مسؤول ليبي لـ «الشرق الأوسط»: مفاوضات غير معلنة بين تل أبيب ومؤسسة القذافي

استعدادات عسكرية وجهود دبلوماسية إسرائيلية لمنع «الأمل» من وصول غزة

TT

في حين فرضت البحرية الإسرائيلية حصارا مشددا على مقربة من سفينة «الأمل» الليبية الناقلة للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الفلسطيني المحتل، علمت «الشرق الأوسط» أن مفاوضات غير معلنة تجرى بين السلطات الإسرائيلية ومؤسسة القذافي للتنمية عبر أطراف عربية وغربية بهدف احتواء هذه الأزمة والتوصل إلى حل وسط يقضي بنقل المساعدات إلى غزة دون وقوع أي هجوم إسرائيلي على السفينة. كما تواصلت أمس ما وصفه مسؤول ليبي لـ«الشرق الأوسط» بحملة الابتزاز والتشهير الأميركية بسيف الإسلام النجل الثاني للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي ورئيس مؤسسة القذافي للتنمية، المشرفة على تنظيم هذه الرحلة. وقال مسؤول ليبي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» إن هناك مفاوضات تجرى حاليا مع الإسرائيليين عبر أطراف أخرى في محاولة لحسم الجدل حول الوجهة النهائية للسفينة.

وكانت مؤسسة القذافي للتنمية، التي يترأسها المهندس سيف الإسلام النجل الثاني للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، قد أعلنت أمس أن سفينة «الأمل» التي تسيرها باتجاه ميناء غزة، تواصل رحلتها بشكل طبيعي حتى الآن وفي ظروف مناسبة وسط استنكار ورفض إسرائيلي لرسوها بميناء غزّة والتهديد بالتعامل معها بالقوة.

وقالت المؤسسة في بيان لـ«الشرق الأوسط» إن الضغوط تتواصل من جهة أخرى بمختلف المستويات على مالك السفينة وقائدها لإجبار السفينة على عدم التوجه إلى ميناء غزّة، لافتة إلى أنها تلقت خطابا من الشركة المالكة للسفينة يبين استمرار الضغوط عليهم.

ومع أن البيان نقل عن مالك السفينة تأكيده عدم خضوعه لهذه لضغوط فإنه أكد في المقابل عدم نيته الدخول في أي مواجهة.

وقالت مؤسسة القذافي، التي أشارت إلى طبيعة هذه الرحلة الإنسانية والسلمية، إنها تجدد الدعوة لكل الأطراف لتمكين السفينة من الوصول إلى وجهتها.

وحتى عصر أمس، كانت السفينة تبعد نحو مائة وعشرين كيلومترا عن ميناء غزّة ويتوقع أن تكون قبالة سواحلها فجر اليوم.

وقال الموقع الإلكتروني للسفينة «أمل» إن البحرية الإسرائيلية قامت بعد ظهر أمس باعتراض السفينة وطلبت من قائدها التوجه إلى ميناء العريش، مؤكدة أنه لن يُسمح بدخول السفينة إلى غزة على الإطلاق.

من جهته، أكد قائد السفينة ورئيس فريق المؤسسة الموجود على ظهر سفينة «الأمل» أنه لا وجهة للسفينة غير غزّة، مؤكدا أنها سفينة مساعدات إنسانية وليس لها أي غرض آخر.

من ناحية اخرى شرعت الوحدة الخاصة في سلاح البحرية الإسرائيلية المعروفة بالقوة 13، في الاستعداد لاعتراض سفينة «الأمل» الليبية قبل دخولها المياه الإقليمية لقطاع غزة.

وفي إطار هذه الاستعدادات وتعبيرا عن القلق الإسرائيلي جراء النتائج المترتبة على التصدي الإسرائيلي للسفينة المتوقع أن تصل ظهر اليوم، اتصل سلاح البحرية الإسرائيلية، بقبطان السفينة مطالبا إياه بالتوجه إلى ميناء العريش وليس إلى غزة.

وفي هذا السياق أيضا طالب مسؤولون إسرائيليون كبار الإدارة الأميركية والأمين العام للأمم المتحدة وبعض وزراء الخارجية الأوروبيين، بالعمل على إقناع منظمي الرحلة بتوجيه السفينة الليبية إلى ميناء «أسدود» أو العريش، مشددين على أنه لن يسمح بأي حال من الأحوال للسفينة الليبية بالوصول إلى القطاع.

وذكرت صحيفة «معاريف» أن «جنود الوحدة التي يطلق عليها أيضا (الكوماندوز البحرية) أجروا تدريبات مكثفة لاعتراض السفينة الليبية بناء على العبر التي استخلصت من عملية اقتحام (أسطول الحرية)، التي قتل فيها 9 أتراك». وأشارت الصحيفة في عددها الصادر أمس إلى أن التعليمات صدرت لقيادة الوحدة بالعمل على منع السفينة من الوصول إلى غزة، مشيرة إلى أن حاملات صواريخ ستشارك في اعتراض السفينة الليبية.

وحول آليات التعامل مع السفينة، نقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية قولها إنه سيتم في البداية التواصل مع قبطان السفينة لمحاولة ثنيه عن مواصلة رحلته إلى غزة، وسيبلغ بأن بإمكانه إفراغ حمولة السفينة في ميناء «أسدود»، والتشديد على أن إسرائيل تلتزم بإدخالها إلى قطاع غزة.

وأكدت المصادر أن الجيش لن يتوان في اقتحام السفينة بالقوة والسيطرة عليها كما فعل في «أسطول الحرية»، في حال قرر طاقم السفينة تجاهل عرضه. واستدركت المصادر الأمنية أنه على الرغم من الاستعدادات العسكرية التي يجريها الجيش للتصدي للسفينة الليبية فإن حكومة بنيامين نتنياهو تبذل جهودا دبلوماسية مكثفة لثني الليبيين عن إرسال السفينة. فقد اتصل وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بوزير المخابرات المصرية عمر سليمان وتباحث معه بشأن السفينة واقترح عليه أن توافق مصر على أن تقوم السفينة بتفريغ حمولتها في ميناء العريش وهو ما وافقت عليه مصر، حيث أكد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن مصر لا تمانع من أن تقوم السفينة الليبية بتفريغ حمولتها في العريش في حال طلب ربانها ذلك.