مفاوضات بين شريكي الحكم في السودان لبحث ترتيبات ما بعد الاستفتاء

مسؤول مصري يزور السودان لاختراق الجمود في العلاقات.. والخرطوم تستبعد التطبيع مع واشنطن

TT

يدخل اليوم شريكا الحكم في السودان في جولة مهمة من المفاوضات حول ترتيبات ما بعد استفتاء تقرير مصير الجنوب، وتعقد بالخرطوم وسط خلافات كبيرة حول منطقة أبيي الغنية بالنفط فيما تنتقل المفاوضات إلى جوبا الأسبوع المقبل. وفيما استبعد وزير الخارجية السوداني علي كرتي حصول تطبيع في العلاقات مع الولايات المتحدة في ظل ما سماه «اشتراطات تمثل سيفا مسلطا»، دعا واشنطن لرفع العقوبات عن بلاده بعد أن نفى علاقتها بالإرهاب.

من جهة أخرى، أجرى مبعوث مصري مباحثات في الخرطوم لاختراق حالة الجمود التي سيطرت على العلاقات بين البلدين منذ فترة.

وتنطلق اليوم في الخرطوم جولة من المفاوضات بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية حول ترتيبات ما بعد الاستفتاء. وأشارت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن المفاوضات تتم برعاية رئيس لجنة حكماء أفريقيا ثامبو أمبيكي الذي اتفق عليه الشريكان في مفاوضات بإثيوبيا الشهر الماضي ليقوم بدور المسهل، وتشمل القضايا الحدود المشتركة بين الشمال والجنوب، وعائدات النفط وتوزيعها في سياق الموارد الطبيعية، والجنسية، والديون الخارجية، وأوضاع الجنوبيين في الشمال والشماليين في الجنوب، وسيعد الطرفان عددا من السيناريوهات حول القضايا الحساسة ورؤية كل منهما، وينص اتفاق السلام الشامل على إجراء استفتاء لسكان جنوب السودان في يناير (كانون الثاني) المقبل ليحددوا مصيرهم بين البقاء مع الشمال، أو الانفصال وإنشاء دولة مستقلة. وقالت مصادر إن القضايا في غاية التعقيد، وفشل الطرفان في التوصل لاتفاق حول مفوضية استفتاء أبيي.

إلى ذلك شدد وزير الخارجية السوداني علي أحمد كرتي علي ضرورة رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب والعقوبات المفروضة عليه من قبل الولايات المتحدة بهدف إتاحة المجال لتطبيع العلاقات بين البلدين، وقال: «لن يحدث تطبيع للعلاقات طالما ظلت هذه الاتهامات سيفا مسلطا علي السودان». وأضاف كرتي: «لا أعتقد أن هناك حوارا في العلاقات الثنائية ولا جدية في الطرح الأميركي خلال الفترة الماضية مشيرا إلى أن ما يتم دائما من طرح أفكار من قبل الإدارة الأميركية هو اشتراطات ومحاولة للسير بالحوار في إطار العلاقات السياسية التي لا تتحدث عن مصالحة مباشرة ولا عن مستوى علاقات تصل للتطبيع»، ووصف وزير الخارجية العقوبات التي فرضت علي السودان بأنها جائرة تحمل المواطن السوداني جراءها الكثير مشيرا إلى أن هناك مجموعات ممسكة بزمام الأمور ولها القدرة على إبقاء العقوبات على السودان ووضعه في قائمة الدول الراعية للإرهاب، وأشار كرتي إلى أن أميركا تأكد لها تماما أن حكومة السودان أو أي طرف سوداني مسؤولا لم يكن طرفا في يوم من الأيام في رعاية إرهاب. في غضون ذلك بعث وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط السفير عبد الغفار الديب مدير إدارة السودان بوزارة الخارجية المصرية إلى الخرطوم في أول زيارة لمسؤول مصري للسودان منذ انتقادات وجهها وزير الخارجية علي كرتي للدور المصري في السودان الشهر الماضي، ثم إعلان الرئيس البشير أن حلايب «سودانية وستظل سودانية» وهي منطقة يتنازع عليها البلدان منذ الخمسينات من القرن الماضي. ولم تكشف مصادر «الشرق الأوسط» تفاصيل الزيارة واكتفت بتعميم أن الديب التقى وزير الدولة بوزارة الخارجية كمال حسن وأن اللقاء تناول العلاقات الثنائية بين السودان ومصر.