السفارة البريطانية في بيروت تؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن موقف السفيرة «لا يعكس أبدا موقف الحكومة»

بعد أن حذفت لندن رثاءها لفضل الله في مدونتها

صورة أرشيفية للسفيرة البريطانية لدى لبنان فرانسيس غاي في أحد لقاءاتها مع المرجع الشيعي الراحل السيد حسن فضل الله (أ.ف.ب)
TT

حذفت بريطانيا مدونة من على الموقع الإلكتروني لسفيرتها في بيروت أشادت فيها بالمرجع الشيعي اللبناني محمد حسين فضل الله. وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية إن مدونة غاي حذفت «بعد بحث مدروس».

وفي مدونتها التي كتبتها تحت عنوان «وفاة رجل دمث» قالت السفيرة فرانسيس غاي إنها حزنت لوفاة فضل الله وإن العالم «بحاجة إلى مزيد من الرجال من أمثاله الذين يريدون التواصل بين الأديان». وأضافت السفيرة أنها بهرت حين التقت بالسيد فضل الله. وكتبت: «حين تزوره تكون متأكدا من حدوث مناقشة حقيقية ومجادلة محترمة وتعلم أنك ستترك مجلسه وأنت تشعر أنك إنسان أفضل». وتابعت: «إذا كنت حزنت لسماع النبأ (وفاته) فإنني أعلم أن حياة آخرين ستتأثر بشدة بالفعل. ليرقد في سلام». وفي اتصال أجرته «الشرق الأوسط» مع السفارة البريطانية في بيروت قال مصدر في السفارة إن وزارة الخارجية البريطانية عبرت عن موقف واضح حيال الموضوع بتأكيدها أن ما قالته السفيرة غاي «هو موقفها الشخصي»، مشيرا إلى أن السفيرة «وصفت السيد فضل الله مثلما عرفته»، مؤكدا في الوقت نفسه أن هذا الموقف «لا يعكس أبدا سياسة الحكومة البريطانية». وأوضحت أن المدونة التي ذكر فيها كلام السفيرة غاي قد سحبت من «موقع السفارة الإلكتروني».

وكانت غاي كتبت في مدونتها التي تحت عنوان «وفاة رجل دمث» أنها حزنت لوفاة فضل الله وأن العالم «بحاجة إلى مزيد من الرجال من أمثاله الذين يريدون التواصل بين الأديان».

وفيما يعتبر العديدون في لبنان أن الشيخ فضل الله معروف بآرائه الاجتماعية المعتدلة ومحاولة تضييق هوة الاختلافات بين الطوائف الإسلامية المختلفة، فإن الولايات المتحدة وإسرائيل تصنفانه في خانة الإرهابيين بالنظر لصلاته الحسنة مع حزب الله وتأييده المقاومة الإسلامية.

وقد اتهم ييجال بالمور المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية الشيخ فضل الله بأنه كان «ملهما للتفجيرات الانتحارية والاغتيالات والعنف الوحشي». وجاء انتقاد مدونة السفيرة البريطانية بعد فصل محررة كبيرة لشؤون الشرق الأوسط بشبكة «سي إن إن» الأميركية نشرت رسالة على موقع «تويتر» قالت فيها إنها تحترم فضل الله.

وكانت السفيرة غاي قد كتبت في مدونتها: «حين تزوره تكون متأكدا من حدوث مناقشة حقيقية ومجادلة محترمة وتعلم أنك ستترك مجلسه وأنت تشعر أنك إنسان أفضل».

وكان فضل الله مؤيدا للثورة الإسلامية في إيران وأحد أوائل الداعمين لحزب الدعوة العراقي الذي يقوده رئيس الوزراء نوري المالكي. كما كان الزعيم الروحي والمرشد لحزب الله حين تأسس بعد غزو إسرائيل للبنان عام 1982 غير أنه نأى بنفسه فيما بعد.