المغربي بويري قاتل المخرج الهولندي: لم أشعر بثانية ندم واحدة

في رسالة بعثها إلى جمعية إسلامية فرنسية

TT

قال الشاب الهولندي - المغربي الأصل - محمد بويري في رسالة بعثها من سجنه حيث يقضي عقوبة «المؤبد» لقتله المخرج السينمائي ثيو فان جوخ عام 2004 إنه «ليس نادما».. ولم يشعر طيلة سنوات السجن بأنه ارتكب إثما في رسالة نشرتها وسائل الإعلام الهولندية أمس.

واهتزت الأوساط الاجتماعية في هولندا في خريف عام 2004 عندما تناقلت وكالات الأنباء خبر اغتيال فان جوخ على يد الشاب المغربي الأصل محمد بويري، بعد وقت قصير من ظهور فيلم أخرجه يحمل اسم «الخضوع» ويتضمن مشاهد لسيدات عاريات مكتوب على أجسادهن آيات قرآنية. ويقضي بويري الآن العقوبة في أحد السجون المعروفة بالحراسة الأمنية المشددة في مدينة فوخيت الهولندية.

ومن داخل سجنه، كتب بويري رسالة إلى جمعية تحمل اسم «سنابل» للإخوان المسلمين في فرنسا، وكشفت وسائل الإعلام الهولندية أمس عن محتواها. قالت إن بويري كتب الرسالة من صفحتين قال فيها إنه لم يشعر طوال السنوات الماضية بثانية ندم واحدة أو حزن على الاختيار الذي توصل إليه ونجح في تنفيذه بدقة متناهية. وقال أيضا إنه لا ينكر مروره بلحظة ضعف، لكنه لم يشك لحظة واحدة في قدرته على المضي قدما على الطريق الذي اختاره، وإنه واثق من أن قيمته صارت أكبر في عيون آخرين بعد ارتكاب الحادث.

وقال الإعلام الهولندي إن جهاز الاستخبارات على علم بالرسالة، وقال متحدث باسم الجهاز الأمني إن ما قاله بويري في رسالته يتطابق مع أقواله أمام المحكمة أثناء محاكمته والتي أمد خلالها على أن فعلته جاءت بناء على دوافع إسلامية راديكالية. وجاءت رسالة بويري للجمعية الإسلامية الفرنسية ردا على رسالة وصلت إليه من نفس الجمعية في العاشر من الشهر الماضي.

وفي يناير «كانون الثاني» من العام 2008 أصدرت محكمة استئناف هولندية في لاهاي قرارا يقضي بتبرئة سبعة أشخاص من اتهامات تتعلق بالانتماء لمنظمة إرهابية يطلق عليها اسم «خلية العاصمة» أو «هوفستاد». وكان الأشخاص السبعة اعتقلتهم السلطات عام 2004 بشبهة التحضير لهجمات إرهابية في هولندا، بعد وقت قصير من اغتيال المخرج فان جوخ على يد بويري. وقالت المحكمة إن المجموعة هي شبكة، لكن ليس لديها آيديولوجية مشتركة ذات أهداف إرهابية. كما أبقت المحكمة على الحكم بالسجن 15 عاما الذي حكم به من قبل على المتهم الرئيسي ياسون فالتر، وهو مواطن أميركي أصلا. كان فالتر قد رمى الشرطة بقنبلة قبل أن تحاول اقتحام الشقة التي كان موجودا فيها. وخفضت المحكمة الحكم ضد المتهم الثاني، إسماعيل أخنيخ، من السجن 13 سنة إلى 15 شهرا، وقد أطلق سراحه. وحسب الادعاء العام، كان هؤلاء الرجال يلتقون بشكل منتظم في منزل محمد بويري. وقالت النيابة العامة الهولندية وقتها إنها حزينة لصدور مثل هذا القرار وإنها تدرس جدوى التقدم بطلب إلى مجلس الدولة الهولندي وهو أعلى جهة قضائية تنظر في الأحكام التي تقررها محكمة الاستئناف.. وقد ألقي القبض على عناصر الخلية عقب قيام بويري بقتل المخرج الهولندي.

ولاحقا اعتقلت الشرطة الهولندية أربعة عشر شخصا، قالت إنهم يشكلون عناصر تنظيم يعرف باسم «خلية العاصمة»، واعتبر الادعاء العام الهولندي بويري أحد أبرز قيادات المجموعة وأصدر القضاء الهولندي أحكاما متفاوتة ضد سبعة منهم وبدأت في مايو (أيار) 2007 جلسات النظر في الاستئناف، ضد تلك الأحكام وكان بويري هو الشاهد الأول في القضية ضمن لائحة تضم 17 من الشهود أبرزهم المغربي الآخر سمير.أ، الموجود حاليا رهن الحبس في قضية أخرى ذات الصلة بالتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية في هولندا. وكان عدد أعضاء الخلية وقت انطلاق الجلسات في ديسمبر (كانون الأول) من العام 2005 هم أربعة عشر من الأصوليين وصل عدد الأشخاص الذين أطلقت سراحهم المحكمة خلال فترة النظر في القضية إلى سبعة أشخاص، بعد أن رأت المحكمة أن الأحكام التي تنتظرهم لن تزيد عن الفترة التي أمضوها خلف القضبان. وقد تضمنت قائمة الاتهامات التي أعدتها النيابة العامة ضد عناصر «خلية العاصمة» الإشارة إلى أن أعضاء الخلية متورطون في جرائم تتعلق بالتخطيط لتنفيذ هجمات ذات صبغة إرهابية، وتهديد بالقتل لعدة شخصيات سياسية منهم البرلماني المتشدد جيرت فيلدرز، والبرلمانية السابقة من أصل صومالي هيرسي علي التي شاركت في تنفيذ فيلم الخضوع، وإصابة عناصر من الشرطة وتعريض حياتهم للخطر، بالإضافة إلى تخويف الناس والأضرار بدولة الديمقراطية في هولندا.