العثور على بقايا جثة في إطارات طائرة سعودية قادمة من بيروت

تضارب الروايات حول مسؤولية الحادث بين الطيار وبرج المراقبة في المطار

TT

عثرت سلطات مطار الملك خالد الدولي بالرياض فجر أمس، على بقايا جثة موجودة في الإطارات الخلفية لطائرة تابعة لشركة «ناس»، كانت قادمة من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، دون معرفة هوية صاحبها. وحسب مصادر تحدثت لـ «الشرق الأوسط»، شاهد الركاب الموجودون في آخر الطائرة رجلا يرتدي قبعة، ويحمل حقيبة على ظهره، يركض خلف الطائرة أثناء الإقلاع، وسقط على بطنه وعاود القيام مرة أخرى، غير أنه اختفى عن الأنظار بعد إقلاع الطائرة.

وأكدت المصادر في جدة لـ«الشرق الأوسط» أن الركاب أبلغوا مشرفة الرحلة، التي أخبرت قائد الطائرة، ليقوم بدوره بإبلاغ سلطات مطار بيروت الدولي، التي أكدت لقائد الطائرة عدم رؤيتها لأي شيء من هذا القبيل، الأمر الذي قاد مشرفة الرحلة لتهدئة المسافرين.

إلا أن الرواية تضاربت مع المعلومات الصادرة في بيروت، حيث قال بعض الركاب الذين كانوا على متن الطائرة إنهم أبلغوا مضيفة الطيران بأنهم شاهدوا شخصا يحمل حقيبة صغيرة على ظهره ويعتمر قبعة على رأسه كان يركض في اتجاه الطائرة فوقع أرضا ثم عاد واتجه نحو الطائرة وهي تهم بالإقلاع. وقالت المعلومات في بيروت إن المضيفات أعلمن قائد الطائرة بما يحصل، إلا أن الأخير لم يتخذ أي إجراء وأقلع بالطائرة من دون إبلاغ السلطات المعنية في مطار بيروت بما تم إعلامه به. وطبقا لمصادر مطلعة في جدة تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، فإن الجهات التي تعمل على حراسة مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، لاحظت اقتصاص جزء من الشبك الذي يُسور المطار، وهو ما يُعطي إشارات حول إمكانية اقتحام ذلك الشخص للمدرج، غير أنه لم يتم التعرف على هويته حتى الآن. ولم يصدر تأكيد رسمي من بيروت أو الرياض لهذه الرواية.

يأتي ذلك في وقت أصدرت فيه الهيئة العامة للطيران المدني السعودية أمس، بيانا أكدت خلاله عثورها على بقايا جثة مجهولة الهوية في صندوق عجلات طائرة من طراز «إيرباص 320» تابعة لإحدى شركات الطيران الوطنية لدى إقلاعها من مطار بيروت الدولي فجر أمس السبت، التي كانت متجهة لمطار الملك خالد الدولي بالعاصمة السعودية الرياض.

وأشارت الهيئة خلال بيانها إلى أنه وبعد توقف الطائرة في مطار الملك خالد الدولي عند البوابة رقم 25، لاحظ أحد فنيي الصيانة أثناء قيامه بتفقد الطائرة حسب الإجراءات المتبعة للرحلات القادمة، وجود جسم غريب عالق في منظومة عجلات الهبوط الخلفية اليمنى، واكتشف أنه عبارة عن جثة إنسان، حاول الاختفاء في صندوق منظومة العجلات وقت إقلاع الطائرة من مطار بيروت الدولي.

وقامت سلطات الطيران المدني اللبناني بناء على توجيهات وزير النقل غازي العريضي الاتصال بسلطات الطيران المدني السعودي وشركة «ناس» بإيفادهم بكل التقارير الرسمية حول الحادث لا سيما في ما يتعلق بالمعلومات عن الجثة من الناحية الجنائية، إضافة إلى تقارير عن التحقيقات مع العاملين في الشركة المعنية بالموضوع والإفادة الواردة من ركاب الطائرة من أجل استكمال التحقيقات لمعرفة هوية القتيل وكيفية حصول هذا الحادث. وأعلن وزير الداخلية اللبناني زياد بارود أن التحقيق فتح على المستوى العدلي وقد وضعت النيابة العامة يدها على الملف. وستشمل التحقيقات أمورا كثيرة منها المدرج والمسؤولون عنه وبرج المراقبة وجهاز أمن المطار والشركات الموجودة على أرض المدرج للحمولة والصيانة».

وأكدت هيئة الطيران المدني السعودي أن الجهات الأمنية باشرت الحادثة، وتم إكمال الإجراءات المتبعة، ونقل الجثمان لمستشفى مطار الملك خالد الدولي، ومن ثم تسليمه لإدارة الطب الشرعي وشؤون الوفيات بصحة الرياض، فيما لا تزال التحقيقات تجري لكشف تفاصيل القضية ومعرفة ملابسات الحادثة.

من جهته، كشف مصدر مسؤول في الهيئة العامة للطيران المدني لـ«الشرق الأوسط» عن مباشرة التحقيقات في حادثة اكتشاف الجثة مجهولة الهوية من قبل مسؤولي إدارة السلامة في مطار الملك خالد الدولي بالرياض، مشيرا إلى أن تلك الحادثة ليست الأولى من نوعها، في ظل حدوث أخرى مشابهة منذ فترة طويلة لطائرة كانت قادمة من إحدى الدول الآسيوية.

وأوضح مدير عام العلاقات العامة والإعلام في الهيئة العامة للطيران المدني خالد الخيبري، لـ«الشرق الأوسط»، أن إدارة السلامة في مطار الملك خالد الدولي قامت على الفور بإجراء تحقيقاتها، وأكد عدم القدرة على تحديد وقتٍ لانتهاء الجهات العاملة في التحقيقات.

كما أكد مسؤول في شركة «ناس» الشركة الناقلة، انتظار إدارة شركة الطيران لنتائج التحقيقات التي تُجريها السلطات السعودية، التي أوعزت بدورها بإصدار تقرير مفصل على الحادثة بعد الانتهاء من التحقيقات.