موراتينوس يقلص إقامته في أصيلة ويعود إلى مدريد لمتابعة مباراة إسبانيا وهولندا

الشيخ خليفة بن زايد اعتبر المنتدى جسرا للتواصل الثقافي بين المشرق والمغرب

ميغيل أنخيل موراتينوس
TT

على غير عاداته في مواسم أصيلة الثقافية السبعة السابقة التي شارك فيها، لم يستطع ميغيل أنخيل موراتينوس، وزير خارجية إسبانيا، مقاومة إغراء أجواء المباراة النهائية التي جمعت أمس بين بلاده وهولندا، فقرر أن يقطع إقامته بالمغرب للعودة إلى إسبانيا لمتابعة المبارزة الكروية وسط عائلته ومواطنيه، دون أن يكمل مشاركته حتى النهاية في ندوة «الطاقات المتجددة: وثبة على طريق التنمية»، التي تنظم بشراكة مع «مصدر» الإماراتية.

بينما أبانت مداخلته في الجلسة الافتتاحية أن الرجل على دراية وإلمام بملفات الطاقة وقضاياها. وقال موراتينوس لـ«الشرق الأوسط» الليلة قبل الماضية: «سأضطر إلى العودة لمدريد لمتابعة أطوار المباراة المصيرية»، ناسيا أن مغاربة منطقة الشمال التي احتلتها إسبانيا لعقود، مفتونون لدرجة التعصب بكرة القدم الإسبانية، ويتمنون ظفر المنتخب الإسباني بكأس العالم، لدرجة أنهم يوزعون هواهم وتأييدهم بين نادي ريال مدريد العتيد ونادي برشلونة المبهر دائما في أدائه.

وكان موراتينوس قد جدد التعبير عن إعجاب واضح بمنتدى أصيلة، وقال إنه سيكرر القول للمرة الثاني إن منتدى أصيلة أفضل من نظيره الذي ينعقد سنويا في منتجع دافوس السويسري، مشيرا إلى أن الفضل يعود لصديقه محمد بن عيسى، وزير الخارجية المغربي السابق، وأمين عام مؤسسة منتدى أصيلة، الذي قال عنه، إنه يحسن دائما انتقاء مواضيع ندوات المنتدى، مبرزا أنه بسبب حسن الاختيار أصبح موسم أصيلة الثقافي ذا مرجعية ثقافية عالمية.

وعلى الرغم من أن موراتينوس تعذر عليه اللقاء مع نظيره الطيب الفاسي الفهري في أصيلة، كما جرت العادة، نظرا لوجود الفاسي الفهري في مهمة خارج البلاد، فإن رئيس الدبلوماسية الإسبانية، حرص على الإشادة بالعاهل المغربي الملك محمد السادس، الذي يحسن دائما حفاوة الاستقبال، واصفا الرسالة الملكية الموجهة لندوة «الطاقات المتجددة» بأنها تتضمن أجندة توجيهات أساسية ومهمة.

وفي سياق حديثه عن موضوع «الطاقات المتجددة»، واستعراضه للإشكاليات المطروحة، لم يفت موراتينوس أن يشيد بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة، التي قال إنها تحظى بدعم كل البلدان وفي طليعتها إسبانيا، مضيفا أن الإمارات نجحت في إحداث وكالة «ايرينا» ضمن مشاريع أخرى في مجالات الطاقات المتجددة، التي تشكل أهم تحديات الحاضر والمستقبل.

وفي هذا السياق، تحدث موراتينوس عما سماه «الخطة الشمسية المتوسطية»، التي تندرج ضمن مسار برشلونة، والأمل المتوسطي المشترك، وأيضا ضمن سياسة الجوار الأوروبي الجديد، متمنيا أن تكون، الخطة محفزا على التعاون من جهة بين دول ضفتي المتوسط، وبين دول المغرب العربي من جهة أخرى، في مجال توحيد الجهود والتمويل والبحث عن أسواق جديدة.

إلى ذلك، أشاد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، بالدور الذي يلعبه منتدى أصيلة، وقال في رسالة وجهها إلى المشاركين في ندوة «الطاقات المتجددة»، وتلاها وزير الثقافة الإماراتي، عبد الرحمن عويس، في حضور الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، الممثل الشخصي لرئيس دولة الإمارات، إنه جسر للتواصل الثقافي بين الشرق والغرب، وبين الشمال والجنوب، معتبرا أن المنتدى يجسد أهمية الثقافة، كمظلة تستوعب مفردات العصر ومتغيراته، بالقدر الذي تعمل فيه على حماية التراث وإحيائه والدفاع عنه. وعبر الشيخ خليفة بن زايد عن سروره أن تكون دولة الإمارات العربية المتحدة ضيف موسم أصيلة الثقافي الدولي الثاني والثلاثين.

وقال رئيس دولة الإمارات إن اختيار موضوع «الطاقة المتجددة» لا يشكل فقط «تقديرا لبلادنا على ما تقوم به من جهود لتطوير مصادر طاقة نظيفة، واقتصادية، وصديقة للبيئة، بل هو تأكيد لفلسفة المنتدى في جعل الثقافة وعاء للتنمية، ووسيلة من وسائل خدمتها، ومنطلقا من منطلقاتها». ومضى الشيخ خليفة قائلا: «إننا إذ نأمل في أن يكون المنتدى فرصة لإطلاعكم على الجهود التي بذلتها دولة الإمارات في احتضان وتطوير تجربة فريدة في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة، نرجو أن يسهم أيضا في التعريف بتراث بلدنا وإبداعاته، في مجالات الثقافة والشعر والفن والموسيقى، والتعريف بإسهاماته الحضارية عبر العصور».

يشار إلى أن أصيلة تعيش حاليا على إيقاع الزمن الإماراتي حيث انتشرت في ساحاتها ومرافقها الثقافية، معارض وورش فنية وعروض موسيقية وسينمائية، كما نصبت خيمة كبيرة في إحدى حدائق المدينة، ضمت معروضات في مجال الصناعة التقليدية والمهارات اليدوية إلى جانب معرض للكتب احتوى على كثير من المنشورات والإصدارات، التي تعكس اهتمام الدولة بالثقافة الوطنية من جهة، وانفتاحها على الثقافة العربية والأجنبية.