أميركية فقدت عينها بقنبلة إسرائيلية تتهم شرطة القدس بمحاولة قتلها

قالت: رواية الشرطة كاذبة.. فقد أطلق عناصرها القنبلة مباشرة علينا

TT

بعد سبع سنوات من جريمة قتل ناشطة السلام الأميركية، راشيل خوري، في رفح جنوب غزة، وجهت شابة أميركية أخرى الاتهام للشرطة الإسرائيلية وحرس الحدود بمحاولة قتلها بسبب مشاركتها في مظاهرة سلمية ضد الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية. وقالت إيميلي حنوكوفتش، إن الجنود الإسرائيليين أطلقوا القنابل الغازية مباشرة على وجوه وصدور المتظاهرين الفلسطينيين والأجانب المتضامنين معهم.

ووصلت حنوكوفتش، 21 عاما، وهي يهودية أميركية والدها مواطن إسرائيلي سابق هاجر إلى الولايات المتحدة، إلى إسرائيل قبل عدة شهور لدراسة الفن التشكيلي في معهد «بتسلئيل» في القدس الغربية، ضمن بعثات تبادل مع جامعة ميريلاند الأميركية. وفي الساعة الحادية عشرة من ظهر يوم الاثنين الموافق 3 مايو (أيار) الماضي، شاركت مع عدد من الشباب الإسرائيلي من أنصار السلام وعشرات الفلسطينيين في مظاهرة احتجاج على قرار إسرائيل منع وصول أسطول الحرية إلى غزة. وقمعت قوات من الشرطة الإسرائيلية وحرس الحدود هذه المظاهرة بالقوة، مستخدمة أسلحة تفريق المظاهرات، وبينها قنابل الغاز المسيل للدموع.

وأصيبت إيميلي بقنبلة في وجهها مباشرة، فكسر حنكها واقتلعت عينها اليسرى على الفور وغطت الدماء وجهها. وحاول الفلسطينيون إسعافها بإمكاناتهم المتواضعة، ولم يستطيعوا إنقاذها. وتدخلت السفارة الأميركية في تل أبيب، فنقلت إلى مستشفى هداسا في القدس وهناك أيضا عجزوا عن علاجها. وهي تعالج اليوم في الولايات المتحدة. وما زالت بحالة صعبة، ولا تقوى على الكلام.

وأعربت والدتها، شيلي كرايتمان، عن تعجبها من صلف الشرطة الإسرائيلية التي أصدرت بيانا ادعت فيه أن المتظاهرين هم الذين ألقوا زجاجات حارقة على رجال الشرطة وأن هؤلاء ردوا بإطلاق القنابل على جدار مجاور حتى لا يصاب المتظاهرون. وقالت وهي تحتضن ابنتها، لمراسلي الصحف الإسرائيلية في واشنطن، إن الرواية الإسرائيلية كاذبة ووقحة. وأضافت: «أنا شاهدت شريطا مصورا لما جرى ورأيت بكامل الوضوح ابنتي تحمل علما بيديها الاثنتين، مما يعني أنها لم تقذف شيئا باتجاه الجنود ورأيت كيف أطلق الجنود كميات من القنابل باتجاه المتظاهرين مباشرة، ليس إلى الجدار ولا إلى السماء بهدف التخويف والتحذير، بل مباشرة إلى الوجوه والصدور بهدف الإصابة وربما القتل».

وقالت كرايتمان إن ابنتها ليست إنسانة قوية. إنما هي فنانة حساسة. تحب إسرائيل جدا، وتقول اليوم إنها لا تريد من محبيها أن يكرهوا إسرائيل بسبب الاعتداء عليها. وأردفت: «حبها لإسرائيل هذا هو الذي جعلها تقف مع الفلسطينيين في مظاهرة. فهي تحب لإسرائيل أن تكون دولة حضارية وإنسانية من دون احتلال ومن دون حصار ومن دون قمع لحقوق الفلسطينيين».