جنبلاط وعون أجمعا على التضامن الداخلي.. وتطرقا إلى «التجاوزات الحريرية»

على مائدة عائلية وفي أجواء صيفية مريحة

TT

تناول رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط والنائب ميشال عون ثمار البحر من «كركند» و«قريدس» على مائدة النائب ناجي غاريوس في منزله في الحازمية، أول من أمس، وسط «أجواء صيفية ومريحة»، على حد تعبير غاريوس الذي تجمعه علاقة صداقة عائلية مع جنبلاط من جهة، ومقرّب من عون باعتباره نائبا في كتلته من جهة ثانية.

واللقاء بين الرجلين هو الرابع بينهما منذ إعادة الزعيم الدرزي تموضعه السياسي في شهر أغسطس (آب) الماضي. ولم يسبق ذلك التاريخ أي لقاء ثنائي بين الطرفين منذ عودة عون من المنفى الباريسي في مايو (أيار) 2005.

وإذا كانت الجديّة سمة اللقاءات السابقة بين الرجلين، سواء في القصر الرئاسي في بعبدا عندما جمعهما الرئيس اللبناني ميشال سليمان عقب الانتخابات النيابية الأخيرة (نوفمبر «تشرين الثاني» الماضي)، أو في الرابية التي قصدها جنبلاط على رأس وفد نيابي ووزاري (ديسمبر «كانون الأول»)، أو في المختارة التي زارها عون (فبراير «شباط»)، فإن لقاء أمس جاء في إطار «عائلي ودّي وحميمي بعيدا عن الاعتبارات البروتوكولية».

ويشير غاريوس، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، إلى أنه انطلاقا من موقعه «كنائب في كتلة عون، ومن العلاقة الشخصية مع وليد بك، تم اللقاء في منزله»، معتبرا أن «الأهمية ليست في العشاء بحد ذاته، بل في الإطار الذي جرى خلاله هذا اللقاء». ويوضح أن الدعوة هدفت إلى «تقريب وجهات النظر من خلال لقاء ثنائي يؤدي إلى مقاربة مختلف القضايا المطروحة والتداول بها بطريقة إنسانية وأكثر لطفا». ويلفت إلى أن لقاءات مماثلة، وهي غالبا ما تعقد في الدول الأجنبية، من شأنها أن «تريح المتحاورين أكثر بكثير من الحوار بين كتلتين سياسيتين».

وفي حين لم يتطرق جنبلاط وعون إلى موضوع الحقوق المدنية للاجئين الفلسطينيين، الذي يتصدّر واجهة الاهتمام المحلي في لبنان، يشدد غاريوس على وجوب الإجماع على مقاربة هذا الملف بموقف وطني جامع يأخذ في عين الاعتبار الظروف اللبنانية الداخلية. ويجدد موقف كتلة عون، المعروف من قبل جنبلاط جيدا، لناحية رفض منح اللاجئين الفلسطينيين حق التملك في لبنان.

وتوافق الطرفان، وفق غاريوس، على أهمية «الحذر في هذه المرحلة ورصّ التضامن الداخلي لدرء أي خطر قد يتعرض له لبنان من الخارج، وعلى مقاربتهما للمواجهات الأخيرة بين الأهالي و(اليونيفيل) في الجنوب»، بينما احتل موضوع التأخير في الموازنة حيزا من النقاش، مع إجماعهما على أنه «كان من المفترض أن تمرّ الموازنة بكل تفاصيلها، الصغيرة منها والكبيرة، على الوزراء». وتلاقى الطرفان عند ضرورة «وضع حد لعدم تكرار التجاوزات والأخطاء المعروفة، التي تقوم بها الحكومات الحريرية وأمين عام مجلس الوزراء في هذا الصدد».

دسم الملفات المطروحة تزامن مع دسم العشاء الذي تناوله عون وجنبلاط على مائدة غاريوس، التي حفلت بأطباق شهية من «ثمار البحر»، كالكركند والقريدس والسومون.. وجريا على عادته، حمل جنبلاط كتابين إلى عون، منهما واحد لاهوتي والآخر بعنوان: «Small state in crisis».