«خريطة طريق» للتعاون في مجال الطاقة بين طهران وموسكو تخفف من وقع تصريحات ميدفيديف

العقوبات ليست عقبة على طريق التعاون المشترك

TT

توصلت موسكو مع طهران، أمس، إلى توقيع «خريطة طريق» تحدد أطر وملامح التعاون الروسي - الإيراني في مجال الطاقة، في أعقاب التهديدات التي كان الرئيس ديميترى ميدفيديف وجهها إلى إيران حول احتمالات انضمام بلاده إلى عقوبات جديدة في حال عدم التزامها التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والالتزام بمقررات المجتمع الدولي.

وكان مسعود مير كاظمي، وزير الطاقة الإيراني، وصل إلى موسكو بديلا لنائبه جواد أوجي الذي سبق أن أعلنت موسكو عن احتمالات وصوله للقاء مع المسؤولين الروس لبحث آفاق التعاون بين البلدين. وأشارت المصادر الرسمية إلى أن الجانبين توصلا إلى توقيع بيان مشترك حول تعاون البلدين في مجال النفط والغاز وصناعة البتروكيماويات، إلى جانب الاتفاق حول إنشاء بنك مشترك لتمويل المشاريع التي ستنفذها شركات البلدين في هذه المجالات.

وكشف سيرغي شماتكو، وزير الطاقة الروسي، عن أن الشركات الروسية مهتمة ببحث مسألة تزويد إيران بالنفط على أساس تجاري، وهو ما اعتبره المراقبون في موسكو، وحسبما نشرت وكالة أنباء «ريا نوفوستي»، أن العقوبات الدولية ضد إيران ليست عائقا على طريق التعاون بين البلدين في مجال الطاقة.

وكشف شماتكو عن ذلك صراحة بقوله في أعقاب توقيع البيان المشترك مع نظيره الإيراني، أن العقوبات الدولية ضد إيران لن تقف عائقا يحول دون مواصلة التعاون بين روسيا وإيران في مجال الطاقة.

ومن جانبه، أعلن الوزير الإيراني أن العقوبات لا تؤثر بأي شكل من الأشكال على التطور الاقتصادي والصناعي لبلاده، بينما نقلت وكالة «ريا نوفوستي» عنه قوله إن هذه العقوبات لم تكن ضد إيران تحديدا، بل ضد تلك الشركات التي كان تتعامل مع إيران في مجال إنتاج النفط. وكان سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسية، توقع أمس أن تعقد اللجنة السداسية المعنية بالبرنامج النووي الإيراني اجتماعا جديدا لبحث تطورات الأوضاع حول القضية الإيرانية قبل سبتمبر (أيلول) المقبل.

وحول احتمالات نقل القضية إلى خارج حدود صلاحيات السداسية الدولية، قال لافروف إنه لا يستطيع تأكيد مثل هذه الاحتمالات، مشيرا إلى أن مجلس الأمم الدولي اعترف بالدور الرئيسي للسداسية الدولية في تسوية جميع جوانب الملف الإيراني. وأعاد لافروف إلى الأذهان اهتمام الكثير من الدول بتحقيق التسوية السلمية للقضية الإيرانية، بما فيها تركيا والبرازيل اللتان أشاد بدورهما في توقيع الاتفاق الذي يقضي باستبدال 1200كغم من اليورانيوم الإيراني منخفض التخصيب بمائة وعشرين كغم من الوقود النووي المخصب حتى 20%. وكشف عن دعوة بلاده إلى إجراء مشاورات تقنية حول المبادرة التركية - البرازيلية في فيينا، مشيرا إلى توقع احتمالات موافقة الجانب الإيراني على مثل هذا الاقتراح.