سيف الإسلام القذافي يرسل سفينة مساعدات إلى غزة

غموض حول مشاركته في قيادة السفينة ومساع عربية وغربية لإثنائه.. مبادرة لتوفير مساكن جاهزة لأهالي غزة

سفينة الشحن التي استأجرتها مؤسسة سيف الاسلام القذافي في ميناء لافريو جنوب شرق اثينا أمس ( اب)
TT

أبلغ سيف الإسلام النجل الثاني للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي «الشرق الأوسط» أن «مؤسسة القذافي للتنمية» التي يرأسها أطلقت أمس سفينة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة باسم «الأمل» محملة بالمواد الغذائية والأدوية التي يحتاجها أهالي القطاع. وفيما أبقى نجل القذافي الغموض محيطا بمشاركته الشخصية من عدمها في قيادة هذه السفينة، فإن مصادر ليبية رسمية قالت لـ«الشرق الأوسط» إن السلطات الليبية تدخلت لمنع سفر مسؤولين وشخصيات ليبية بارزة على متن هذه السفينة خشية أن يقوم نجل القذافي شخصيا بقيادتها. وأكدت المصادر أن ثمة مخاوف كبيرة تحيط بنجل القذافي إذا ما قرر بنفسه قيادة السفينة، بالنظر إلى التهديدات المتكررة التي وجهتها إسرائيل قبل تحرك السفينة بعدة أيام.

وقال مساعدون لنجل القذافي لـ«الشرق الأوسط» إنه حتى اللحظة الأخيرة كان لا يزال يفكر في قيادة السفينة بنفسه متجاهلا هذه التحذيرات أو التهديدات، تعبيرا عن تضامنه مع معاناة الشعب الفلسطيني. لكن مصادر ليبية وعربية قالت في المقابل إن هناك محاولات تبذلها عدة جهات ليبية وغربية لإثناء نجل القذافي عن تفكيره بالنظر إلى إمكانية قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلية بتفتيش السفينة أو اعتقال من على متنها.

وكانت السلطات المصرية قد منعت سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي من التوجه إلى قطاع غزة الفلسطيني المحتل ضمن قافلة مساعدات ليبية عام 2008 إثر العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع بدعوى الخوف على حياته.

وقبل ساعات من بدء إبحارها مساء أمس، قال يوسف الصواني المدير التنفيذي لمؤسسة القذافي إن القائمين على تسيير السفينة بصدد إتمام الإجراءات النهائية لانطلاق رحلتها المثيرة للجدل. وأوضح أن السلطات اليونانية أبدت كثيرا من التعاون، وأن نقابات العمال أبدت كذلك مساعدة على الرغم من الإضراب العام الذي أعلن أول من أمس حيث استمرت عملية تعبئة السفينة، مشيرا إلى أن المؤسسة ركزت على توصيل المساعدات التي يحتاجها أهالي القطاع، مضيفا أن «السفينة لا تسعى للتضامن الإنساني بقدر المادي»، خاصة أن سكان القطاع بحاجة ماسة للغذاء والدواء وغيرهما من المساعدات. وكشف النقاب عن أن السلطات الإسرائيلية تدخلت للضغط على السفينة ومنعها من الاتجاه نحو غزة، مؤكدا أن السلطات اليونانية أبلغت السفير الليبي في أثينا بأنها تفضل أن تتجه السفينة نحو ميناء العريش بدلا من ميناء غزة. ونأت السلطات الليبية بنفسها عن إظهار أي موقف رسمي بشأن هذه السفينة، فيما قال مسؤول ليبي رسمي لـ«الشرق الأوسط» مشترطا عدم تعريفه إن السفينة تحظى بموافقة الحكومة الليبية على المستوى الرسمي لكنها ترفض الإعلان عن ذلك.