بترايوس يسعى لإدراج شبكة حقاني على قائمة المنظمات الإرهابية

ارتفاع قتلى الجنود الدوليين إلى 12 خلال 24 ساعة

TT

يدفع الجنرال الأميركي ديفيد بترايوس، القائد الجديد للقوات الدولية في أفغانستان، باتجاه إدراج شبكة حقاني المتمردة في هذا البلد على قائمة «المنظمات الإرهابية»، مما قد يعقد التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع، كما ذكرت أمس صحيفة «نيويورك تايمز».

وقدم بترايوس الفكرة خلال اجتماعه الأسبوع الماضي مع كبار مستشاري الرئيس الأميركي باراك أوباما وفقا لما ذكره مسؤولو الإدارة.

ومن شان إدراج الشبكة على قائمة المنظمات الإرهابية التي تصدرها وزارة الخارجية الأميركية أن يؤدي إلى عواقب جمة، منها تجميد أرصدة المنظمة في الولايات المتحدة.

ووفقا لتقرير «نيويورك تايمز» فإن المشروع «طرح بجدية»، مشيرة إلى أن مثل هذه المبادرة قد تزعج باكستان «الشريك الأساسي في جهود الحرب المرتبط بشكل وثيق بشبكة حقاني». وذكرت الصحيفة أن تصنيف زعماء الشبكة كإرهابيين قد «ينعكس سلبا» على سياسة المصالحة التي أطلقها الرئيس الأفغاني حميد كرزاي مع المجموعات المتمردة.

وتنظيم حقاني يحمل اسم جلال الدين حقاني الذي قاوم السوفيات أثناء احتلالهم لأفغانستان (1979 - 1989)، وانضم إلى صفوف طالبان ويعتبر اليوم مقربا من «القاعدة».

وتتناقض جهود بترايوس مع الرئيس الأفغاني حميد كرزاي الذي طلب من الأمم المتحدة رفع أسماء عدد من المنتمين إلى حركة طالبان من القوائم السوداء ضمن جهود المصالحة الداخلية الأفغانية. ومن موقعه، قرب الحدود الأفغانية الباكستانية، يشتبه أن حقاني يدير شبكة التمرد حول كابل وشرق أفغانستان.

إلى ذلك، قال حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بيان إن أربعة من جنود قوة المعاونة الأمنية الدولية التابعة له قتلوا أمس في انفجار عبوة ناسفة جنوب أفغانستان. وتعاني القوة التي يبلغ قوامها 150 ألف جندي من خسائر متزايدة في الأرواح مع استمرار هجوم على طالبان في معقلها الجنوبي. وشهد شهر يونيو (حزيران) مقتل أكثر من 100 جندي، وهو أكثر الشهور دموية في الحرب التي بدأت منذ تسع سنوات. وقال حلف شمال الأطلسي إن جنديا خامسا من قوة المعاونة الأمنية الدولية قتل أمس في هجوم منفصل للمتمردين في جنوب أفغانستان أيضا.

ونادرا ما يدلي الحلف بمزيد من التفاصيل بشأن الخسائر، لمنح الدول المشاركة في القوة الفرصة للاتصال أولا بأقارب القتلى. وتفجير العبوات الناسفة على جوانب الطرق سلاح مألوف لمتمردي طالبان في حملتهم على القوات الأجنبية والأفغانية. وبعد وفيات أمس يرتفع عدد الجنود الأجانب الذين قتلوا في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة إلى 12.

وفي أكثر الحوادث ترويعا، قتل ثلاثة جنود من وحدة الجورخا البريطانية عندما أطلق عليهم جندي من الجيش الوطني الأفغاني، كان في عملية معهم، النار من بندقية آلية، إضافة إلى قذيفة صاروخية، قبل أن يلوذ بالفرار.

ويقاتل جنود حلف شمال الأطلسي جنبا إلى جنب مع القوات الأفغانية ضد طالبان، حيث يحاول الغرب أن ينقل إليها مزيدا من المسؤوليات الأمنية قبل الانسحاب التدريجي الذي يبدأ العام القادم.

وشدد مسؤولون وسياسيون على أن هذه السياسة ستستمر، لكن الثقة الكاملة في الجنود الذين يقاتلون معك هي حجر الزاوية لأي قوة مقاتلة، ومن شأن الحادث أن يهز هذه الثقة. ومع السرعة اللازمة لتكوين جيش وقوة شرطة وطنيين إثر الإطاحة بطالبان بعد عقود من الحرب، انضم عشرات الألوف من الأفغان إلى أجهزة الأمن. وتوجد مخاوف من أن يكون متمردون قد انضموا إلى أجهزة الأمن الأفغانية.

وسلط الضوء على تعقيدات الحرب الأفغانية مقتل خمسة مترجمين أفغان مدنيين يعملون مع قوة المعاونة الأمنية الدولية في قندهار. كما قتل ثلاثة من أفراد القوة في الاشتباك مع المتمردين الذين شنوا هجوما على غرار هجمات الكوماندوز على موقع للشرطة بعد أن صدم مهاجم انتحاري البوابة الرئيسية بسيارة محملة بالمتفجرات.