محامي عائلة فراس حيدر لـ«الشرق الأوسط»: سنرفع دعوى قضائية على شركة الطيران وعلى قائد الطائرة

قال إنه كان شابا مغامرا وربما فكر في السفر لمساعدة عائلته ماديا

TT

لا تزال قضية الشاب اللبناني فراس حسين حيدر (20 عاما) من بلدة مركبا الجنوبية، الذي عثر على جثته في صندوق منظومة عجلات الطائرة التابعة لشركة «ناس» السعودية عند هبوطها في مطار الرياض فجر السبت الماضي ولا سيمّا ما تردّد عن معاناة فراس من مشكلات نفسية وعصبية أو تعاطيه المخدّرات، تطرح تساؤلات عن الأسباب الكامنة وراء الحادثة ووضع هذا الشاب الذي كان يفترض أن يحتفل أمس ببلوغه سنّ العشرين عاما.

ولكن وبعد ثلاثة أيام على الحادثة لا تزال عائلة حيدر المؤلّفة من 3 شبان وفتاة إضافة إلى الأم والأب مذهولة وغير مصدّقة ما حصل رافضة الإدلاء بأي تصريح إعلامي أو التعليق حتى عمّا ينتشر يوميا من أخبار متعلّقة بابنها تاركة المهمّة لصديق العائلة المحامي محمد شقير الذي يتوّلى القضية. وفي اتصال مع «الشرق الأوسط» نفى شقير المعلومات التي نقلتها وسائل الإعلام حول أفاده علي شقيق فراس من أنه يعاني توترا عصبيا، مؤكّدا أن فراس كان طبيعيا مائة في المائة ولا يعاني من أي مشكلات صحيّة، وكان معروفا بين أصدقائه بأنه خلوق وذكي ومجتهد و«ابن بيت» وليس له علاقة بتعاطي المخدرات لا من قريب ولا من بعيد أو حتى أي انتماءات حزبية أو ما شابه ذلك. وكان ينتظر بفارغ الصبر صدور نتائج امتحاناته الرسمية المهنية في اختصاص المعلوماتية وهو على يقين أنّه سيكون من بين الناجحين.

ويضيف: «لكن المشكلات التي كانت تؤرقه في الفترة الأخيرة هي تلك المتعلّقة بوضعه ووضع العائلة المادي الصعب وكيفية إيجاد حلّ لها وكان يفكّر في السفر للعمل بالخارج، وقد تكون محاولته التسلّل إلى الطائرة تصبّ في هذا الإطار لا سيّما أنه كان شابا مغامرا. مع العلم أنّ والده عاطل عن العمل أما هو فكان قد ترك عمله منذ فترة قصيرة ويبحث عن عمل جديد».

وعن غيابه ثلاثة أيام عن المنزل قبل التعرّف على جثّته من دون تبليغ القوى الأمنية يقول شقير: «اعتاد فراس أن يذهب لزيارة أصدقائه أو إلى قريته لقضاء أيام عدّة، الأمر الذي لم يدفع أهله إلى تبليغ القوى الأمنية من دون أن يتبادر إلى أذهانهم أن تكون القضية بهذا الحجم».

من جهة أخرى، يقول علي حيدر أحد أقرباء فراس وعضو بلدية قريته مركبا لـ«الشرق الأوسط»: «نزحت عائلة فراس من مركبا إلى بيروت منذ الاحتلال الإسرائيلي للجنوب اللبناني ورغم امتلاكهم لمنزل في مركبا فإنهم لا يتردّدون إليها كثيرا باستثناء الوالد الذي يقصد القرية في المناسبات أو للقيام ببعض الواجبات الاجتماعية». ويلفت إلى أن وضع عائلة فراس المادي لم يكن سيّئا. مشيرا إلى أن أفراد هذه العائلة معروفون في أوساط القرية الذين صدموا عند سماعهم هذا الخبر، أنّهم «أوادم ومن خيرة الناس»، وأن فراس طالب ناجح ومجتهد، لذا فإن لسان حال أبناء «مركبا» هي التساؤلات عن الأسباب التي تقف أمام إقدامه على هذا العمل.

وفي حين يؤكّد محمود شحيمي، زوج خالة فراس، ما قاله شقير حول عدم تعاطي فراس المخدرات وعدم معاناته من اضطرابات نفسية أو عقلية، يقول لـ«الشرق الأوسط»: «سلوك فراس في الفترة الأخيرة لم يكن أكثر من سلوك مراهق منزعج من وضعه الاجتماعي والمادي السيىء، لا سيّما بعدما ترك عمله نحو قبل يومين من الحادثة ووالده عاطل عن العمل، وبالتالي فإن تحليلنا لما حصل هو محاولة من فراس للسفر إلى الخارج علّه يستطيع تحسين هذا الواقع بعيدا عن أي أهداف أمنية أو تخريبية». ويضيف: «إن العائلة مفجوعة بخسارتها لابنها الذي لا يزال في ريعان الشباب، وخسارتنا له لا تقدّر بثمن لكن علامة الاستفهام تبقى حول مسؤولية أمن المطار وقائد الطائرة الذي أبلغه الركاب عندما شاهدوا فراس ولكنّه لم يفعل شيئا». وعن الخطوات القضائية المستقبلية التي ستقوم بها العائلة يقول شقير «نحن الآن في انتظار صدور نتائج فحوص الحمض النووي والسماح لنا بتسلّم الجثة، وقد باشرنا الاتصال بالسلطات السعودية ووعدتنا بتسلّم الجثمان في أقرب وقت ممكن. أما على صعيد الدعوى القضائية فهناك معلومات تفيد أن المضيفات أبلغن القائد عندما شاهدن فراس يركض للّحاق بالطائرة لكنّه لم يوقف الطائرة ولم يأخذ أي إجراءات وبالتالي تقع عليه المسؤولية، وسنرفع دعوى عليه وعلى شركة الطيران وعلى أي جهة تظهر مسؤوليتها في عدم القيام بواجباتها لمنع حصول هذه الحادثة».