كردستان: رصد حالات مرضية في مناطق استهدفها القصف الإيراني

مسؤولة محلية: القذائف تحمل مواد مبيدة للنحل والحيوانات

فريق طبي يعاين مرضى في مناطق طالها القصف المدفعي الإيراني في إقليم كردستان العراق («الشرق الأوسط»)
TT

رصد فريق طبي زار عددا من القرى بسفح جبل قنديل انتشار حالة مرضية بين سكان تلك القرى يشتبه في أنها ناجمة عن القصف المدفعي الإيراني الذي استهدف قرى المنطقة منذ أكثر من شهرين. ونقلت مصادر محلية عن المشرف على الفريق الطبي أن «هناك اشتباها باحتواء المواد التي تحملها القذائف الإيرانية على نوع قاتل من الفيروسات للمواشي والنحل».

وقالت كويستان أحمد مديرة ناحية «ورتي» في تصريحات تناقلتها وسائل الإعلام المحلية، إن «القرى الواقعة على سفح جبل قنديل ومناطق خليسكان وبردشال التي تعرضت إلى القصف المدفعي الإيراني انتشرت بين سكانها حالات مرضية جماعية عبارة عن حكة في العيون ومشكلات في الأحبال الصوتية وقد راجعنا عدد كبير منهم للشكوى من هذا المرض». وأضافت «أرسلنا بطلب فريق طبي متخصص من مديرية الصحة، وقد وصل الفريق بقيادة الدكتور كاروان الذي أجرى فحوصات دقيقة لتلك الحالات فتوصل الفريق إلى أن المرض انتشر بين أكثر من 45 شخصا من سكان تلك القرى، وأنه ناجم عن مواد تحملها القذائف الإيرانية وتتسبب في إحداث الحساسية لدى مواطني المنطقة».

وقالت المسؤولة المحلية إن «الكثير من المصابين بالمرض أكدوا لنا أنهم شعروا بآلام في الحلق عند قصف مناطقهم، مما يشير إلى أن المواد التي تصنع منها القذائف الإيرانية تحمل معها مادة مبيدة للنحل والحيوانات، ولذلك طلبنا إرسال فريق من الطب البيطري لفحص الحيوانات وخلايا النحل للتأكد من نوعية المواد المستخدمة في تصنيع تلك القذائف».

وتقصف المدفعية الإيرانية المناطق الحدودية في إقليم كردستان بذريعة استهداف مقاتلي حزب الحياة الحرة (بيجاك) الإيراني الكردي المعارض، فيما تنفي السلطات في إقليم كردستان وجود عناصر الحزب على أراضيها.

ونقل مصدر خاص بـ«الشرق الأوسط» في المنطقة «أن سكان القرى التي تعرضت إلى القصف مؤخرا يعتقدون أن إيران نشرت نوعا من الفيروسات في المنطقة، لذلك يطالبون الحكومة بإجراء الفحوصات اللازمة لتشخيص نوع الفيروس».

في غضون ذلك، بحثت منظمة السلام المسيحية مع القادة المحليين بالمنطقة مقترحا يقضي بإنشاء مجمع سكني قرب قرية «بستستين» التابعة لقضاء قلعة دزة لإيواء العوائل النازحة من قرى جبل قنديل التي تتعرض باستمرار إلى القصف الإيراني. وبحسب مصدر محلي «فإن قائمقام قضاء بشدر بصدد حصر عدد العوائل النازحة من القرى الحدودية، تمهيدا لتقديم مشروع إلى حكومة الإقليم لبناء مجمع سكني لإيواء هذه العوائل التي تستعصي عليها العودة إلى مناطقها السابقة بسبب كثافة القصف الإيراني».

وفي السياق ذاته، جرت في قضاء رانية مراسم أربعينية الطفلة الشهيدة «بسوز جبار أغا» التي قتلت بقصف المدافع الإيرانية لقريتها «ويزة» أواخر شهر مايو (أيار) الماضي.

ونظم الحفل من قبل اتحاد طلبة كردستان بحضور عدد من نواب البرلمان، تخلله عرض فيلم وثائقي عن آثار القصف، وقراءة سيرة حياة الطفلة التي كانت تبلغ الـ14 من عمرها، وسلمت أثناء الحفل شهادة تخرج الطالبة بسوز التي حازت على المرتبة الأولى في امتحانات صفها قبيل مقتلها بأسبوع إلى عائلتها.