأسلحة نووية. وكتب جليلي «ردكم على هذا السياق قد يمهد الطريق لتبدأ محادثاتنا في سبتمبر 2010 في وجود دول أخرى مهتمة لإزالة المخاوف العالمية المشتركة بهدف تحقيق السلام والعدالة والرخاء».

ووصلت الرسالة في نفس اليوم الذي اعترف فيه مسؤول بالحكومة الإيرانية أن العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الشهر الماضي يمكن أن تبطئ من تقدم برنامج طهران النووي. ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن علي أكبر صالحي رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية قوله «لا نستطيع أن نقول إن العقوبات ليس لها أثر». ولم تعلن أشتون كيف تعتزم الرد على رسالة جليلي. وهي تلعب دور مسؤولة الاتصال للولايات المتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وهي الدول الرئيسية في المفاوضات النووية الإيرانية. ولوحت طهران فيما مضى باحتمال إجراء محادثات ثم تتردد وتنسحب بينما تواصل تخصيب اليورانيوم.

وأمضت مجموعة القوى العالمية العام المنصرم في انتهاج ما تشير إليه باسم النهج المزدوج مهددة بتشديد العقوبات بينما تترك الباب مفتوحا أمام المفاوضات. وكانت طهران قد خاضت آخر محادثات نووية مع المجموعة في جنيف في أكتوبر (تشرين الأول) 2009 لكن المناقشات لم تؤد إلى شيء. وفي وقت لاحق بدأت القوى العالمية الست اتخاذ خطوات لفرض حزمة رابعة من العقوبات على إيران.

وكانت إيران قد بذلت جهودا لإشراك دول أخرى وفي إطار هذا توصلت إلى اتفاق لمبادلة الوقود النووي توسطت فيه تركيا والبرازيل في مايو (أيار) الماضي. وأشار جليلي إليهما في رسالته فيما يبدو بتعبير: «الدول الأخرى المهتمة». وكتب دون أن يذكر حكومات بالاسم: «وجود حكومات أخرى تتطلع لنفس الشيء في هذه المحادثات يمكن أن يساعد في جعل هذه الحوارات البناءة ملموسة أكثر». ومن غير المؤكد ما إذا كانت مجموعة الدول الست سترغب في ضم دول مثل تركيا والبرازيل إلى أي مفاوضات.

وصف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الولايات المتحدة بأنها ديكتاتور عالمي قبل أن يهاجم إسرائيل وذلك بعيد وصوله إلى نيجيريا للمشاركة في قمة إقليمية تضم ثماني دول إسلامية نامية.

وقال أمام مائة شخص في سفارة إيران بأبوجا «إن الولايات المتحدة تنصب نفسها زعيم العالم وعلى جميع العالم أن يفهم أن هذه السلطة هي الديكتاتورية». وأضاف حسب الترجمة الإنجليزية لأقواله أن «عصر الديكتاتورية قد انتهى». واستقبل الرئيس الإيراني بحفاوة لدى وصوله إلى نيجيريا في غرب أفريقيا والتي يشكل المسلمون فيها نحو نصف السكان البالغ عددهم 150 مليون نسمة. وأضاف «سوف نضع حدا لآلام الشعب الفلسطيني» مضيفا أن «اللاجئين الفلسطينيين سيعودون إلى وطنهم.. سنحتفل قريبا بانتصارنا» في إشارة إلى الفلسطينيين الذين طردوا من منازلهم مع قيام إسرائيل في 15 مايو 1948 وبسبب الحرب الإسرائيلية العربية التي أعقبت قيامها. وتضم مجموعة «دي - 8» التي أنشئت في العام 1997 ومقرها اسطنبول كلا من بنغلادش ومصر واندونيسيا وإيران وماليزيا ونيجيريا وباكستان وتركيا أي ما مجموعه نحو 930 مليون نسمة. وتهدف إلى إعطاء دفع للتعاون الاقتصادي والتضامن بين دولها الأعضاء.وسيشارك الرئيس التركي عبد الله غل في القمة حيث سيتم بحث العلاقات المتوترة بين بلاده وإسرائيل بعد الهجوم الإسرائيلي في 31 مايو على أسطول الحرية الذي كان متوجها إلى غزة.

وتهدف المجموعة إلى الترويج للتعاون الاقتصادي والتضامن بين الدول الأعضاء.

وتترأس نيجيريا هذه المجموعة لمدة سنتين. ومن بين أهم أهداف المجموعة إنشاء منطقة تجارة حرة، إلا أن القادة أعربوا خلال القمة عن أسفهم لعدم تحقيق الكثير من التقدم في هذا المجال.

وقال نائب رئيس الوزراء الماليزي تان سري محيي الدين إن «مجموعة الدول النامية الثماني لم تتمكن من تحقيق كامل اهدافها». وقال إن إقامة منطقة التجارة التفضيلية «التي من المفترض أن تكون أهم إنجازات تعاوننا الاقتصادي لم تصادق عليها سوى اثنتين من الدول الأعضاء هما ماليزيا وإيران». واغتنم الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان الذي تولى السلطة في مايو بعد وفاة سلفه عمر يار ادوا، القمة لاستقطاب الاستثمارات لبلاده. ورغم موارد نيجيريا الهائلة من النفط والغاز، فإنها تفتقر إلى الكهرباء بسبب ضعف مصافيها بسبب الفساد.