نتنياهو يعرض على أوباما خطة لمواجهة خطر عراقي حال الانسحاب الأميركي

الرئيس الأميركي يستبعد هذا الاحتمال.. لكنه يعد بدعم إسرائيل

TT

كشف مسؤول إسرائيلي، أمس، عن أن من بين المواضيع التي ناقشها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، خلال لقائهما يوم الثلاثاء الماضي في البيت الأبيض، موضوع «الخطر العراقي على إسرائيل بعد استكمال انسحاب القوات الأميركية».

فقد ادعى نتنياهو أن الانسحاب الأميركي سيترك فراغا كبيرا تستعد من وصفها «قوى الإرهاب المرتبطة بإيران وغيرها لملء حيز كبير منه». وأن هذه القوى ستحاول الانضمام إلى «محور الشر ضد إسرائيل»، مما يعني إعادة فتح «جبهة حربية شرقية تهدد إسرائيل ودولا أخرى في المنطقة». وقال إن الجيش الإسرائيلي وقوى الأمن في إسرائيل جاهزة لمواجهة هذا الخطر ولكنها تحتاج إلى دعم أميركي في مواجهته.

وحسب هذا المسؤول، فإن أوباما استبعد وجود خطر كهذا، ولكنه قال إن بلاده مستعدة لدعم إسرائيل في مواجهة أي خطر على أمنها. وطلب منه أن يبحث الموضوع أيضا مع وزير الدفاع، روبرت غيتس، وهكذا فعل. ووجد لدى غيتس تفهما للقلق الإسرائيلي أيضا في الموضوع العراقي. وعرض غيتس بدوره تقريرا عن الأوضاع العسكرية والأمنية في الشرق الأوسط. ورأى نتنياهو أن البلدين يريان الكثير من الأمور بعين واحدة.

وأكد نتنياهو نفسه أن اللقاء مع المسؤولين الأميركيين كان ممتازا في كل المواضيع التي بحثت، وكان أكثر من ممتاز في القضايا الأمنية، حيث أبدوا تفهما لكل مطالبه في هذا المجال.

وكان البيت الأبيض قد أصدر بيانا، أول من أمس، قال فيه إن إسرائيل دولة مسؤولة ولا خطر أن تستخدم السلاح النووي بشكل غير مراقب. ولذلك فإن الولايات المتحدة وافقت على منحها المواد الضرورية لتفعيل مفاعلات نووية للأغراض المدنية. واعتبرت إسرائيل ذلك مكسبا جبارا، حيث إنها لم تكن قادرة على الحصول على هذه المواد بسبب رفضها التوقيع على ميثاق منع انتشار السلاح النووي ووضع مفاعلاتها النووية تحت الرقابة الدولية.

من جهة ثانية، عرضت القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي، وهي قناة تجارية مستقلة، مقابلة خاصة مع الرئيس أوباما، كال فيها المديح لنتنياهو، وقال إنه «ليس فقط سياسيا حكيما إنما يستطيع أن يكون رجل سلام حقيقيا». وقارن أوباما بين نتنياهو وبين الرئيس الأميركي الأسبق، ريتشارد نكسون، قائلا: «نكسون كان معروفا بعدائه الشديد للشيوعية، ولكن ذلك لم يمنعه من مد يد السلام إلى الصين وفتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقات بين البلدين وفي مبادئ السياسة الدولية الحديثة». وأضاف «(خلال اللقاء به يوم الثلاثاء الماضي) خرجت بالانطباع أنه لا يريد فقط الحفاظ على كرسيه كرئيس حكومة، بل إنه ينشد إحداث تغيير جذري في المنطقة». ورفض أوباما الفكرة القائلة بأن إسرائيل تنوي منع التسلح الإيراني بالقوة حتى لو فعلت ذلك بعملية عسكرية انفرادية، وقال «أعتقد أن علاقاتنا الثنائية قوية لدرجة أن أحدا لن يفاجئ الآخر بشيء. فنحن نحاول تنسيق الأمور بيننا، خصوصا في القضايا التي نحمل فيها همّا مشتركا وقلقا مشتركا». وكان نتنياهو قد أكد في أحاديثه الهاتفية مع وزرائه في إسرائيل أن المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين ستبدأ خلال الشهر المقبل، وأن على إسرائيل والفلسطينيين أن يبادروا إلى خطوات إضافية لبناء الثقة حتى يكون الانتقال للمفاوضات المباشرة أسرع. وقال خلال لقاء له مع قادة الجاليات اليهودية في نيويورك، إن أوباما قال له إنه «لن يسمح للفلسطينيين أن يختبئوا وراء الحجج والذرائع حتى يتهربوا من المفاوضات المباشرة».