بعد تفجيرات كمبالا.. حركة الشباب الصومالية تهدد بوروندي ودولا أفريقية أخرى

قالت إن تفجيرات كمبالا انتقام للمجازر التي ترتكبها القوات الأوغندية في مقديشو

مسؤولون في الشرطة الأوغندية يعرضون أمس سترة عثروا عليها في كازينو بالعاصمة كمبالا فشل الانتحاريون من تفجيرها أثناء مشاهدة إحدى مباريات كأس العالم (أ.ب)
TT

توعدت حركة الشباب المجاهدين الصومالية أمس بشن هجمات مماثلة للهجومين اللذين نفذتهما في كمبالا وأوديا بحياة 74 شخصا، على بوجومبورا عاصمة دولة بوروندي إذا أبقت قواتها في الصومال. وقال علي محمود راجي، المتحدث باسم حركة الشباب إن «ما حدث في كمبالا كان بداية بسيطة للانتقام من دولتي أوغندا وبوروندي، وإن التفجيرات ستستمر، وهناك مزيد من العمليات في الطريق إذا لم تسحب الدولتان قواتهما من بلادنا فورا». وأضاف أن «دماء قتلى القوات الأوغندية والبوروندية في مقديشو لن تذهب سدى، وإنما ستكون هناك دماء مماثلة في شوارع كمبالا وبوجومبورا، سينفذ مزيد من التفجيرات في بوجومبورا انتقاما لمقتل الأبرياء الصوماليين جراء القصف العشوائي الذي تقوم به القوات البوروندية في الصومال». ووجه المتحدث باسم حركة الشباب أيضا رسالة تحذيرية إلى الدول الأفريقية الأخرى التي تنوي إرسال قوات إضافية لحفظ السلام إلى الصومال بمزيد من العمليات، وقال: «نقول لتلك الدول التي تفكر في إرسال قوات أخرى إلى مقديشو أو إلى مكان آخر من الصومال، عليها أن تفكر مليا قبل أن تقرر ذلك، فجنودكم غير مرحب بهم هنا، وسيتم التعامل معهم ومع بلادهم كما تم التعامل مع أوغندا وبوروندي».

وقال أيضا: «أوغندا دفعت ثمن تجاهلها للمطالبات التي وجهتها حركة الشباب في أكثر من مناسبة بسحب قواتها من الصومال. قلنا مرارا وتكرارا للحكومتين الأوغندية والبوروندية، ووجهنا رسائل مماثلة إلى الشعبين في أوغندا وبوروندي. قلنا لهم إذا لم تسحبوا جنودكم من بلادنا، ولم تتوقف المجازر، فإن الرد سيكون مؤلما ومبكيا كما حدث في كمبالا، إن مقديشو ليست عاصمة أوغندا أو بوروندي، لماذا يأتي الجنود الأوغنديون والبورونديون إلى هنا ليمارسوا القتل الوحشي ضد المدنيين؟ إن على الشعبين في أوغندا وبوروندي أن يضغطوا على حكومتيهما لسحب قواتهما من الصومال».

وامتدح الشيخ راجي المقاتلين الذين نفذوا عملية كمبالا، ووصفهم بـ«المجاهدين الشجعان»، وقال أيضا إنه يبعث برسالة إلى شعبي أوغندا وبوروندي، قائلا: «على شعبي أوغندا وبوروندي أن يضغطوا على حكومتيهما لسحب قواتهما من الصومال، وإلا فإن الهجمات ستستمر إلى أن يسحب البلدان قواتهما من الصومال، وستكون تلك الهجمات أكثر عنفا داخل الصومال وداخل أوغندا في الوقت نفسه، كما أنها ستقع في بوجومبورا أيضا».

وردت بوروندي بشدة على هذا التهديد الذي أطلقته حركة الشباب، وقال متحدث باسم الجيش البوروندي في العاصمة بوجومبورا إن دولة بوروندي التي تساهم بقوات في مهمة حفظ السلام في الصومال صعدت إجراءات الأمن، وتأخذ تهديدات «الشباب» على محمل الجد، وأضاف: «قواتنا ستبقى في الصومال، ولن نسحبها بفعل تهديدات المتمردين». أما المتحدث باسم الحكومة الأوغندية ألفريد أوبولوت فقد قال إن «الهدف من هجوم كمبالا كان إيقاف جهود أوغندا لمساعدة الشعب الصومالي، لكنه بدلا من ذلك سيزيد تصميمنا للوقوف إلى جانب الصوماليين».

وتعتبر تفجيرات كمبالا التي أعلنت حركة الشباب المسؤولية عنها، وأودت بحياة أكثر من 74 شخصا وأدت إلى إصابة عشرات آخرين، الأولى من نوعها التي تنفذها الحركة خارج الصومال بعد تهديدات متتالية دامت عدة أشهر. وكان الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد قد قال الأسبوع المنصرم إنه يشعر بقلق بالغ من ازدياد عدد الجهاديين الأجانب الذين ينضمون إلى صفوف المتمردين الإسلاميين الذين قال إنهم يشكلون خطرا متزايدا على الأمن الإقليمي، ليس فقط في الصومال».

وبعد إعلان حركة الشباب مسؤوليتها عن هجمات كمبالا، عبر الصوماليون الذين يعيشون في أوغندا (ويقدرهم عددهم بالآلاف) عن مخاوفهم من رد فعل وانتقام محتمل من الأوغنديين الغاضبين. ويعيش غالبية الصوماليين في حي كيسينيا وهو غير بعيد عن مكان أحد الانفجارات، وينشط الصوماليون في أوغندا في مجال التجارة وشركات النقل العابرة للحدود بين أوغندا وكينيا وجنوب السودان، كما اجتذبت أوغندا أعدادا كبيرة من صوماليي المهجر الذين لهم استثمارات متنوعة في أوغندا».

وقال حسن عبدي وهو لاجئ صومالي في كمبالا لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف: «نحن خائفون ومحبوسون في منازلنا خشية التعرض لانتقام محتمل ممن تأثروا بهجمات الأحد، وبعض الأوغنديين يحرضون على الصوماليين». إلا أن السلطات الأوغندية قالت إنه «لا داعي لقلق اللاجئين والمقيمين الصوماليين بشأن حادث فردي من قبل عناصر إرهابية». أما عمر علي الذي كان يستعد للسفر من مقديشو إلى كمبالا فقد قال لـ«الشرق الأوسط»، إنه أرجأ رحلته إلى أوغندا بسبب المخاوف بعد تبني حركة الشباب مسؤولية التفجيرات التي هزت كمبالا. وبدأت سلطات الأمن في أوغندا إجراءات أمنية مشددة شملت كل منافذ البلاد».

من جهتها، أعلنت الحكومة الكينية أمس عن تعزيز أمن حدودها مع الصومال لضمان عدم تسلل مسلحين متشددين إلى قلب كينيا، وقال المتحدث باسم الجيش الكيني، بوغيتا اونغيري: «عززنا الأمن على حدودنا مع الصومال، ونعلم ما حدث في أوغندا، لكننا متيقظون، وعلى الكينيين ألا يقلقوا على الإطلاق لأننا عززنا أمن حدودنا، وليس هناك أي داع للقلق». وتسيطر حركة الشباب على الشريط الحدودي بين كينيا والصومال الذي يبلغ طوله نحو 700 كم، وأكد اونغيري أن كينيا ستدافع عن أقاليمها المتاخمة للحدود مع الصومال وأن قوات حرس الحدود على أهبة الاستعداد لصد أي هجوم لحركة لشباب الصومالية.

ويرى المراقبون أن لهجمات الأحد في كمبالا مضاعفاتها السياسية والأمنية في داخل الصومال وفي دول المنطقة، كما أنه من المحتمل أيضا أن تعقد جهود تعزيز بعثة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في الصومال، وتحول دون إسراع دول أفريقية أخرى بإرسال قواتها إلى الصومال، وهذا ما كانت تهدف إليه حركة الشباب. وبلغت حصيلة قتلى تفجيرات كمبالا أكثر من 74 شخصا، ومن بين القتلى 28 أوغنديا على الأقل وآيرلندية و11 إثيوبيا وإريتريا، في حين أكدت السفارة الأميركية في كمبالا مقتل مواطن أميركي وإصابة خمسة آخرين، ولم يتم تحديد هوية 33 من القتلى حتى الآن».