كاسترو يحذر من حرب نووية في الشرق الأوسط بسبب السياسة الأميركية

قال في ظهور تلفزيوني نادر إن الولايات المتحدة ستواجه مقاومة في إيران لم تشهدها في العراق

TT

قال الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو إن منطقة الشرق الأوسط على شفير حرب نووية بسبب سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران، في مقابلة تلفزيونية نادرة ظهر فيها زعيم الثورة الكوبية البالغ من العمر 82 عاما. وعبر فيدل كاسترو عن «قلقه» من أن تؤدي المواجهة بين طهران والقوى الغربية بشأن البرنامج النووي الإيراني إلى حرب جديدة - نووية هذه المرة - في الشرق الأوسط، وبتدبير من الولايات المتحدة وإسرائيل. وأضاف زعيم الثورة الكوبية (1959) «المعادي للإمبريالية» أن النزاع سيمتد بعد ذلك إلى كوريا الشمالية، بتدبير من الولايات المتحدة أيضا. وقال: «كل الصحافة العربية تتحدث عن عبور أسطول أميركي وإسرائيلي لقناة السويس وخصوصا غواصات نووية باتجاه الخليج». وحذر كاسترو من أن اعتداء على إيران سيكون كارثيا بالنسبة للولايات المتحدة، وقال: «الأسوأ (بالنسبة لأميركا) هو المقاومة التي ستواجهها هناك، وهوما لم تواجهه في العراق». وناقش الرئيس الكوبي طيلة ساعة بدون أي توقف أول من أمس، الأزمة الناجمة عن البرنامج النووي الإيراني في برنامج على التلفزيون الكوبي شكل أول ظهور له على الشاشة منذ ثلاثة أعوام. وتحدث كاسترو، الذي ظهر وهو يرتدي بزة رياضية زرقاء، بصوت مرتعش لكن براحة كبيرة أمام طاولة صغيرة ضمن حلقة من برنامج «الطاولة المستديرة» سجلت بدون توقف في مكان غير محدد.

وبث البرنامج تزامنا مع رحيل مجموعة من سبعة معارضين في إطار الإفراج تدريجيا عن 52 معتقلا سياسيا محتجزين في كوبا منذ 2003. وهي أولى لقطات تلفزيونية يظهر فيها «القائد» منذ عام، وأول حديث متلفز له في برنامج كوبي منذ 2007. وعرضت الحلقة بعد بضعة أيام على نشر صور تظهر الرئيس السابق في مركز للأبحاث العلمية في هافانا، في ظهور علني نادر منذ تسليمه شقيقه راوول كاسترو (79 عاما) السلطة لأسباب صحية قبل أربع سنوات. ونشر كاسترو في الأسابيع الأخيرة عدة مقالات في الصحف المحلية في هذا الشأن بدون أن يشير إلى الحوادث في كوبا.

ولم يتمكن بعض موظفي فندق ناسيونال في هافانا الذين تابعوا هذا البرنامج على شاشة عملاقة من حبس دموعهم، كما ظهر في لقطات بثها التلفزيون الكوبي. وقال موظف في الخمسين من العمر «إنني متأثر لرؤية قائدنا بصحة جيدة». وكان كاسترو ظهر في 2007 في حلقة من برنامج «الطاولة المستديرة» للتحدث خصوصا عن المرض الخطير في الامعاء الذي ارغمه في فبراير (شباط) 2008 على تسليم السلطة إلى شقيقه.

وكان أول خروج علني رسمي لكاسترو الأربعاء منذ مشاركته في ديسمبر (كانون الأول) في استقبال رؤساء دول يزورون كوبا، بحسب الصور المعروضة السبت على موقع رسمي كوبي. ويعود آخر تسجيل فيديو يظهر فيه كاسترو إلى أغسطس (آب) 2009 وكان فيه بصحة جيدة ويتكلم بوضوح بينما كان يستقبل في منزله طلابا من فنزويلا يدرسون الحقوق. ونشرت وسائل الإعلام الكوبية في عطلة نهاية الأسبوع صورا التقطها أليكس كاسترو يظهر فيها والده في بزته الرياضية خلال زيارة لمركز للأبحاث العلمية بمناسبة الذكرى الـ45 لتأسيسه.

وعلى الرغم من تخليه عن السلطة، يبقى فيدل كاسترو رسميا السكرتير الأول للحزب الشيوعي الكوبي ويستقبل من حين لآخر شخصيات من أصدقائه في منزله في هافانا. وهو يكتب منذ 2007 «خواطر» حول الأحداث الراهنة في الصحف المحلية. ونشر رئيس نيكاراغوا دانيال أورتيغا صورا لزيارة لكاسترو إلى قصر للضيافة كان يقيم فيه بمناسبة قمة الدول المناهضة للإمبريالية في أميركا اللاتينية في ديسمبر الماضي. وشوهد كاسترو في فبراير (شباط) وهو يقوم بنزهة سيرا على الأقدام مع حراس شخصيين في محيط مقر إقامته في ضواحي العاصمة. وهذه النزهة تحدث عنها الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز صديق كاسترو.

وجاءت مقابلة كاسترو في وقت أعلنت فيه وزارة الخارجية الإسبانية أن طائرة تقل ستة معارضين كوبيين أفرج عنهم مؤخرا هبطت في مطار بمدريد مساء أمس. وكان من المقرر أن يصل معارض كوبي سابع على متن طائرة ثانية في وقت لاحق من يوم أمس. ومن المتوقع أن تستقبل إسبانيا نحو 20 شخصا من أصل 52 معارضا كوبيا أفرج عنهم عقب محادثات تمت بوساطة من جانب الكنيسة الكاثوليكية وإسبانيا. وكان بصحبة المعارضين السبعة نحو 50 من أقاربهم. ويعتقد أن من بين المفرج عنهم ريكاردو جونزاليز أحد المعارضين السياسيين المعروفين في كوبا. وعانى الصحافي (60 عاما)، الذي عمل لمنظمة «مراسلين بلا حدود» قبل القبض عليه عام 2003 وصدور حكم ضده بالسجن 20 عاما، من اعتلال صحته وأجريت له عدة جراحات. وبعد وصول المعارضين إلى إسبانيا حيث ستتولى لجنة شؤون اللاجئين رعايتهم، يمكنهم تقرير ما إذا كانوا يريدون البقاء في البلاد أم لا. وينتمي جميع المفرج عنهم إلى ما يسمى بمجموعة الـ 75 التي تضم أنصارا للمعارضة اعتقلوا عام 2003 فيما بات يعرف بـ «الربيع الأسود» وصدرت بحقهم أحكام بالسجن تصل إلى 28 عاما. ومع استكمال موجة الإفراج عن المعارضين التي تعهدت بها السلطات في كوبا، من المتوقع أن تظل أعداد المعارضين الكوبيين المحتجزين في كوبا فوق مائة شخص. وأفادت اللجنة الكوبية لحقوق الإنسان والمصالحة الوطنية، وهي منظمة تمارس نشاطها بشكل غير قانوني، بأن أعداد المعارضين السياسيين المحتجزين تبلغ في تقديرها 167 اعتبارا من الأسبوع الماضي.