موسى يبحث الأجندات العربية والمصالحة الفلسطينية مع الأسد ومشعل والمعلم

قال لـ«الشرق الأوسط»: حماس مستعدة وعباس لم يرفض.. وتفاهم عربي في القمة الاستثنائية

خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس خلال مباحثاته مع عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية في دمشق أمس (إ.ب.أ)
TT

أجرى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى مباحثات مكثفة في دمشق أمس، حيث استقبله الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية السوري وليد المعلم، وعقد اجتماعا مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.

وركز موسى في مباحثاته بدمشق على الوضع العربي العام وقضايا المنطقة في ضوء الاتصالات الجارية بين الأطراف المعنية بالتعاطي مع المنطقة، كما ناقش مع مشعل سبل إتمام المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية، وضرورة جسر الهوة بين حركتي فتح وحماس.

وفي اتصال أجرته معه «الشرق الأوسط» قال موسى إن لقاءاته كانت مهمة للغاية، وتركزت حول مجمل الأجندات التي تشغل الساحة العربية والدولية. وأفاد موسى أنه ركز خلال لقائه مع الرئيس الأسد على إعادة هيكلة الجامعة العربية، ومبادرة الجوار العربي وسبل تحريكها، والوضع في المنطقة والدور التركي والإيراني، ونتائج مؤتمر معاهدة منع الانتشار النووي وإقامة منطقة خالية من السلاح النووي.

وتناول الاجتماع مسألة «حشد الجهود لإنجاح مشروع القرار العربي الخاص بالقدرات النووية الإسرائيلية الذي سيعرض على الدورة الـ54 للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في أيلول القادم» ودعا الجانبان العرب إلى «الوقوف جميعا وراء هذا القرار ودعمه كما هو ووفق الصيغة التي تم التوافق عليها عربيا».

وأطلع موسى الرئيس الأسد على «تصوراته حول إصلاح الجامعة العربية». وأبلغه الرئيس الأسد تأييد سورية «لأي آلية عمل يتم الاتفاق بشأنها وتساعد على تدعيم العمل العربي المشترك» مشددا على «ضرورة وجود إرادة سياسية عربية تضمن خروج القمم العربية بمقررات تعكس طموحات الشعب العربي وتجد الحلول المناسبة لقضاياه».

وبحث لقاء الأسد - موسى أيضا اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية على المستوى الوزاري المقرر في 29 يوليو (تموز) الحالي، ووضع المفاوضات وتراجع احتمالاتها، خاصة بعد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واستمرار الاستيطان في القدس والحصار حول غزة.

وردا على سؤال عن موقف الجامعة العربية من مطالبات بدخول الفلسطينيين في مفاوضات مباشرة، لا سيما أن الجامعة العربية هي التي أعطت ما يشبه غطاء للمفاوضات غير المباشرة، نفى موسى أن تكون الجامعة العربية قد قدمت غطاء للمفاوضات غير المباشرة، وقال إن «ما تم تقديمه كان موقفا سياسيا معينا وحركة دبلوماسية مبنية على تقرير قدمه (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) أبو مازن شخصيا بتلقيه ضمانات معينة وضمن تفاهمات معينة مع الإدارة الأميركية، تتعلق بالوضع في الأراضي المحتلة وبناء المستوطنات والوضع في القدس، وأن كل هذه الأمور ستتوقف عند بداية المفاوضات غير المباشرة».

وعما إذا كانت المصالحة الفلسطينية والعربية أيضا موضع بحث مع الرئيس الأسد، قال موسى إن «المصالحة الفلسطينية أصبحت مسألة ضرورية خاصة في ضوء التطورات السلبية على مختلف جوانب النزاع، أما المصالحة العربية فسيتم طرحها في القمة العربية الاستثنائية المقررة في ليبيا في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل وسيكون هناك تفاهما عربي - عربي حول أوضاع وقضايا يجنبنا كثيرا من المشكلات الراهنة». ولمس موسى، حسب قوله، مرونة وتأكيدا واستعدادا لدى مشعل للدخول في المصالحة الفلسطينية «بالشكل الذي أبلغه لي عند زيارتي لغزة الشهر الماضي». وقال موسى معلقا إن «مشعل مدرك لخطورة النزاع الفلسطيني - الفلسطيني».

وردا على سؤال حول اتخاذ خطوات تترجم استعداد مشعل للمصالحة، قال موسى: «أعتقد أن الأيام المقبلة سوف تشهد لقاءات بين فتح وحماس لمعالجة موضوع الملاحظات».

ونفى موسى أن يكون الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) قد رفض ما طرحه عليه من مبادرة بعد عودته من غزة، مؤكدا أن «الرئيس عباس شخصيا لم يبلغني برفضه، ولم يرفض ما نقلته إليه بعد عودتي من غزة».