نتنياهو يبلور «رزمة تسهيلات» مقابل بدء المفاوضات المباشرة.. وعباس يرد: هذا عبث

رئيس الوزراء الإسرائيلي سيلتقي الرئيس المصري غدا لتشجيع المفاوضات مع الفلسطينيين

TT

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه سيلتقي غدا الرئيس المصري حسني مبارك، في محاولة لدفع الانتقال إلى مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وقال نتنياهو في جلسة الحكومة الإسرائيلية أمس، بعد أن عاد من واشنطن راضيا عن الدعم الأميركي الذي تلقاه في عدة مسائل بينها الذهاب إلى مفاوضات مباشرة، «سألتقي الثلاثاء الرئيس مبارك، سيكون اجتماعنا الخامس خلال عام، أتمنى التعاون معه لتشجيع المحادثات المباشرة مع الفلسطينيين».

وأكد نتنياهو أن الإدارة الأميركية، تدرك ضرورة الانتقال سريعا إلى المفاوضات المباشرة، وأبلغ وزراءه أنه لمس اهتماما كبيرا وتقديرا لدى الرئيس الأميركي لمطالب إسرائيل الأمنية، إذ اتفق الطرفان على ضرورة الوصول إلى اتفاق مشروط بـ«أمن إسرائيل ومواطنيها». ومن أجل تشجيع الفلسطينيين على بدء مفاوضات مباشرة، وعد نتنياهو أوباما باتخاذ خطوات لبناء الثقة، وكان هذا طلبا أميركيا في الأساس، وشرع المنتدى الوزاري السباعي الإسرائيلي عمليا في التباحث حول بلورة «حزمة من إجراءات بناء الثقة» بهدف تشجيع السلطة على خوض المفاوضات المباشرة.

وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، إن نتنياهو طلب من الرئيس الأميركي باراك أوباما الثلاثاء الماضي في واشنطن، الضغط على الجانب الفلسطيني من أجل البدء في مفاوضات مباشرة بين الجانبين، ورد عليه الرئيس الأميركي، بالقول: «من أجل أن نصل إلى ذلك، عليكم القيام بخطوات عملية لبناء الثقة، وليس مجرد الإعلان والحديث عن ذلك».

ومن بين الخطوات التي يدرس نتنياهو اتخاذها هي وقف «نشاطات» جيش الاحتلال في بعض المدن الفلسطينية في الضفة الغربية، ومنها رام الله وطولكرم وأريحا وبيت لحم وسلفيت وقلقيلية، بحيث ستكون هذه المدن خاضعة بشكل كامل للسلطة الفلسطينية دون أي تدخل من قبل الجيش الإسرائيلي، وإزالة المزيد من الحواجز، والسماح بفتح 6 مراكز جديدة للشرطة الفلسطينية في المناطق المصنفة «ب»، ويتركز دورها أساسا في الحفاظ على النظام العام والقضايا الجنائية فقط، في حين تبقى صلاحية «محاربة الإرهاب» بيد إسرائيل فقط، وتسليم السلطة مساحة كافية لشق طريق للمدينة الجديدة روابي المزمع إقامتها إلى الشمال من رام الله.

وقال مسؤولون إسرائيليون، إن نتنياهو يدرس أن تعمل قوات الأمن الفلسطينية طيلة ساعات اليوم وكل أيام الأسبوع، في المدن المنوي وقف النشاط الإسرائيلي بها من دون أي تدخل من قوات الاحتلال. وتلقى هذه الخطوات تأييدا من وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، ونائب رئيس الحكومة دان مريدور، وبشكل جزئي من القائم بأعمال رئيس الحكومة موشي يعالون، ولكن في المقابل يعارضها وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان قبل البدء بالمفاوضات المباشرة.

وستتخذ إسرائيل قراراتها بهذا الشأن قبل وصول مبعوث عملية السلام جورج ميتشل هذا الأسبوع الذي سيحاول دفع الفلسطينيين للدخول في مفاوضات مباشرة، وكان ميتشل اجتمع مع نتنياهو الخميس الماضي في نيويورك وبحث معه تفاصيل حزمة التسهيلات، وسيستكمل بحث هذه التفاصيل في إسرائيل، لكن ياسر عبد ربه، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير قلل من أهمية أي حوافز أمنية واقتصادية سيحملها ميتشل معه للجانب الفلسطيني لحثه على الدخول في مفاوضات مباشرة. وقال: «إن الفلسطينيين استمعوا عشرات المرات في الماضي إلى الحديث عن خطوات بناء الثقة، ولم يتحقق منها شيء».

وجاء رد السلطة الفلسطينية حازما في رفض الانتقال إلى مفاوضات مباشرة، وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في وقت متأخر السبت إنه يرفض الانتقال إلى المفاوضات المباشرة دون إحراز أي تقدم في موضعي الحدود والأمن اللذين يجري بحثهما في المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي بوساطة أميركية.

وقال عباس خلال احتفال في ذكرى الإسراء والمعراج في رام الله «ما زلنا نأمل تحقيق نجاح يمكننا من الانطلاق في مفاوضات جادة تقود إلى تحقيق السلام القائم على حل الدولتين قبل أن تضيع الفرصة على الجميع، وقد اتفقنا أن نبدأ بقضيتين في المفاوضات غير المباشرة، هما قضية الحدود والأمن، وقدمنا رؤيتنا وأفكارنا، وقلنا إذا حصل تقدم نذهب إلى المفاوضات المباشرة، إنما إذا لم يحصل أي تقدم فما الفائدة من المفاوضات، ستكون عبثا لا فائدة ولا طائل منها إطلاقا». وأضاف: «تعاطينا مع كل الجهود الدولية والأميركية الرامية إلى استئناف مفاوضات السلام بيننا وبين إسرائيل الفرصة تلو الفرصة، ووافقنا على الذهاب إلى مفاوضات التقريب من أجل أن نصل إلى وضع ملائم لاستئناف المفاوضات المباشرة، وقلنا إننا على استعداد لذلك إذا وجدنا تجاوبا من الحكومة الإسرائيلية وبالذات في قضيتي الحدود والأمن».

وتابع: «ولذلك، أبلغنا كل الأطراف الدولية أننا نريد هذا، نريد التقدم، وهذه هي أفكارنا وهذه رؤيتنا.. ننتظر من الجانب الإسرائيلي أن نسمع منه رأيا، أن نسمع منه موقفا، إنما تعالوا إلينا ونتفاوض ونبدأ من الصفر.. هذا عبث لا يمكن أن نقبله». وجاء حديث عباس بعد يوم من تلقيه اتصالا هاتفيا من أوباما الذي حثه على استئناف المفاوضات المباشرة، وأطلعه على نتائج مباحثاته مع نتنياهو، وعلى أي حال فإن أي قرار سيتخذه الفلسطينيون لم يتم قبل اجتماع لجنة المتابعة العربية لمبادرة السلام المقرر عقده في القاهرة في 29 يوليو (تموز) الحالي.