سلفا كير يجري فحوصات طبية في نيروبي.. ومظاهرات في الجنوب للانفصال

وزير الإعلام في حكومة الجنوب لـ «الشرق الأوسط»: ليست هناك خطورة على صحة كير

مظاهرة في جوبا عاصمة جنوب السودان مؤيدة للانفصال جرت أمس (أ.ف.ب)
TT

وصل النائب الأول للرئيس السوداني رئيس حكومة الجنوب، سلفا كير، إلى العاصمة الكينية، نيروبي، بصورة مفاجئة لإجراء فحوصات طبية لما ظل يعانيه في يده اليسرى منذ أكثر من شهرين، في وقت كررت مدن الجنوب مظاهراتها للمطالبة بالانفصال التي تسيرها في التاسع من كل شهر إلى حين إجراء الاستفتاء لحق تقرير المصير.

وقال وزير الإعلام في حكومة الجنوب والناطق باسمها دكتور مريال بنجامين لـ«الشرق الأوسط» إن كير غادر جوبا إلى نيروبي لإجراء فحوصات طبية عادية، مؤكدا أن صحته جيدة، وأنه سيعود إلى جوبا في الأيام القليلة القادمة، مشيرا إلى أن كير لم ينل راحة ولا إجازة منذ تنصيبه نائبا أول للرئيس في أغسطس (آب) عام 2005 بسبب التحديات الكبيرة التي تواجهها اتفاقية السلام، وقال: «ليس هناك شيء خطير في صحة الرئيس كير، فقط فحوصات ويحتاج إلى قسط من الراحة وسيزاول عمله قريبا جدا».

من جهته قال وزير في حكومة جنوب السودان، أمس، الجمعة، إن رئيس جنوب السودان سلفا كير سافر إلى العاصمة الكينية، نيروبي، لإجراء فحوص طبية بعد معاناته من الإجهاد. وقال كوستي مانيبي، وزير شؤون الحكومة في الجنوب لـ«رويترز»: «لقد كان السبب هو الإجهاد. كان يشعر فقط أنه ليس على ما يرام، لكن ليس هناك شيء محدد. إنه يحتاج إلى بعض الراحة فحسب.. يجب أن لا يقلق الناس مطلقا». وقال مانيبي إن كير غادر جوبا، عاصمة جنوب السودان، الأسبوع الماضي، ومن المقرر أن يعود إليها مرة أخرى غدا، الأحد.

ومن المقرر أن يلتقي نائب رئيس جنوب السودان، ريك مشار، وقادة كبار في الجنوب، نظراءهم الشماليين في الخرطوم، اليوم، السبت، في البداية الرسمية للمحادثات بشأن كيفية اقتسام عائدات النفط بعد الاستفتاء، وموضوعات أخرى. وقال مانيبي إن الفحوص الطبية التي يجريها سلفا كير لن تؤجل أيا من هذه المناقشات.

من جهة أخرى خرجت مظاهرات في مدن وقرى ولايات جنوب السودان الـ10 يوم أمس من أجل الاستفتاء والمطالبة بالانفصال، وهي مظاهرات انتظمت في التاسع من الشهر الماضي وتم تحديد موعد لتسييرها في التاسع من كل شهر إلى حين إقامة الاستفتاء في التاسع من يناير (كانون الثاني) العام المقبل، وفي جوبا، التي اجتاحتها أمطار لساعات طويلة، لم تسثن عزم كل من الشباب والنساء من أجل إجراء الاستفتاء لحق تقرير المصير، وندد المتظاهرون بالوحدة ورفضوا شعار «الكونفيدرالية» أو تأجيل الاستفتاء، وطالبوا بالإسراع في تشكيل اللجان العليا للاستفتاء في جنوب السودان في الولايات ودول المهجر، بالإضافة إلى إجراء وتشكيل مفوضية استفتاء منطقة أبيي وإجراء المشورة الشعبية لمنطقتي جنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان. وقالت رئيسة اتحاد نساء جنوب السودان، سارة جيمس، إن الجنوب أصبح قادرا الآن على حكم نفسه كدولة، وأضافت: «باستطاعتنا حكم أنفسنا، ولن نكون من اليوم مواطنين من الدرجة الثانية»، وقالت إن تقرير المصير هو الفرصة الأخيرة من أجل اختيار دولة الجنوبيين الجديدة، ووجهت نداء إلى كل نساء جنوب السودان بالوحدة والعمل من أجل الاستفتاء القادم ومن أجل وحدة شعب جنوب السودان، وحثت الجميع على العمل من أجل التسجيل والتصويت في الاستفتاء حيث أضافت: «لن نسمح بتأجيله لأي سبب».

ودعت ممثلة قطاعات المجتمع المدني، نيانطون جيمس، بالعمل من أجل جعل الاستفتاء آمنا ولاستقطاب الجميع للتسجيل من أجل اجتياز نسبة 60% الواردة في قانون الاستفتاء، وأضافت: «سنعمل معا من أجل الانفصال واستقلال جنوب السودان، ويجب على شعبنا أن يعلم ويعرف لماذا يجب عليهم التصويت للاستقلال»، وتابعت: «علينا أن نتأكد من أن الجميع سيسجلون حتى يتمكنوا من التصويت، وعلينا أن نواصل المسيرة معا حتى يتحقق الاستقلال لجنوبنا»، مشيرة إلى أن شعب الجنوب قادر على حكم وإدارة نفسه في دولة مدنية يتساوى فيها الجميع، بغض النظر عن الانتماء الديني والعرقي.

ومن جهته قال رائد المجلس التشريعي لجنوب السودان، بشير بندي، لدي مخاطبته المسيرة إن برلمان الجنوب المنتخب سيعمل من أجل الدفاع عن خيار شعب جنوب السودان وحمايته، وأضاف: «جنوب السودان أمانة في أعناقنا، لذا سنقف مع خيار هذا الشعب»، مشيرا إلى أن الإقليم يمر بأصعب مرحلة تاريخية وأن هناك مجموعات - لم يسمها - تسعى إلى المتاجرة بالانفصال، وقال: «على كل جنوبي أن يكون حرا وأن يتذكر أرواح الشهداء وأن من أراد أن يخون جنوب السودان فإن الرب الذي خلق هذا الأرض لن يرحمه»، وأضاف أن مسؤولية الجميع هو التأكد من أن كل فرد قد قيد اسمه من أجل الاستفتاء، كاشفا أن معظم نواب برلمان الجنوب سيعودون إلى دوائرهم من أجل حث الجميع على التسجيل والتصويت للاستفتاء.

ووصف نائب رئيس المجلس التشريعي لجنوب السودان، دانيال اويت اكوت، الاستفتاء بالاستحقاق المهم لشعب جنوب السودان، معتبرا اتفاقية السلام الشامل بمثابة المرحلة الممهدة لتقرير مصير جنوب السودان، كما قال الراحل الدكتور جون قرنق، بحسب حديثه، مضيفا أن جنوب السودان ماض من أجل إعلان استقلاله في الاستفتاء القادم مشيرا إلى أن الوحدة لم تكن جاذبة منذ التوقيع على الاتفاقية وحتى الآن، وزاد أن جنوب السودان ظل طوال هذه السنوات يتقاسم النفط مع الشمال بنسبة 50% واصفا ذلك بأنه أمر غير عادل لجعل الوحدة جاذبة.