الجواسيس الروس يغادرون الولايات المتحدة.. تاركين وراءهم أولادهم

بعض الأطفال قد لا يرحلون عن البلاد إلا بعد توافق ذلك مع القانون الأميركي

TT

بعد افتضاح أمرهم، تخلى عشرة جواسيس روس عن حياتهم في الولايات المتحدة ورحلوا عائدين إلى وطنهم، لكن في واحدة من الحالات على الأقل من المحتمل أن لا يرافقهم أطفالهم، حيث أعلن محامي فيكي بيليز أول من أمس أن الاحتمال الأكبر أن ابنها المراهق الذي أنجبته من ميخائيل فاسنكوف، عميل روسي زميل لها، خلال العقود التي قضياها في نيويورك، سيبقى داخل الولايات المتحدة، وكذلك نجلها البالغ من العمر 38 عاما من زيجة سابقة.

ونقلت وكالة الـ«أسوشييتد برس» عن المحامي جون روريغيز قوله: «إنه في الـ17 من عمره، ومن المحتمل أن يبقى مع شقيقه». وجرى اتخاذ ترتيبات لنقل أطفال الجواسيس الروس العشرة الآخرين الذين اعترفوا بالتسلل إلى الولايات منتحلين هويات مزورة بغرض جمع معلومات لحساب موسكو.

بعد ساعات من الاعتراف بالذنب، جرى ترحيل الأعضاء الـ10 في شبكة تجسس، بينهم ثمانية لديهم أطفال نشأوا في الولايات المتحدة. ولم يتضح بعد متى سيلحق بهم أطفالهم. وشرع زوجان آخران مدانان، هما ميخائيل كوتسيك وناتاليا بيريفيرزيفا، في اتخاذ ترتيبات حتى قبل عقد صفقة إقرار بالذنب مع المحكمة لإرسال طفليهما إلى روسيا.

وذكر المحققون في أوراق المحكمة الأسبوع الماضي أن الزوجين اللذين عاشا في سياتل وأرلينغتون باسمين مستعارين، مايكل زوتولي وباتريشيا ميلز، طلبا من أصدقاء للأسرة الاتصال بأقاربهما واتخاذ ترتيبات حصول الأقارب على حضانة الطفلين، اللذين يبلغان من العمر عاما وثلاثة أعوام. ولم يتضح نمط ترتيبات السفر التي جرى اتخاذها من أجل أربعة أطفال آخرين في القضية.

يذكر أن فلاديمير وليديا غرييف، اللذين كانا يعيشان في مونتكلير بنيوجيرسي منتحلين اسمي ريتشارد وسينثيا ميرفي، لديهما ابنتان تبلغان 7 و11 عاما. وقد ارتادت الطفلتان مدرسة ابتدائية عمومية، ويعتقد أنهما عاشتا كامل حياتيهما في الولايات المتحدة. ورفض مسؤولون التعليق على مكان الطفلتين. وبالمثل، فإن أندريه بيزروكوف وإلينا فافيلوفا، اللذين عاشا في كامبريدج بماساتشوستس باسمين مستعارين هما دونالد هيثفيلد وتريسي فولي، لديهما ابنان، أحدهما يبلغ 20 عاما ويدرس بجامعة جورج واشنطن، بينما يبلغ الآخر 16 عاما وكان يرتاد مدرسة ثانوية خاصة في بوسطن.

يذكر أن الانتقال إلى دولة أخرى لن يضر بحياة الولدين بالضرورة، نظرا لأنهما عاشا لبعض الوقت بالفعل في فرنسا ويتحدثان عدة لغات.

من جانبه قال مسؤول أميركي رفيع المستوى رفض كشف هويته لحساسية الاتفاق لوكالة «أسوشييتد برس»، إن الأطفال سيسمح لهم بمغادرة الولايات المتحدة في أي وقت ما دام أن ترحيلهما عن البلاد يتوافق مع رغبة الوالدين وما يقتضيه القانون الأميركي. يذكر أن نجلي بيليز وفاسينكوف، الذي انتحل لعقود اسم جوان لازارو، حضرا في قاعة المحكمة وشهدا اعتراف الجواسيس. وجوان لازارو الابن، 17 عاما، عازف بيانو موهوب عاش جل حياته في الولايات المتحدة، رغم قضائه فترة طويلة في بيرو، حيث ولدت والدته. أما نجل بيليز الآخر، والدو ماريسكال، فيعمل مهندسا معماريا.ولم يدلِ أي منهما بتعليق أثناء مغادرتهما قاعة المحكمة.

كان الابنان يعيشان برفقة بيليز وفاسينكوف في يونكرز، شمال مدينة نيويورك، لكن من المقرر أن تصادر السلطات الأميركية منزليهما لأن الاستخبارات الروسية هي التي اشترته لحساب الوالدين. ولم يتضح ما إذا كان النجلان كانا على معرفة باسم فاسينكوف الحقيقي الذي ارتبط بعلاقة عاطفية ببيليز على مدار 30 عاما. كان الاثنان قد التقيا في بيرو، حيث كانت تعمل بيليز صحافية تلفزيونية قبل انتقالها إلى الولايات المتحدة وعملها كصحافية لحساب «إل دياريو لا برينسا»، وهي صحيفة ناطقة بالإسبانية.

وقال محامي بيليز، رودريغيز، إنها تنوي بعد ترحيلها إلى روسيا العودة إلى بيرو، حيث تملك أسرتها مزرعة. ويعتقد أن أحد نجليها سيلحق بها هناك، حسبما ذكر رودريغيز، رغم تنويهه بأن السلطات الروسية عرضت مسكنا مجانيا على الأسرة في روسيا وراتبا شهريا يبلغ 2000 دولار وفيزا تمكنهم من الدخول والخروج من البلاد كيفما شاءوا.