البوسنة: 774 ضحية من ضحايا الإبادة في سريبرينتسا ينقلون إلى بلوتتشاري وسط مسيرة شعبية حاشدة

TT

شيع المواطنون في مناطق مختلفة من البوسنة، 774 ضحية من ضحايا مجزرة سريبرينتسا البوسنية في يوليو (تموز) 1995. وقد توجه الموكب من فيسوكو، (35 كيلومترا جنوب غرب سراييفو) إلى بلوتتشاري، مرورا بسراييفو، حيث تجمع المئات من المواطنين على حواف الطريق لإلقاء نظرة على الموكب، وتلاوة الفاتحة. وقد توقف الموكب، أمس، أمام مقر مجلس الرئاسة البوسني، حيث حضر الرئيس البوسني حارث سيلاجيتش وعدد من المسؤولين البوسنيين لإلقاء النظرة الأخيرة على الضحايا. ومن المقرر أن يعاد دفن الضحايا الأحد 11 المقبل، وعلى مدى أسبوع كامل.

من جهة أخرى، قطعت مسيرة، سريبرينتسا، يومها الثاني، مشيا على الأقدام. وكانت قد انطلقت يوم الخميس 8 يوليو مسيرة حاشدة من سراييفو وعدة مدن بوسنية باتجاه سريبرينتسا، محاكاة لهجرة الأهالي العشوائية والقسرية من سريبرينتسا بعد اجتياح القوات الصربية لها في 11 يوليو 1995، على مرآى ومسمع من الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي والأقمار الصناعية الأطلسية والأميركية، وذلك هربا من الذبح والقتل الجماعي الذي مارسه الصرب على نطاق واسع.

وشارك في المسيرات الآلاف من البوسنة والعرب المقيمين بالدول الأوروبية، وذلك بمناسبة الذكرى 15 لمجازر سريبرينتسا، التي قضى فيها ذبحا بالسكاكين ورميا بالرصاص أكثر من 10 آلاف من السكان بينهم نساء وأطفال ومتقدمون في السن. وستصل هذه الجموع المشاركة في هذه المسيرات، التي قطعت 110 كيلومترات، إلى سريبرينتسا مشيا على الأقدام الأحد 11 المقبل للمشاركة رسميا في إحياء الذكرى بمنطقة بلوتتشاري، حيث رفات الآلاف ممن قتلوا في سريبرينتسا، التي أعلنتها الأمم المتحدة آمنة، ونزعت أسلحة أهلها، الأمر الذي عرضهم لسطوة القوات الصربية المدججة بالسلاح. وعلى الرغم من وجود قوات هولندية في سريبرينتسا آنذاك فإنها لم تطلق رصاصة واحدة دفاعا عن السكان العزل، كما لم تتدخل قوات حلف شمال الأطلسي التي تبادلت مع الأمم المتحدة الاتهامات بخصوص المسوؤلية عن المجزرة الأكبر في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.