حزب الله يثني على اعتراف القوات الدولية «بأخطائها»

اختتام مسار المصالحات بين أهالي جنوب لبنان و«اليونيفيل»

جندي من عناصر القوة الفرنسية العاملة في عداد اليونيفيل في جنوب لبنان وهو يعطي تلاميذ مدرسة ثانوية في الجنوب دروسا في اللغة الفرنسية، وذلك في إطار البرنامج التعليمي الذي ترعاه القوات الدولية في المنطقة (أ.ف.ب)
TT

اختتم أمس مسار المصالحات بين أهالي عدد من قرى جنوب لبنان وقوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب، على خلفية المواجهات الأخيرة بين الطرفين، وذلك بعد أيام على المصالحة التي جرت الخميس الماضي في بلدة تبنين. وعقد مساء أمس لقاء في بلدية تولين، التي شهدت اشتباكات بين الأهالي وقوات «اليونيفيل»، حضرها ضباط من الجيش اللبناني ومن «اليونيفيل» وفعاليات البلدة.

وتأكيدا على طي صفحة التوتر بين الجانبين، انتقل الحضور إلى ساحة البلدة لمشاهدة المباراة النهائية في كأس العالم لكرة القدم، بعد أن قدمت الكتيبة الفرنسية بقيادة الجنرال كاديو شاشة كبيرة لعرض المونديال، وكبادرة حسن نية تجاه الأهالي.

وعلى الرغم من إتمام حركة المصالحات بين الأهالي و«اليونيفيل»، لا تزال المواجهات الأخيرة بين الطرفين تجد صداها في المواقف السياسية الصادرة في بيروت. وفي هذا الإطار، نفى وزير الصحة العامة محمد جواد خليفة حصول «أي صدام في مجلس الوزراء اللبناني حول موضوع (اليونيفيل)»، مؤكدا أن «هناك إجماعا حول دور القوات الدولية ضمن آلية عملها الواضحة بالتنسيق مع الجيش اللبناني». وقال: «لو أن هناك أمورا أساسية تشكل خرقا للقرار الدولي 1701 يستند إليها لكانوا أثاروها ولن يخجلوا في ذلك»، مذكرا «بالكلام الواضح الذي وجهه الرئيس نبيه بري للقريب والبعيد حين بدأ البعض يتحدث عن تغيير قواعد الاشتباك وما إلى ذلك، بأن لا يفسر أحد أي تفسيرات ولا يذهب بعيدا بهذا الأمر».

وأكدت المواقف النيابية الصادرة أمس، لا سيما عن كتلة الرئيس بري النيابية، تطويق ذيول المواجهات مع «اليونيفيل». وشدد النائب علي خريس أن «الإشكالات الأخيرة انتهت إلى غير رجعة»، منتقدا «بعض الأصوات في الداخل اللبناني التي تلاقت مع دعوات خارجية لضرب هذه العلاقة وإحداث تغيير في مهام (اليونيفيل) وفي قواعد الاشتباك». وأشار إلى أن «القرار 1701 واضح في هذا المجال ولا تغيير أو تبديل في مهمة (اليونيفيل) التي نحرص على استمرار أفضل العلاقات معها».

ولفت النائب هاني قبيسي إلى أن «الاجتماع الذي حصل في تبنين بين الأهالي المتمثلين بالفعاليات والبلديات وفي حضور الجيش اللبناني وقائد قوات الطوارئ هو الثابتة والثقافة الأساسية التي حملها الجنوبي بالثقافة مع قوات الطوارئ خلال العقود الماضية». وقال: «نحن نقول إن هذه الحادثة لا يجب أن تستغل، وهي حادثة محصورة وضيقة لأن الجنوبي واللبناني في الجنوب تعود ثقافة التنسيق والتعاون مع قوات الأمم المتحدة لتكون شاهدة على الاعتداءات الإسرائيلية وتكون شاهدة على كل ما يتعرض له الجنوب من اعتداء».

وأشار مسؤول منطقة الجنوب في حزب الله الشيخ نبيل قاووق إلى أن «ما حصل في الآونة الأخيرة مع القوات الدولية يأتي في سياق أن جهات دولية كانت تضغط على (اليونيفيل) لاستدراجها وتوريطها بتغيير قواعد الاشتباك»، معتبرا أن «وعي الناس وحضور الجيش قطع الطريق أمام محاولات الابتزاز الإسرائيلية والتوريط الدولية والمستغلين المحليين». ورأى أن «اعتراف (اليونيفيل) بحصول أخطاء والوعد بمحاسبة المتورطين وتأكيد مرجعيتهم بالجيش اللبناني في الجنوب شكل مدخلا للخروج من هذه الإشكالات وكان خطوة بالاتجاه الصحيح».

وتزامنت هذه المواقف مع تحليق طيران حربي إسرائيلي على علو منخفض، في موازاة تحركات آلية للقوات الإسرائيلية شرق بلدة الغجر وشمالها، وتكثيف للدوريات على طول الحدود الشمالية.