5 رؤساء دول يستعدون لزيارة لبنان في الأشهر المقبلة.. بينهم نجاد والأسد

مصادر نيابية لـ «الشرق الأوسط»: الزيارات الرئاسية استباق لما قد يحصل في المرحلة المقبلة

TT

على وقع ملفات داخلية تثير انقساما حادا بين القوى السياسية اللبنانية وأخرى إقليمية ساخنة ومعقدة، خصوصا مع ارتفاع حدة التوترات بين قوات اليونيفيل وحزب الله، من المرجح أن يشهد لبنان حركة رئاسية عربية وإقليمية باتجاهه، تثير تساؤلات عدة عن دلالاتها وتوقيتها.

ويتصدر خمسة رؤساء قائمة الزائرين الضيوف، وباتت مواعيد بعض منهم شبه أكيدة. فمن المقرر أن يصل أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى، إلى بيروت في الأسابيع الثلاثة المقبلة، أي قبل نهاية الشهر الحالي. في حين لا يزال موعد زيارة كل من الرئيس السوري بشار الأسد والإيراني محمود أحمدي نجاد، غير معلن.

وكان من المتوقع أن يصل إلى بيروت رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في اليومين الفائتين، إلا أن «الشرق الأوسط» علمت أن موعد الزيارة تأجل إلى شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، بعد تعذر إنهاء أعمال بناء «المستشفى التركي للطوارئ والحروق» في مدينة صيدا، جنوب لبنان، والممول بهبة من الشعب والحكومة التركية قدرها 20 مليون دولار أميركي. وكان مقررا أن يصل أردوغان لافتتاح المستشفى، الذي يعد أكبر مركز متخصص لمعالجة الحروق في منطقة الشرق الأوسط.

وإذا كانت زيارات القادة الخليجيين مرتبطة بافتتاح مشاريع إنمائية وتصب في إطار تعزيز التعاون الثنائي، فإن زيارتي الأسد ونجاد تكتسبان أهمية قصوى على أكثر من صعيد، أبرزها كون الزيارتين تأتيان بعد مرحلة من القطيعة السياسية وتصعيد في المواقف بلغ ذروته منذ اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري.

وتبدو زيارة الرئيس الإيراني للمرة الأولى إلى بيروت مثيرة للجدل أكثر من سواها من الزيارات الرئاسية، في ظل ترقب محلي للمواقف التي قد يطلقها من العاصمة اللبنانية، بعد أسابيع قليلة من امتناع لبنان عن التصويت في مجلس الأمن لناحية رفض العقوبات على إيران. وكانت المعلومات المتداولة في بيروت في اليومين الأخيرين أشارت إلى أن زيارة الرئيس الأسد ستتم في الأسبوعين المقبلين، على أن يصل الرئيس الإيراني قبل بدء شهر رمضان المبارك، إلا أن مصادر مطلعة أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن «الظروف ما زالت غير ناضجة بعد لزيارة الرئيس الأسد إلى بيروت»، مستبعدة حصولها «في وقت قريب». ونفى الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني - السوري علمه «بأي تفاصيل» حول زيارة الأسد. وقال في اتصال مع «الشرق الأوسط»: «لم أُبلغ بعد بموعد الزيارة، وعندما تحدد سيبلغونني».

وعلمت «الشرق الأوسط» أن زيارة الرئيس نجاد إلى بيروت باتت مؤكدة، لا سيما أنه أشار إلى ذلك علانية في إطلالته الأخيرة على إحدى شاشات التلفزيون اللبناني، لكن الاتصالات لا تزال جارية لإعداد برنامج الزيارة وتحديد موعدها. وكان السفير الإيراني غضنفر ركن أبادي، الذي وجه دعوة إلى رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري لزيارة إيران، عرض موضوع زيارة الرئيس نجاد إلى بيروت خلال الزيارات التي قام بها منذ أيام إلى الرؤساء اللبنانيين.

وأبدت مصادر نيابية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» اعتقادها بأن هذه الحركة العربية والإقليمية باتجاه لبنان «ناتجة عن أهمية موقع لبنان في خضم الصراع الأساسي الذي يحصل في المنطقة». وقالت: «قد تكون الزيارات طبيعية لو أنها تأتي في حالة طبيعية، لكنها تأتي في سياق جو متوتر على المستوى الإقليمي ينبئ بأحداث ليست حميدة». ووضعت هذه المصادر الزيارات المرتقبة في إطار «استباق ما قد يحصل على صعيد المنطقة في المرحلة المقبلة»، آملة أن «تسهم في تحصين لبنان نفسه في مواجهة الاستحقاقات الداهمة التي يبدو أنها ليست بمجملها سارة».