بعد 20 عاما من الانقطاع.. إعادة فتح المجال الجوي بين الرياض وبغداد

هبوط أول طائرة سعودية في مطار بغداد.. ومدير الطيران المدني العراقي لـ «الشرق الأوسط»: سعداء بهذه المبادرة

TT

أعادت طائرة تجارية سعودية، هبطت في مطار بغداد الدولي، الحياة إلى المجال الجوي بين البلدين، بعد فترة انقطاع امتدت منذ غزو العراق للكويت عام 1990.

وكان المجال الجوي بين السعودية والعراق، لا يفتح إلا أمام الطائرات التي تقل الحجاج والمعتمرين. لكن يبدو أن العاصمتين (الرياض وبغداد) بصدد إنهاء اتفاق لفتح المجال الجوي بينهما.

وقبل أيام، هبطت طائرة على أرض مطار بغداد الدولي، تتبع لشركة «الوفير» السعودية، والتي تعتبر الناقل الرسمي للمعتمرين والحجاج العراقيين.

وقال مصدر رسمي سعودي لـ«الشرق الأوسط»، طلب عدم ذكر اسمه، إن هناك شبه اتفاق بين السعودية والعراق لتحقيق مبدأ المعاملة بالمثل بين الجانبين، مما قد يمهد الطريق أمام فتح المجال الجوي بين البلدين.

ونفى المصدر أن يكون الجانبان قد وقعا اتفاقية استئناف للرحلات بين الرياض وبغداد. لكنه أكد في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، بأن وفدا عراقيا يمثل سلطة الطيران المدني، سيصل إلى الأراضي السعودية قريبا، وذلك لتوقيع اتفاقية فتح المجال الجوي بين البلدين.

وأمل المصدر أن يوسع الاتفاق المرتقب توقيعه بين هيئتي الطيران المدني في العراق والسعودية، المطارات والمدن التي ستكون محطات انطلاق ووصول للرحلات المغادرة والقادمة من وإلى البلدين.

وكان المجال الجوي قد أغلق أمام الطائرات القادمة والمغادرة من وإلى السعودية والعراق، وذلك في أعقاب حرب الخليج الثانية، التي نجمت عن احتلال النظام العراقي السابق لدولة الكويت قبل 20 عاما.

وبالأمس، تم الإعلان عن أن طائرة عائدة لشركة «الوفير» السعودية، قد هبطت على أراضي مطار بغداد الدولي، ضمن أول رحلة تجريبية تقوم بها الشركة بعد اعتمادها من قبل سلطتي الطيران العراقية والسعودية وفق اتفاقية كانت قد أبرمت في وقت سابق.

طائرة «الوفير» كانت تقل وفدا من الشركة الذين اطلعوا على منشآت المطار وآليات العمل وأبدوا ارتياحهم إزاء الإجراءات الأمنية الاحترازية المتبعة في مطار بغداد الدولي، وكان في استقبال الوفد الدكتور عدنان بليبل مدير عام المنشأة العامة للطيران المدني.

ومن المؤمل أن تباشر الشركة بتسيير رحلات جوية منتظمة بين العراق والسعودية وبالعكس إلى جانب تسييرها رحلات الحج والعمرة.

من جهته بين الدكتور بليبل لـ«الشرق الأوسط» أنه «بعد أن حطت أول طائرة سعودية على أرض بغداد فهذا يعني بدء مرحلة جديدة أو استئناف للاتفاقيات السابقة والبدء بتسيير رحلات مباشرة ما بين البلدين، وتبادل مستمر للطيران التجاري».

وأضاف أن «وفدا عراقيا التقى وفد سلطة الطيران المدني السعودي الذي كان على متن الطائرة المذكورة، وتم التباحث حول تفعيل الاتفاقية الثنائية المبرمة بين البلدين منذ عقد الستينات، وعلى ضوئها سمح لطائرة الجامبو من شركة (الوفير) السعودية بالهبوط في بغداد».

وأعرب المسؤول العراقي عن أمله في تسيير الرحلات بين البلدين إضافة إلى إبرام عقود تجارية مع الخطوط الجوية السعودية بشأن الخدمات الأرضية في مطار بغداد وكذلك الإعاشة والوقود.

وبين أن الاتفاقية الثنائية بين العراق والسعودية جمدت منذ عام 1990، ويجري الآن تفعيلها بين بغداد والرياض، متمنيا الوصول إلى إبرام اتفاقية ثنائية قريبا جدا.

وأكد أن تبادل الرحلات يسمح لشركات الطيران من كافة مطارات العراق باتجاه السعودية وبالعكس أيضا.

وبشأن موضوع تحديد دولة الكويت لإعطاء تأشيرة الدخول للحجاج العراقيين، قال رئيس الطيران إن هذا الأمر يعد ضمن الأنشطة الدبلوماسية وتختص بها هيئة الحج ووزارة الخارجية وهناك تطور شامل بشأن علاقات العراق مع كافة بلدان العالم.

وفي سياق متصل، زار وزير النقل وكالة المهندس شيروان الوائلي مقر شركة الخطوط الجوية العراقية التي تم حلها مؤخرا لتفادي القضايا القانونية ضدها منذ أيام النظام العراقي السابق.

واجتمع الوائلي بأعضاء مجلس إدارة الشركة، وتضمن الاجتماع تبادل الآراء والمقترحات بشأن قيادة عملية الطيران والنقل الجوي بشكل عام في المرحلة الحالية.

وقال الوائلي خلال الاجتماع «كتبنا إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء للاستعانة بجهة استشارية بتشكيل شركة بديلة عن شركة الخطوط الجوية العراقية»، وأضاف أن «شركة الخطوط الجوية العراقية تعد رمزا من رموز تاريخ العراق المعاصر ولكن الضرورة اقتضت حل هذه الشركة نظرا للتداعيات الأخيرة، وكل الاختصاصيين من طيارين وفنيين ومهندسين وإداريين من موظفي الشركة في عيننا وعين الحكومة العراقية».

وكشف رئيس سلطة الطيران المدني الدكتور عدنان بليبل لـ«الشرق الأوسط» أن وفدا عراقيا برئاسته سيزور واشنطن الأسبوع المقبل لحضور مؤتمر أمن الطيران، ولعقد لقاءات مع مسؤولي الطيران الفيدرالي الأميركي بهدف تعزيز العلاقات بين البلدين ودعم سلطة الطيران المدني العراقي في الوقت الراهن وتوقيع اتفاقية ثنائية قريبة مع الطيران الفيدرالي وعقد مع شركة «يونايتد» للبدء بتسيير رحلات من واشنطن إلى بغداد وبالعكس. والاتفاقية تتضمن أيضا بنودا تخص أمن وسلامة الطيران ودعم وتدريب الكوادر العراقية وتفعيل الأجواء العراقية وغيرها.