أعلنت قيادة عمليات بغداد أمس انتهاء مراسم زيارة الإمام موسى الكاظم، مؤكدة إحباطها أغلب الأعمال الإرهابية التي استهدفت الزوار، عبر اعتقال عدد من الانتحاريين والمشتبه فيهم، إضافة إلى إبطال نحو 30 عبوة ناسفة كانت مزروعة في بعض الطرق التي يسلكها الزوار. ورغم الإجراءات الأمنية المشددة قتل العشرات وأصيب المئات من الزوار في هجمات منذ ليل الثلاثاء الماضي وحتى أمس. وأعلنت مصادر في الشرطة ووزارة الداخلية أن حصيلة الهجمات بلغت 68 قتيلا ونحو أربعمائة جريح من الزوار في هجمات عدة أبرزها هجوم انتحاري في حي الأعظمية شمال بغداد. وقال مصور لوكالة الصحافة الفرنسية في منطقة العلاوي، وسط بغداد، إن الآلاف من الزوار كانوا منتظرين صباح أمس حافلات تقلهم إلى أماكن سكنهم في المحافظات الجنوبية لكن بعضهم اضطر للصعود إلى شاحنات صغيرة ومتوسطة الحجم مخصصة لنقل البضائع. وندد المنتظرون بـ«تقصير السلطات في تقديم الخدمات والأمن» بشكل كاف. وتكدس هؤلاء فوق بعضهم البعض بأرقام تفوق سعة الشاحنات في ظل قيظ خانق بحيث بلغت درجات الحرارة ما لا يقل عن 48 درجة.
وقالت المصادر إن «أحد الزوار قتل وجرح عشرة آخرون بانفجار سيارة مفخخة متوقفة على الطريق الرئيسي في حي الإعلام» جنوب غربي بغداد صباح أمس، كما قتلت امرأة وأصيب أربعة زوار بجروح بانفجار عبوة ناسفة في منطقة الزعفرانية جنوب العاصمة. وقتل ما لا يقل عن أربعة من الزوار وأصيب 46 آخرون بجروح بانفجار استهدفهم في منطقة باب المعظم شمال بغداد فجر أمس. وتابعت أن ثلاثة من الزوار العائدين إلى مناطقهم قتلوا وأصيب 31 آخرون بانفجار عبوة في منطقة جسر المشتل، جنوب شرقي بغداد. وأكدت «ارتفاع حصيلة انفجارين في ساحة قحطان بين اليرموك والحارثية في غرب بغداد مساء أمس إلى 14 قتيلا ومائة جريح». كما ارتفعت حصيلة الجرحى في الهجوم الانتحاري في الأعظمية إلى 136 شخصا. وقد أعلنت المصادر أول من أمس عن انفجار واحد في ساحة قحطان أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 18 آخرين بجروح. وأصيب 14 شخصا بجروح في انفجار في الرستمية جنوب بغداد. وقتل ستة من الزوار وأصيب 13 في انفجارات عدة شرق بغداد ليل الأربعاء. كما قتل خمسة من الزوار وأصيب 36 آخرون بانفجارين في بغداد الجديدة والفضيلية، شرق بغداد. وقد لقي ستة من الزوار مصرعهم وأصيب 25 آخرون بجروح مساء الثلاثاء في انفجارات في هاتين المنطقتين. وقتل 28 شخصا عندما فجر انتحاري يرتدي حزاما ناسفا نفسه وسط الزوار قرب مسجد أبو حنيفة النعمان في حي الأعظمية بينما كانوا في طريقهم إلى الكاظمية.
وقد غصت الشوارع الرئيسية المؤدية إلى مرقد الكاظم، سابع الأئمة المعصومين لدى الشيعة الاثني عشرية، بالزوار الذين توافدوا خصوصا من المحافظات الجنوبية لإحياء ذكرى وفاة الإمام. وفرضت السلطات الأمنية إجراءات مشددة لمنع الانفجارات التي تستهدف الزوار. وبين الإجراءات، منع السيارات والدراجات النارية والهوائية وعربات البضائع، من التجول خصوصا في المنطقة المحيطة بالمرقد كما انتشرت نقاط تفتيش للشرطة والجيش في الطرق التي يسلكها الزوار خلال اتجاههم نحو الكاظمية.
وقال المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا إن مراسم زيارة الإمام الكاظم انتهت بعد ظهر أمس، وفتحت جميع الجسور والطرق أمام حركة العجلات، وعاد قرابة 80% من الزوار إلى مناطقهم. وأوضح أن «عملية نقل الزوار ساهمت فيها وزارتا النقل والتجارة، والأمانة العامة لمجلس الوزراء، وآليات الجيش العراقي».