حزب رئيس الوزراء الياباني يتجه لخسارة الانتخابات.. ولكن أكثريته البرلمانية تسمح له بالاستمرار في الحكم

استنادا إلى استطلاعات أجريت بعد إقفال صناديق الاقتراع

TT

أظهرت استطلاعات واسعة للرأي أجرتها أمس وسائل الإعلام اليابانية فور إغلاق صناديق الاقتراع في الثامنة مساء بالتوقيت المحلي (الحادية عشرة بتوقيت غرينتش) أن الحزب الديمقراطي الياباني الذي ينتمي إليه رئيس وزراء اليابان، ناوتو كان، وشريكه في الائتلاف الحاكم، سوف يفشلان في الحصول على أغلبية الـ56 مقعدا التي تتيح لهما السيطرة على مجلس المستشارين (المجلس الأعلى بالبرلمان) في انتخابات المجلس التي جرت أمس.

ويتبين من «استطلاعات الخروج» التي أجرتها وسائل الإعلام اليابانية أن الحزب الديمقراطي الياباني، وشريكه حزب الشعب الجديد، سوف يحصلان على أقل من 56 مقعدا في حين سوف يحصل الحزب الليبرالي الديمقراطي على نحو 50 مقعدا، كما سوف يحصل حزب «حزبك» الذي يعد الحزب الأصغر الأكثر شعبية على نحو عشرة مقاعد.

ويتنافس 438 مرشحا في أول انتخابات عامة منذ تغيير الحكومة في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي. وتجرى الانتخابات لشغل نصف مقاعد المجلس الأعلى بالبرلمان، البالغ عددها 242 مقعدا.

وقد فاز الحزب الديمقراطي الياباني بأغلبية ساحقة في الانتخابات التي جرت العام الماضي في مجلس النواب، لينهي بذلك حكم الحزب الليبرالي الديمقراطي الذي استمر أكثر من نصف قرن.

وأعلنت الحكومة أن أكثر من 12 مليون شخص أدلوا بأصواتهم في الانتخابات، وهو ما يعد رقما قياسيا وأعلى بنسبة 11.9% عن نسبة المشاركة في انتخابات عام 2007.

ورغم أن فشل الحزب الحاكم في الحصول على الأغلبية سوف يعقد سعي الحكومة لتنفيذ أجندة سياستها، فإن هذه الهزيمة لن تؤثر على استمرار رئيس الوزراء، كان، في الحكم لأن حزبه الديمقراطي يتمتع بغالبية كبيرة في مجلس النواب، رغم أنها ستجبره على البحث عن تحالفات جديدة سعيا إلى إقرار إصلاحاته.

وقال غوشي هوسونو، الأمين العام المساعد للحزب الديمقراطي إن «استطلاعات الرأي لدى الخروج من مراكز التصويت صعبة». وأضاف أن «رئيس الوزراء كان أدلى بتصريحات جريئة في موضوع مالية الدولة. والمؤسف أن هذه الرسالة لم تصل إلى الناخبين».

وأراد اليابانيون على ما يبدو معاقبة الحزب الديمقراطي بعد تصريحات كان حول احتمال رفع الضريبة على الاستهلاك التي تبلغ 5% في الوقت الراهن. كذلك يدفع رئيس الوزراء الذي يشغل هذا المنصب منذ نحو شهر ثمن الأخطاء التي ارتكبها سلفه يوكيو هاتوياما، الذي استقال بعد أقل من تسعة أشهر بسبب تراجع شعبيته وعجزه عن ممارسة الحكم.

وسوف يكون الحزب الليبرالي الديمقراطي، أبرز أحزاب المعارضة، الفائز الأكبر من هذه الانتخابات، حاصدا ما بين 46 و52 مقعدا، أي أكثر بكثير من المقاعد الـ38 التي كان يراهن عليها. وقد حكم هذا الحزب المحافظ الكبير اليابان طوال أكثر من نصف قرن قبل أن يهزمه الديمقراطيون الصيف الماضي.

وحقق حزب «حزبك» الفتي الذي أسسه في 2009 منشقون عن الحزب الليبرالي الديمقراطي، نتيجة ملحوظة تراوح بين 8 و11 مقعدا. وقد تتيح له هذه النتيجة الاضطلاع بدور في الائتلاف المقبل.

وردا على سؤال لشبكة «تي في طوكيو» التلفزيونية الخاصة، لم يستبعد رئيس هذا الحزب، يوشيمي واتانانبي، هذا الاتفاق. وقال: «إنه ممكن. لكن ما قام به الحزب الديمقراطي حتى الآن يتناقض تماما مع ما وعد به في البداية».

ويناهض حزب «حزبك» نفوذ كبار الموظفين وينادي بتطبيق اللامركزية. كما يدعو إلى خفض نصف الضرائب على المؤسسات ويعارض رفعا سريعا للرسوم على الاستهلاك.