الرئيس الصومالي يعرب عن قلقه من تزايد الجهاديين الأجانب

أبرز حركتين إسلاميتين في الصومال تريدان توحيد قواتهما

مقاتل من حركة الشباب الإسلامي يبحث عن ملاذ بعد احتراق دبابة تابعة لقوات الاتحاد الافريقي وذلك في مواجهة بين حركة الشباب والقوات الافريقية في العاصمة الصومالية مقديشو (رويترز)
TT

حث الرئيس الصومالي المحاصر القوى الإقليمية على تصعيد تصديها للعدد المتزايد من المقاتلين الأجانب الذين ينضمون إلى صفوف المتمردين الإسلاميين في الصومال.

وقال الرئيس الصومالي شيخ شريف أحمد بعد أيام فقط من تعهد الدول المجاورة بنشر ألفي جندي إضافي لحفظ السلام في الصومال إن العدد المتزايد للمتشددين يمثل تهديدا متناميا للأمن الإقليمي. وقال في مقابلة مع «رويترز»: «الصومال في خطر بسبب العدد المتزايد للمتشددين الأجانب (هنا). لا يمكننا أن نتغافل. لقد مضت الأمور إلى مستوى لا يمكننا احتماله، لذا فهناك حاجة ملحة للمساعدة الدولية أو الإقليمية». ويعتبر المستثمرون الأجانب في كينيا أكبر اقتصاديات شرق أفريقيا التي تشترك مع الصومال في الحدود، التمرد الإسلامي في الصومال شأنا خطيرا.

ويخشى دبلوماسيون غربيون ومسؤولون أمنيون أن يستخدم متطرفون إسلاميون الصومال كقاعدة انطلاق لهجماتهم في المنطقة المضطربة وما وراءها. وقال أحمد إن حكومته التي تسيطر فقط على بضعة أحياء في العاصمة الصومالية مقديشو وتعتمد بشدة على قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في ضمان أمن ظاهري ليست قادرة على القيام بمهامها. وقال: «حكومتي لا تملك كثيرا حيال قيامها بمهامها المؤسسية بسبب الهجمات المستمرة».

وتعهدت منظمة تعاون حكومات شرق أفريقيا «إيقاد»، في وقت سابق من هذا الأسبوع بدعم قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال لتزيد على ثمانية آلاف جندي، لكنها قالت إنها تسعى في النهاية إلى زيادة قوات حفظ السلام في الصومال إلى 20 ألف جندي بما فيها قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وقال الرئيس الصومالي في المقابلة: «اتفق زعماء منظمة تعاون حكومات شرق أفريقيا على أن الصومال لا يمكن أن يبقى كذلك لأن كل دولة في المنطقة بما في ذلك إثيوبيا ستواجه التهديد الإرهابي».

وغزت القوات الإثيوبية الصومال عام 2006 للإطاحة بحركة إسلامية في مقديشو. وتسبب ذلك في التمرد الذي ما زال مشتعلا. وهددت حركة الشباب الإسلامية المتشددة التي تزعم وجود علاقات بينها وبين «القاعدة» في وقت سابق بمهاجمة إثيوبيا وكينيا وكذلك أوغندا وبوروندي اللتين أرسلتا قوات حفظ سلام تحمي إدارة شيخ شريف أحمد. ولم يتبين بعد إذا ما كانت إثيوبيا العضو في منظمة تعاون حكومات شرق أفريقيا مع كينيا وأوغندا والسودان وجيبوتي والصومالي سترسل قوات حفظ سلام إلى الصومال.

وفي الوقت الحالي يمنع قرار للأمم المتحدة جيران الصومال المباشرين من إرسال قوات إليه على الرغم من أن القادة الإقليميين نادوا بضرورة مراجعة هذا الحظر. وفي مدينة كيسمايو الساحلية الجنوبية في الصومال يقول قادة الشباب وسكان بالمدينة إن الإسلاميين يقومون حاليا بحملة تجنيد هائلة. وقال علي يوسف الذي يعيش في المدينة لـ«رويترز»: «يأتيهم المتطوعون بالمئات ينضمون إليهم حيث لا يوجد عمل ويدفع المتمردون بعض المال». بينما قال أحد مقاتلي الشباب بعد أن طلب عدم الكشف عن هويته: «كل شخص نجنده نرسله إلى مركز تدريب. وفي المعسكر سوف يحصل على سلاح وذخيرة». وقتل ما يزيد على 21 ألف صومالي منذ بداية التمرد عام 2007 بينما يعتمد نحو ثلاثة ملايين شخص أي ما يقرب من ثلث السكان على المساعدات.

إلى ذلك، أعلنت مصادر حزبية أمس أن زعيمي أبرز حركتين إسلاميتين تسيطران على قسم كبير من الصومال، التقيا أول من أمس من أجل توحيد قواتهما ضد الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب. وقد التقى عبدي محمد غودان زعيم حركة الشباب المجاهدين الإسلامية الذين يعلنون انتماءهم إلى «القاعدة»، الجمعة في مقديشو الشيخ حسن طاهر أويس، زعيم الحزب الإسلامي، وهو مجموعة أصغر، كما قال مسؤول في حركة الشباب طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة الصحافة الفرنسية.

والمجموعتان المتمردتان الإسلاميتان اللتان تسيطران على وسط الصومال وجنوبه، متحالفتان من حيث المبدأ، لكنهما تواجهتا مرات عدة في الأشهر الأخيرة. وقال المسؤول في حركة الشباب إن «الزعيمين التقيا الجمعة وناقشا اتفاقا واسعا لتوحيد قواتهما، تمهيدا لشن هجوم كبير على الغزاة الأفارقة وحكوماتهم المارقة». وأضاف أن «أبو زبير (عبدي محمود غودان) والشيخ أويس يفترض أن يتوصلا في الأيام المقبلة إلى اتفاق نهائي على توحيد مقاتليهما في المعسكرات نفسها، للقضاء على أعداء الله في البلاد». وفي بداية الأسبوع، توعدت حركة الشباب بتكثيف هجماتها على جنود قوة اميصوم. وأكد مسؤول في الحزب الإسلامي هو الشيخ محمد إبراهيم، عقد اللقاء.

وقال إن «زعيمي المجموعتين قد التقيا وستكون النتيجة هجوما واسع النطاق على الغزاة». ويقول مسؤول آخر لوكالة الصحافة الفرنسية لم تذكر اسمه، إن مقاتلين من «القاعدة» حضروا اللقاء وقدموا المشورة لقادة المتمردين.