أشتون: الحوار الوسيلة الوحيدة مع إيران وعباس يحتاج دعما عربيا

قالت إن أولوياتها بناء جهاز العمل الخارجي وتقوية علاقات أوروبا مع جيرانها وخلق سياسة أوروبية خارجية موحدة

كاثرين آشتون ممثلة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في مؤتمر صحافي بعد اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد في بروكسل (رويترز)
TT

بعد قيامها بتبادل عدة رسائل مع طهران، أكدت الممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أن المفاوضات هي الحل الوحيد الممكن لمشكلة البرنامج النووي الإيراني، كما أعربت عن ثقتها في إمكانية بدء جولة جديدة من المحادثات مع إيران في الخريف المقبل. وقد تلقت أشتون يوم الأربعاء ردا مطولا من جانب كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي على طلبها البدء في محادثات جديدة مع إيران حول ملفها النووي، لكنها أوضحت أنها لم تقم بتحليل الرد الإيراني بصورة كاملة. وقالت أشتون إنها لم تقم بعد بمناقشة الرد الإيراني مع الولايات المتحدة أو أي مسؤولين بارزين بالاتحاد الأوروبي، ولم تكشف ما إذا كانت إيران قدمت أي عروض جديدة لمعالجة الوضع، خاصة بعدما فرضت عليها الأمم المتحدة جولة جديدة من العقوبات الشهر الماضي.

وقالت أشتون: «أتخيل أننا نتطلع للخريف المقبل» لبدء جولة جديدة من المحادثات. واستطردت: «أطمح أن نتمكن من الانتقال إلى مفاوضات حقيقية حول هذا الموضوع في أقرب وقت ممكن. ولن يثنيني أي شيء عن هذه المحادثات».

وأضافت أشتون أن على إيران أن تشعر بالأمن و«أن يُسمح لها بامتلاك الطاقة النووية، إذا كانت ترغب في ذلك، لكن ذلك يجب أن يكون في إطار القواعد المتفق عليها والمتعلقة بمنع الانتشار النووي»، التي تؤكد على ضرورة تجميد إيران لأنشطة تخصيب اليورانيوم والسماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتأكد من أنها لا تمتلك برنامجا للتسلح النووي. وينبغي أن يقر الاتحاد الأوروبي هذا الشهر مجموعة جديدة من العقوبات التي ستُفرض على إيران وذلك بالإضافة إلى العقوبات الدولية التي أقرتها الأمم المتحدة. لكن أشتون أكدت على أهمية الاستمرار في الحديث مع إيران قائلة: «الهدف من كل هذا هو أن نقول: إننا جادون ونريد الحوار». وفي مقابلة موسعة معها في مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، قالت أشتون إنها ستحاول البناء على نتائج محادثات الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء عندما تزور المنطقة في غضون الأيام العشرة المقبلة، وأكدت أنها سوف تضغط على الفلسطينيين من أجل استئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل قبيل حلول سبتمبر (أيلول) المقبل. بيد أنها أشارت إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يحتاج إلى دعم الجامعة العربية لهذه الخطوة، كما أن أي اتفاق سلام يجب أن يكون مقبولا لدى الرأي العام الإسرائيلي. وأشادت أشتون بقيام إسرائيل بتخفيف الحصار على قطاع غزة، الذي تحكمه حركة حماس. وردا على سؤال حول ما إذا كان لدعم تركيا لأسطول كسر الحصار دور في دفع إسرائيل للقيام بهذه الخطوة، قالت أشتون إن مقتل المحتجين قد يكون العامل المحفز لهذه الخطوة. وأضافت قائلة: «كل ما رأيته في غزة أوضح لي أن هذا الوضع كان يجب أن يتغير على أي حال وكنا ندفع تجاه هذا التغيير في كل المحافل». وقد بدأت السيدة أشتون وظيفتها الجديدة بداية عصيبة، بسبب معاهدة لشبونة التي تهدف إلى تحسين مكانة أوروبا على الساحة الدولية. وأقرت أشتون بتعرض أدائها للانتقاد، لكنها أوضحت أن الهيكل الجديد للبرلمان الأوروبي الذي من المحتمل أن تتم الموافقة عليه اليوم الخميس سيوفر لها الدعم السياسي والمالي اللذين تحتاج إليهما. كما أعربت أشتون عن أملها بقيام قادة ووزراء الخارجية الأوروبيين خلال اجتماعهم المقرر في سبتمبر (أيلول) المقبل بالتركيز على السياسة الخارجية الأوروبية والبناء على العلاقات الاقتصادية مع الدول الناشئة من أجل خلق شراكات سياسية أكثر قوة. وأضافت أشتون: «الجمع بين السياسية والاقتصاد هو الهدف الخاص بي». وأوضحت أشتون أن لديها ثلاث أولويات: وهي بناء جهاز العمل الخارجي، وفريق دبلوماسي جديد - لتقوية علاقات أوروبا مع جيرانها، تركيا وأوكرانيا ودول البلقان - وخلق سياسة أوروبية خارجية موحدة بدرجة أكبر تجاه دول مثل روسيا والصين والولايات المتحدة. ومن بين مجموعة من مجالات السياسة، قدمت أشتون نفسها على أنها الشخصية التي بإمكانها المساعدة على تحقيق توافق بين 27 دولة أوروبية لها مصالح مختلفة. وتقول أشتون إن الاتحاد الأوروبي قد منح مساعدات مالية ضخمة للفلسطينيين، على سبيل المثال، لكن لا يؤخذ كلامه في هذه القضية على محمل الجد إلا عندما يكون هناك إجماع بين أعضائه، وهو ما تؤكد عليه أشتون قائلة: «حقيقة إننا بدأنا في شهر ديسمبر (كانون الأول) نتحدث بصورة أكثر حزما وبصوت موحد كانت وسيلة لإعطائنا مصداقية سياسية أكبر تتناسب مع قوتنا الاقتصادية». تشغل أشتون، السياسية البريطانية التي تبلغ من العمر 54 عاما، أعلى منصب سياسي تتولاه امرأة في الاتحاد الأوروبي. وقد أذهل الكثير فوز أشتون بهذا المنصب الذي جاء بعد مفاوضات معقدة العام الماضي. ويعتقد أنها فازت بهذا المنصب بعد اعتذار وزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد ميليباند عن قبول هذا المنصب. وكانت أشتون تشغل منصب مفوضة التجارة بالاتحاد الأوروبي لمدة عام، كما تولت منصب رئيس مجلس اللوردات البريطاني غير المنتخب. ولم يسبق لها أن انتخبت لمنصب سياسي رفيع، لكنها تتمتع بسمعة جيدة وتوصف بأنها سياسية بارعة تحب العمل بعيدا عن الأضواء.

* خدمة «نيويورك تايمز»