نوال العجاجي: للأسف لم تتقدم أي مدرسة أهلية بطلب دمج الذكور في المرحلة الأولية مع الفتيات

مديرة التعليم الأهلي والأجنبي لـ «الشرق الأوسط»: في مسألة لبس النقاب نراعي حجم الفتاة وليس عمرها

TT

* للوقوف بدقة على مرحلة التعليم الأهلي للفتيات في منطقة القصيم كان لا بد لـ«الشرق الأوسط» من الحديث مع أصحاب الشأن أنفسهم لإلمامهم بماهية الأنظمة واللوائح المفروضة على الطالبة، وسؤالهم عن حقيقة المصلى الذي أشرفت عليه «هيلة القصير»، التي اعتقلها الأمن السعودي، لتورطها في دعم خلايا إرهابية، أثناء عملها فترة من الزمن كمشرفة مصلى في مدارس «المنارات» الأهلية، فكان هذا الحوار مع نوال العجاجي مديرة إدارة التعليم الأهلي والأجنبي في مكتبها ببريدة، التي لها من الخبرة 25 عاما في التعليم، حيث تنقلت بين مهنة التعليم ومشرفة إدارية ومسؤولة عن التعليم الأجنبي حتى منصب مديرة التعليم الأهلي والأجنبي في وزارة التربية والتعليم، إلى جانب انخراطها في المجال التطوعي والعمل الاجتماعي كنائبة رئيس الجمعية التعاونية النسائية في منطقة القصيم «حرفة»، فإلى نص الحوار..

* نبدأ مما انتهيتم به وهو قرار السماح للمعلمات بالتدريس للطلاب في المراحل الأولية في المدارس الأهلية، كيف استقبلت بريدة هذا القرار؟

- منذ شهر محرم صدرت الموافقة والضوء الأخضر على دمج الذكور في المرحلة الأولية مع الفتيات، ووجهنا المدارس الأهلية كافة بهذا القرار لمن يرغب، ولكن للأسف الشديد حتى الآن لم تتقدم أي مدرسة أهلية بهذا الطلب.

* في رأيك، ما السبب في ذلك؟

- الأصداء كانت إيجابية بالنسبة للأمهات واستحسنوا كثيرا مثل هذا القرار، لإيمانهم بحسن تعامل المعلمة المرأة مع أبنائهم، كما أيد ملاك المدارس الأهلية هذا الدمج، إلا أنه لم يتقدم أحدهم لإدارتنا لتطبيق دمج الذكور في مدارس الفتيات. وأنا متفائلة جدا أن طلبات الدمج ستتراكم العام المقبل بإذن الله للفصول التي تتبع رياض الأطفال، فهناك موافقة على أن تضم رياض الأطفال صفوفا للمرحلة الأولية. وفي اعتقادي أن الروضات الجديدة ستشرع في طلب تراخيص الدمج.

* هل نظمتم اجتماعات مع ملاك المدارس الأهلية؟

- في الحقيقة، اجتمعنا مع مديرات المدارس الأهلية والمالكات ووجدنا لديهم الترحيب الكبير بهذه الخطوة. أما في ما يتعلق بالملاك، فتواصلنا معهم من خلال المديرات، ويبقى التخوف أمرا طبيعيا لكل أمر جديد.

* دعينا ننتقل لمحور مختلف وهو اللوائح والتنظيمات الخاصة بقطاع المدارس الأهلية للفتيات، ماذا تفرض إدارتك على الطالبات في المراحل الدراسية كافة؟

- عادة لا تختلف لوائحنا عن لوائح المدارس الحكومية، كما أنه لا توجد هناك أنظمة خاصة بطالبات المدارس الأهلية، فما يسري على الحكومية من حيث السلوك والمواظبة والالتزام بدخول الحصص وغيرها يسري على طالباتنا، إلا أن هناك نظرة سائدة بدلال الطالبة في المدارس الأهلية، وإن كان ذلك موجودا من حيث الاهتمام بالمظهر، إلا أن هناك لا يوجد تسيب.

* من حيث لبس العباءة ماذا يشترط على طالبة المدارس الأهلية؟

- لا نطالب بلبس عباءة الرأس على طالباتنا، إلا أنه لا بد أن تكون عباءتها محتشمة وساترة سواء أكانت على الرأس أم الكتف. وفي المرحلة الابتدائية، لا نطالب بارتداء العباءة وتغطية الوجه، وذلك بسبب وقوع حوادث متعددة من حيث سقوط الطالبات على الدرج وفي الحافلات نتيجة ضعف الرؤية.

* ماذا بشأن المرحلة المتوسطة، هل يسمح للفتاة بلبس النقاب وعدم اشتراط تغطية العينين؟

- نراعي كثيرا في هذه المسائل حجم الفتاة وليس عمرها، فهناك من تكون في المرحلة الابتدائية إلا أنها تملك جسدا يافعا، وهناك من تصل للمرحلة المتوسطة إلا أن جسدها لا يعدو أن يكون جسد طفلة صغيرة.

* ولكن أنا أتحدث عن الأنظمة واللوائح؟

- نعم، نحن لا نلزمهن في المرحلة الابتدائية بتغطية الوجه، أما في المرحلة المتوسطة نلزمهن بذلك. وأما النقاب فيعود إلى قرار الأهل؛ سواء أكان تغطية الوجه بشكل كامل، أم ارتداء النقاب، أم كشفه.

* كم عدد مالكات المدارس الأهلية في بريدة؟

- هناك 12 مدرسة أهلية تضم المراحل الثلاث كافة، من بينها اثنتان لسيدات، إضافة إلى ذلك هناك 6 روضات أهلية، 5 منها لمالكات.

* ماذا بشأن عدد الطالبات الملتحقات بالمدارس الأهلية؟

- هناك عدد كبير في المرحلة الثانوية يصل عددهن إلى 500 طالبة، تليها المتوسطة، وأقلها الابتدائية، وعدد كبير في الروضات الأهلية، فالكثافة تتركز في المرحلتين الثانوية والروضة.

* ماذا بشأن الأقساط المالية للمدارس الأهلية.. إلى أي حد تصل؟

- القسط المالي للمدارس الأهلية لا يتعدى 6 آلاف ريال للعام الواحد الكامل، لذلك وللأسف الشديد ليس لدينا حتى الآن مدرسة نموذجية في المنطقة.

* ما السبب من وجهة نظرك؟

- ربما لحداثة التعليم الأهلي، أو اتجاه الملاك لفتح مدارس لغرض الربح فقط، وليس بغرض توفير خدمات تعليمية متميزة، كما أننا غالبا ما نتقدم بمقترحات لتوفير خدمات إضافية مقابل رفع قيمة الأقساط إلا أننا نواجه بعدم تقبل لذلك.

* ماذا بشأن الرياضة في مدارس الفتيات الأهلية؟

- لا توجد هناك برامج رياضية في المدارس الأهلية للفتيات.

* هل هي ممنوعة؟

- كانت في السابق ممنوعة إلا أنه في الوقت الحالي أصبح مرخصا لها، وعلى الرغم من السماح، فإنه لم يتم تقبل فكرة دمج برامج رياضية في مدارس الفتيات.

* ما السبب؟

- قد يعود السبب إلى تعبير ملاك المدارس الأهلية عن ثقافة البيئة السائدة، التي كانت ترى لوقت طويل عدم جواز ذلك للفتيات. إلا أنني وكمسؤولة عن قطاع التعليم الأهلي أشجع مديرات المدارس الأهلية على القيام بأنشطة وتمارين رياضية كلعب كرة التنس وغيرها.

* ماذا بشأن تعليم اللغات في المدارس الأهلية؟

- حاليا المدارس الأهلية كافة توفر فقط اللغة الإنجليزية، ولم تنجح تجربة توفير اللغة الفرنسية نتيجة عدم توفر معلمات ومشرفات للغة الفرنسية في المنطقة بالإضافة إلى انعدام المناهج المعتمدة، وتركيز رغبة الأهالي على اللغة الإنجليزية.

* ماذا بشأن الأنشطة الدعوية الدينية في المدارس الأهلية؟

- الأنشطة لدينا جيدة ونطبق على المدارس الأهلية ما يطبق على الحكومية، فهناك إدارة مختصة تشمل التعليم الأهلي والحكومي، وهي إدارة التوعية الإسلامية وتشمل عددا من المشرفات يبلغ عددههن أكثر من عشر نصابهن من المدارس الحكومية ذاتها لمدارس الفتيات الأهلية، وبالإضافة إلى ذلك لدينا في المدارس مهمة وظيفية توكل إلى إحدى المعلمات وهي مشرفة مصلى وترتبط بمشرفة التوعية الإسلامية، وتطبق البرامج التوعوية في المدرسة ونحن على اطلاع كبير على هذه الأنشطة.

* ما القضايا التي تركزون على طرحها من قبل مشرفة المصلى والإدارة التوعوية الإسلامية في مدارس الفتيات؟

- لدينا قضايا مختلفة؛ منها الحوار وتقبل الآخر وحسن التعامل مع الآخرين، وأيضا تطوير الذات.

* هل هناك تنسيق بين إدارة التوعية الإسلامية التابعة للمدارس ووزارة الشؤون الإسلامية، أم إنها مستقلة؟

- لا، هي جهة مستقلة في وزارة التربية والتعليم، إلا أن المشرفات قد يطالبن بدعم من قبل وزارة الشؤون الإسلامية.

* هل واجهت أية تهديدات أو إساءات بخصوص دمج الطلاب والطالبات؟

- لا، لم أتلقَ أي شيء حتى الآن. عليّ الانتظار حتى افتتاح أول مدرسة لنختبر الوضع.

* ماذا بشأن مناهج المدارس الأهلية؟

- المناهج هي ذاتها المقررة للمدارس الحكومية على الرغم من وجود التراخيص باعتماد مناهج خاصة من قبل الوزارة، إضافة إلى دعمنا لتوفير مناهج إثرائية تحت إشراف الإدارة، إلا أن التحفظ لا يزال قائما.

* ماذا بشأن المدارس العالمية؟

- لدينا مدرستان عالميتان: «التميز» بدأت منذ ثلاثة أعوام، و«الوسام» قبل عام، تدرسان المناهج البريطانية، إلا أنها لم تصل إلى المستوى المطلوب للمدارس العالمية.

* ما السبب؟

- عدم الإشراف عليها من قبل شخصيات أجنبية مؤهلة.

* ماذا بشأن أقساطها؟

- تعد أقل من المدارس الأهلية، وذلك يرجع إلى ضعف جودة مبانيها ومرافقها.

* ما السبب في ضعفها؟

- هي مدارس يملكها سعوديون أنشأت للوافدين من العرب ذوي الدخل المحدود، الذين تجاهلوا مدى جودة المباني والتجهيزات، لأن مناهجها متميزة.

* ماذا بشأن إدارتكم.. ألا تفرض معايير خاصة تلتزم بها إدارات المدارس؟

- نقوم بحملات تفتيشية ونطالبهم بضرورة التطوير والتحديث، إلا أنه وللأسف، تلقى إقبالا كبيرا من قبل الوافدين لعدم توفر بدائل أخرى، وتطالب الإدارة ملاك المدارس الأهلية والأجنبية بضرورة تغيير المبنى بعد مرور 8 أعوام.

* ماذا بشأن الوافدين غير العرب من الجنسيات الآسيوية وغيرها؟

- لدينا هنا ثلاث مدارس للجاليات الباكستانية والهندية والفلبينية لا تخضع لإشرافنا لعدم وجود الفصل التام بين البنين والبنات فيها، ولعدم امتلاكها من قبل سعوديين.

* من يقوم بالإشراف عليها؟

- تقوم بالإشراف عليها الجاليات نفسها، بالإضافة إلى إشراف إدارة تعليم البنين من الناحية الإدارية والتربوية. أما نحن كإدارة نسوية للتعليم الأهلي، فلا نستطيع الإشراف عليها نتيجة اختلاط التعليم فيها.