ندوة في «أصيلة» تخلص إلى أن «المعمار الأخضر» أصبح البديل عن «غابات الإسمنت»

منعش ويضمن تهوية البناء ويحفظ البرودة خلال الصيف ويصلح في المناطق الحارة

TT

قال مشاركان في ندوة نظمت في إطار موسم أصيلة الثقافي، إن البنايات الطينية (أو «المعمار الأخضر») أصبحت حلا نموذجيا في كثير من الدول خاصة مع الارتفاع الديموغرافي وما واكبه من تزايد «غابات الإسمنت»، وتأثير كل هذا على استهلاك الطاقة والبيئة.

عقدت الندوة تحت عنوان «الهندسة المعمارية الخضراء: التاريخ والآمال». وتطلق تسمية الهندسة المعمارية الخضراء على المعمار الطيني الذي يعد من أقدم أنواع البناء كتعبير مجازي عن احترام هذا النوع من البناء للبيئة، وكذا للدلالة على المواد الطبيعية التي تستخدم فيه.

وقال سامر المصري، المدير العام لمؤسسة أبوظبي للثقافة والتراث، إن الإمارات العربية المتحدة وعت منذ سنوات بأهمية تراثها ومعمارها، وكذا أهمية الحفاظ عليه. وأضاف أنه تم في عام 2005 إنشاء الهيئة المعنية بحماية التراث الحضري في أبوظبي، وتقوم بدراسات لفهم التراث الحضري في هذه المدينة، كما اعتمدت منهجيات من أجل الصيانة والترميم على أساس التأكد من ضمان الاستمرارية والمستقبل الواعد لهذا المعمار التقليدي.

وقال المصري «كان لزاما لبلوغ هذا الهدف القيام ببحوث ودراسات إثنية وعلمية وأنثروبولوجية، وكان من الضروري كذلك الحرص على صيانة وحماية هذه المباني من دون تغيير شكلها وهيكلها.

وأشار إلى أنه أصبح من الضروري العمل على إحياء التراث المعماري. وأضاف في هذا السياق أن السلطات في الإمارات واعية بأهمية الحفاظ على التقاليد المعمارية وإحياء هذا المعمار حتى يلعب الدور الحيوي الذي يضطلع به.

كما قال إنه تم إنشاء مركز البناء الطيني في أبوظبي ليقدم دورات تكوينية بشهادات وفقا للمقاييس المعمول بها في بولندا، ويستفيد من هذه التدريبات المهندسون والتقنيون وعمال البناء للوقوف على مميزات مواد البناء في هذا المعمار وسبل الجمع بينها وبين التكنولوجيا الحديثة بغرض تحقيق أفضل النتائج. وأضاف أن هذا يقتضي تقييما من الخبراء لمعرفة فوائد الأساليب المستخدمة في هذا النوع من البناء.

واعتبر المصري أن البناء المعماري التقليدي حيوي وبه إمكانات هائلة للتطور، كما يتماشى مع التوجهات نحو التقليل من استهلاك الطاقة والحفاظ على البيئة.

من جانبه، قال آيك روزواك، وهو مهندس معماري ألماني، إن الطين منعش، يضمن تهوية البناء ويحفظ البرودة خلال فصل الصيف، عكس الخرسانة التي تحتفظ بالحرارة، لذا فهو يصلح في المناطق الحارة.

وقال روزواك إن هناك مباني حديثة يتم تشييدها باستغلال الطين بالطريقة التي تضمن خفض الحرارة في الصيف، وذلك عن طريق طبقة طينية لسطح البيت، مع طبقة طينية سطحية داخلية على الجدران.

وأضاف أنه يمكن تجنب المشكلات التي يواجهها هذا النوع من البناء مثل النمل الأبيض والماء. وقال في هذا السياق إن هناك مبيدات خاصة بالنمل الأبيض الذي يأكل الطين، كما أنه يمكن توفير الحماية من الماء بتقنيات تكنولوجية عصرية تعتمد على إضافة التبن أو القش إلى الطين لتقويته، وهذه التقنية تستعمل في جنوب ألمانيا التي أصبحت تقبل على تشييد هذا النوع من البيوت بسبب الارتفاع الذي صار يشهده فصل الصيف في هذا البلد. بالإضافة إلى أنه من أجل الحماية من الفياضات يجب الحرص على أن يتجاوز مستوى البناء مستوى الفياضات.

وأضاف روزواك أنه «يتم إنشاء البنايات الطينية العالية في الكثير من المناطق، وهذا الأمر وارد وتم إنجازه في منطقة أبوظبي، لكن هناك منهجية يتم وضعها، وأسسا هندسية لهذا المعمار، ويخص الأمر هنا أساسا موضوع السلامة الذي يخضع لمعايير مختلفة». وزاد «نحن في تعاون مع بلديات ألمانيا لوضع أسس السلامة في مباني أبوظبي». بيد أنه أشار إلى أنه كلما ارتفعت المباني زادت الحاجة إلى المصاعد، مما يعني بروز مشكلة الطاقة.