كوريا الشمالية تعلن فجأة عن استعدادها لاستئناف مفاوضات نزع السلاح النووي

بعد بيان مجلس الأمن «المخفف» بإدانة «الهجوم» على البارجة الكورية الجنوبية

سفير كوريا الجنوبية في الأمم المتحدة، بارك، يتحدث إلى السفيرة الأميركية، رايس، في مقر مجلس الأمن في نيويورك، إثر تلاوة البيان الذي أدان الهجوم على الباخرة الكورية الجنوبية (رويترز)
TT

في أعقاب صدور بيان مجلس الأمن الدولي الذي أدان، أمس، «الهجوم الذي أدى إلى غرق» البارجة الكورية الجنوبية «شيونان»، دون أن ينسب بشكل مباشر الهجوم إلى كوريا الشمالية - أعلن سفير كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة، سي سو - هو، استعداد بلاده لاستئناف مفاوضات نزع السلاح النووي.

وكان مجلس الأمن قد أعرب في بيان تم تبنيه أمس بالإجماع، عن «قلقه العميق» لكون التحقيق الذي أجرته كوريا الجنوبية، بالاشتراك مع خمس دول أخرى، خلص إلى إدانة كوريا الشمالية بالوقوف وراء الحادث كما جاء في البيان الذي تلته في الجلسة باسم المجلس المندوبة النيجيرية جوي أوغوو الرئيسة الحالية للمجلس. وذكر البيان أن مجلس الأمن «أخذ علما» بنفي كوريا الشمالية أي مسؤولية لها في هذا الحادث.

وطالب بـ«اتخاذ الإجراءات المناسبة والسلمية حيال المسؤولين عن الحادث» الذي وقع في 26 مارس (آذار) الماضي وأدى إلى مقتل 46 بحارا كوريا جنوبيا.

وجاء هذا البيان مخففا جدا مقارنة بما كانت تريده سيول، وذلك بسبب معارضة الصين، الحليفة التقليدية لكوريا الشمالية، لأي إدانة صريحة لنظام بيونغ يانغ. وقد جرى التفاوض بشأنه بين الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا) وكوريا الجنوبية واليابان.

وقد تطلب تبني هذا البيان إجماع كل الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن.

وكانت كوريا الجنوبية قد رفعت أمر هذا الحادث البحري، الذي يعد من أخطر الحوادث بين الكوريتين منذ إعلان الهدنة في الحرب الكورية عام 1953، إلى مجلس الأمن، آملة أن يصدر بيانا يدين دور بيونغ يانغ فيه.

وقد حذر مندوب كوريا الشمالية في الأمم المتحدة في 15 يونيو (حزيران) من أن بلاده سترد عسكريا على أي إدانة لها في المجلس. وخلص تحقيق دولي في نهاية مايو (أيار) الماضي إلى أن السفينة غرقت نتيجة إصابتها بطوربيد أطلق من غواصة كورية شمالية، إلا أن كوريا الشمالية نفت أي مسؤولية لها وطالبت بالتمكن من تفقد موقع الحادث بالقرب من خط التقسيم البحري بين الكوريتين.

وكانت المفاجأة في الأمم المتحدة، أمس، إعلان سفير كوريا الشمالية، سين سي - هو، بعد صدور قرار مجلس الأمن، عن استعداد بلاده لاستئناف المفاوضات السداسية حول نزع الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية. وقد أكد السفير الكوري للصحافيين أن كوريا الشمالية «ستواصل بثبات جهودها لإبرام اتفاقية سلام ومواصلة عملية نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية في إطار مفاوضات الدول الست».