ظاهرة الاعتداء على المستشفيات اللبنانية تحط في «المقاصد».. والنقابة و«الجسم الطبي» يلوحان بإقفال أقسام الطوارئ

مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط»: التحقيق كشف المعتدين

TT

تحولت حوادث الاعتداء على المستشفيات بلبنان إلى ظاهرة في ضوء تكرارها في أكثر من مستشفى ومنطقة، وأضحت أقسام الطوارئ في المستشفيات التي كانت ضحية هذه الاعتداءات أشبه بكابوس للأطباء والممرضين الذين غالبا ما يكونون عرضة للضرب والإهانة على أيدي المعتدين الذين يختلقون الذرائع لذلك.

وفي جديد هذه الاعتداءات اقتحام ستة مسلحين قسم الطوارئ في مستشفى «المقاصد» في بيروت مصطحبين معهم مريضا، صباح أمس، ولدى دخولهم طلبوا معالجته وحضور طبيب متخصص بسرعة، وعلى الفور أجرى العاملون اتصالا بالطبيب، إلا أن المسلحين عمدوا إلى إطلاق النار وضرب الموظفين والأطباء المناوبين الذي فروا من المكان، إضافة إلى تكسير محتويات قسم الطوارئ، مما تسبب في أضرار كبيرة فيه، ولدى استدعاء جهاز الأمن الخاص بالمستشفى عمدت المجموعة إلى سحب المريض من المستشفى وفروا إلى مكان مجهول.

وإثر وقوع الحادث أعلنت إدارة «المقاصد» في بيان لها عن إقفال قسم الطوارئ بالمستشفى والامتناع عن استقبال الحالات الطارئة لحين تأمين الحماية اللازمة من قبل القوى الأمنية المختصة بعد تعرضه صباح أمس لعملية تخريب. وأفادت أن «بعض الأشخاص الذين دخلوا إلى المستشفى ومعهم مريض في حاجة إلى علاج وبعد معاينة المريض وبدء إجراء الإسعافات الأولية له تطاول المرافقون للمريض على (الجسم الطبي) في المستشفى بالشتائم وتكسير زجاج الغرف، وإشهار الآلات الحادة والسلاح وإطلاق النار داخل حرم المستشفى تجاه الممرضين الذين يقومون بواجبهم الطبي». وأكدت أن «المستشفى وقسم الطوارئ والأطباء والعاملين والممرضين فيه، ليس لديهم إلا عملهم الإنساني والخدمة الإنسانية التي يؤدونها لكل صاحب حاجة ملحة».

ولاقت هذه الحادثة استنكارا عارما من نقابة المستشفيات والجسم الطبي والتمريضي في لبنان، خاصة أنها ليست الأولى؛ إذ سبقتها حوادث واعتداءات مماثلة على أقسام الطوارئ في مستشفيات «بهمن» و«الساحل» في ضاحية بيروت الجنوبية، و«المستشفى الإسلامي الخيري» في طرابلس وأحد مستشفيات الجنوب. وبعدما استنكر وزير الصحة العامة محمد جواد خليفة ما حدث، شدد على معاقبة الفاعلين، مطالبا بـ«عدم التعاطف معهم وتحويلهم إلى ضحايا تحت حجج مختلفة»، في حين لوح نقيب «أصحاب المستشفيات» في لبنان سليمان هارون بـ«خطوات قاسية؛ منها إقفال أقسام الطوارئ في كل مستشفيات لبنان ما لم تسارع الأجهزة الأمنية والقضائية إلى كشف هوية المعتدين على المستشفيات التي تعرضت لمثل هذه الاعتداءات، وتنزل أشد العقاب بهم»، واصفا الفاعلين بـ«الزعران الذين لا ينتمون إلى دين أو حزب أو أخلاق»، رافضا «إعطاء مبررات لأعمالهم، لأنه لا يجوز التصرف مع المستشفيات والمؤسسات الصحية بهذه الطريقة تحت أي ذريعة أو سبب».

أما على صعيد المعالجة القضائية والأمنية، فقد أكد مصدر قضائي مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن «القوى الأمنية بدأت فورا التحقيق في حادثة مستشفى (المقاصد) فور حدوثها، واستمعت بإشراف النيابة العامة في بيروت إلى عدد من موظفي المستشفى والممرضين»، كاشفا أن «التحقيق توصل إلى تحديد أسماء عدد من المعتدين الذين يجري تعقبهم وملاحقتهم»، مؤكدا أن «توقيفهم مسألة ساعات وليست أياما، بحيث سيحال هؤلاء إلى القضاء لمحاكمتهم على هذا الجرم الذي اقترفوه».

إلى ذلك، أدان مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني الاعتداء على مستشفى «المقاصد» الذي «يشكل صرحا طبيا وعلميا»، واصفا هذا «الاعتداء الآثم وما سبقه من اعتداء مماثل على (المستشفى الإسلامي) في طرابلس بالظاهرة الخطيرة العابثة بأمن الوطن ومؤسسات المجتمع المدني التي تشكل رديفا أساسيا لمؤسسات الدولة». وقال إن «مثل هذه الاعتداءات تحدٍّ وامتحان للقوى الأمنية المولجة بحماية المؤسسات الرسمية والأهلية».