الاتحاد الأوروبي يرحب بقرار كوبا الإفراج عن 52 سجينا سياسيا

وسط أنباء عن احتمال رفع العقوبات عنها

TT

وافقت كوبا على الإفراج عن 52 سجينا سياسيا أمس إثر وساطة أجرتها الكنيسة الكاثوليكية في أكبر عملية إفراج عن سجناء منذ تسلم راؤول كاسترو الحكم في 2008، في حين أبدت إسبانيا وفرنسا استعدادهما لاستقبال المفرج عنهم.

وفي الوقت نفسه، دعت الكنيسة الكاثوليكية في كوبا المعارض غييرمو فاريناس إلى وقف الإضراب عن الطعام الذي بدأه في فبراير (شباط) غداة وفاة معتقل الرأي أورلاندو زاباتا (42 عاما) الذي كان مضربا عن الطعام أيضا.

والإفراج عن هؤلاء المعارضين الـ52 الذين تعتبرهم، جميعهم، منظمة العفو الدولية من «سجناء الرأي» أعلن خلال لقاء بين الرئيس راؤول كاسترو والكاردينال خايمي أورتيغا الوسيط في هذا الملف ووزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس، بحسب بيان أصدرته أسقفية هافانا.

وقال البيان إن الكاردينال أبلغ أنه في الساعات المقبلة سيتم الإفراج عن خمسة سجناء وسيتمكنون من المغادرة «إلى إسبانيا برفقة عائلاتهم». وسيفرج عن 47 معتقلا آخر خلال ثلاثة أو أربعة أشهر وسيسمح لهم بمغادرة البلاد، كما أضاف البيان، مشيرا إلى أن عمليات الإفراج عن السجناء ستتم بشكل تدريجي «على فترة من ثلاثة إلى أربعة أشهر». وفي بروكسل رحبت كاثرين آشتون، ممثلة السياسة العليا في الاتحاد الأوروبي، أمس بقرار كوبا الإفراج عن 52 سجينا سياسيا، وبهذه المناسبة قال المسؤولون إن الكتلة الأوروبية قد تراجع العقوبات المفروضة على كوبا خلال الخريف.

وقال متحدث في بروكسل إن آشتون «ترحب بالإعلان (عن إطلاق سراح السجناء السياسيين).. وتتطلع لتنفيذ سريع لهذا القرار»، وأضاف المتحدث أن المباحثات بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حول ما إذا كانت تتعين إقامة علاقات أوثق مع هافانا «سوف يتم استئنافها بعد الصيف». وأشار المتحدث إلى أن إطلاق سراح السجناء السياسيين يمثل «خطوة أساسية» بالنسبة للاتحاد الأوروبي ليقوم بمراجعة سياسته ولكن يجب أن تصدق الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد على أي قرار يتم اتخاذه. وقال المتحدث إن الاتحاد الأوروبي «يتابع (الحوار) باهتمام كبير.. ويأمل في أن يسفر عن التوصل لحل دائما يتيح إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين»، وأضاف أن الاتحاد الأوروبي على استعداد لتسهيل عملية إطلاق سراح السجناء «بأية طريقة ممكنة».

أما وزير الخارجية الإسباني، ميغيل أنخيل موراتينوس، فقد اعتبر الإفراج عن السجناء السياسيين بداية «مرحلة جديدة» في كوبا تتمثل في «تسوية نهائية لقضية السجناء» السياسيين الذين ما زال نحو مائة منهم في السجون. وأضاف موراتينوس قبل مغادرته هافانا في ختام زيارة استغرقت يومين، أن «الحكومة الإسبانية وافقت على أن يتمكن كل الذين سيفرج عنهم من السفر إلى إسبانيا إذا كانت تلك رغبتهم»، وتابع أنه تلقى ضمانة من الرئيس راؤول كاسترو بأن هؤلاء المعارضين «سيتمكنون من المجيء مع عائلاتهم والعودة إلى كوبا حين يريدون ذلك»، من دون أن تصادر أملاكهم في الجزيرة من قبل السلطات بموجب قانون الهجرة الكوبي.

ولم تستبعد فرنسا استقبال عدد من هؤلاء المعتقلين، وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن «بلدنا الوفي لتقاليده استقبل في الماضي معارضين كوبيين. حاليا لم نقدم أي طلب في هذا الاتجاه». وأشاد بالإفراج عن خمسة معتقلين و47 آخرين قريبا، معتبرا أنه «خطوة مهمة جدا من قبل السلطات الكوبية لتحسين وضع حقوق الإنسان في الجزيرة».

والمعارضون الاثنان والخمسون الذين سيفرج عنهم اعتقلوا ضمن مجموعة من المعارضين في مارس (آذار) 2003 خلال ما عرف بـ«الربيع الأسود». وأدى ذلك إلى تجميد التعاون بين الاتحاد الأوروبي وكوبا لخمس سنوات.