مسؤول أميركي: دفعنا لأميري 5 ملايين دولار مقابل تعاونه معنا

شكوك في قدرته على استخدام تلك الأموال بسبب العقوبات الدولية

TT

أمام اتهامات مكثفة أطلقها شهرام أميري، العالم النووي الإيراني الذي عاد إلى إيران بعد أن قال إن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) خطفته في السنة الماضية عندما كان يزور المدينة المنورة، شن مسؤولون في الوكالة حملة مضادة، وقالوا إن الوكالة دفعت له خمسة ملايين دولار ليرسل لها تقارير عن برنامج إيران النووي.

وقال مسؤول أميركي لصحيفة «واشنطن بوست»، طلب عدم نشر اسمه، إن أميري يجب أن لا يعيد الخمسة ملايين دولار، لكنه لن يقدر على أن يستعملها لأنها مودعة في بنوك أميركية، ولأن هذه البنوك تخضع لقانون مقاطعة إيران. وتابع: «كل شيء الآن بعيد عن يديه، والشكر لقانون المقاطعة. ذهب هو، لكن لم تذهب أمواله. حصلنا على معلوماته، وحصلت إيران عليه». وقال مسؤول آخر: «لو عاش هنا مع هذه الملايين، كان سيعيش حياة سعيدة جدا». وقال المسؤول إن أميري غير رأيه لأنه افتقد عائلته، وإنه «كان يمكن أن يعالج هذه المشكلة بطريقة أفضل». وعلقت «واشنطن بوست»: «ليس سهلا معرفة إذا حصلت الاستخبارات الأميركية على معلومات تساوي خمسة ملايين دولار أم لا. ربما تساوي، وربما بالغ المسؤولون شغفا لمعلومات هامة».

ومالت الصحيفة نحو الموافقة على تفسير الاستخبارات الأميركية أكثر من موافقتها على تفسير أميري. وقالت: «تحويل ملايين الدولارات إلى حساب أميري يعني أنه لم يختطف ولم يأت إلى الولايات المتحدة قسرا». وقال معلقون وصحافيون في واشنطن إن الاستخبارات الأميركية حسب قانون تأسيسها، مستثناة من قانون الهجرة، وتقدر على إحضار مائة شخص إلى الولايات المتحدة كل سنة. وإنها، عادة، تستخدم إغراءات مثل الجنسية الأميركية والجامعات وبيت جميل وسيارات وكماليات، هذا بالإضافة إلى مبلغ كبير يودع في بنوك كاستثمار له عائد منتظم مدى الحياة. وفي حالة أميري، ربما أودعت الخمسة ملايين دولار في بنوك استثماريه. لكن رفض مسؤولو «سي آي إيه» تسمية هذه البنوك، ورفضوا تأكيد أنهم سيقدرون على إعادة المبلغ لأنه كان وضع في حساب أميري.

لكن لاحظت صحيفة «نيويورك ديلي نيوز» أن أميري قال إن المبلغ كان خمسين مليون دولار، وليس خمسة ملايين. وقالت: «يبدو أن صغر سنه (32 سنة) جعله يستخدم أساليب مختلفة. لكن أساليب السي آي إيه أكبر منه، ولن يقدر على مواجهتها».

وقال فينسنت كانيسترارو، مسؤول سابق في «السي آي إيه» إنه يعتقد أن أميري تطوع وقدم معلومات أولية إلى الوكالة، وعندما عرضت عليه مبالغ كبيرة من المال، قدم معلومات أكثر، وعندما قال إنه خائف من اكتشاف تجسسه، عرضت عليه فرصة العيش في أميركا.

وأضاف: «صار واضحا أن أميري أحرج الحكومة الإيرانية. لهذا، قررت أن تضغط عليه، وهددت بإيذاء ابنه، وألحت عليه أن يعود إلى إيران. صحيح أنها وعدت بحسن معاملته، لكن من يدري مع حكومة إيران».

ولاحظت صحيفة «نيويورك تايمز» أن أميري، في مؤتمره الصحافي في إيران بعد عودته، رفض الإجابة على أسئلة عن طريقة وصوله إلى واشنطن، وقال إن ذلك «سيكون ضد الأمن الوطني الإيراني». وقالت الصحيفة: «يبدو أن الرجل صار محترفا في التجسس وفي العلاقات العامة». وقال مسؤول سابق في «السي آي إيه» لصحيفة «لوس انجليس تايمز» إن أميري ربما كان يتعاون مع وكالات استخبارات غربية، قبل أن يوثق علاقته مع «السي آي إيه». وإنه تصور الحياة في الولايات المتحدة حرة وممتعة دون مراقبة. لكن، كما قال المسؤول، كان يراقب ليلا ونهارا. وربما لم يصدق عندما طلب منه أن يغير اسمه، وهذا طلب تستعمله أجهزة الاستخبارات والشرطة التي تحمي شهودا في قضايا هامة.