موقع وزارة الخارجية الفرنسية يتعرض للاستنساخ والتزوير

باريس تدرس إمكانية ملاحقة الفاعلين

TT

تعرض موقع وزارة الخارجية الفرنسية الإلكتروني لعلمية احتيال وتزوير وتقليد دفعت الوزارة إلى الإعلان عن نيتها ملاحقة الفاعلين قضائيا وذلك في اليوم نفسه لظهور الموقع المشار إليه.

وبدأت القصة صباحا عندما وصل إلى قاعات التحرير في الوسائل الإعلامية الفرنسية بريد إلكتروني يتضمن الإعلان عن الموقع الذي يحمل اسما مشابها جدا للموقع الرسمي كما يستخدم التبويب نفسه والألوان نفسها «البنفسجي».

وانتشر الخبر سريعا مما حمل وكالة الصحافة الفرنسية التي تلقت كما غيرها البريد الإلكتروني إلى طلب استفسار من وزارة الخارجية، في إطار المؤتمر الصحافي الإلكتروني عن «التدابير» التي تنوي اتخاذها بحق مطلقي الموقع المذكور. وكان رد الوزارة المعنية أن الموقع المقلد «يبث أخبارا مضللة ويستنسخ بشكل غير شرعي موقع وزارة الخارجية والشؤون الأوروبية» وأن الوزارة «تدرس إمكانية الملاحقة القضائية» بحق الموقع المذكور. ويبدو واضحا أن المروجين لهذا الموقع يستغلون أوجه الشبه بينه وبين الموقع الرسمي لوزارة الخارجية للإيهام بأنه الموقع الرسمي. فالاسم هو تقريبا نفسه ولا يختلف عنه إلا بحرف واحد « diplomatie.gov مكان diplomatie.gouv». فضلا عن ذلك، يأخذ الموقع المزيف عن الموقع الرسمي بعض الأخبار والمعلومات وأشرطة الفيديو الصحيحة ليوحي بأنه الموقع الرسمي لكنه في الوقت نفسه يختلق أخبارا أخرى. وكانت الصفحة الأولى ليوم أمس تتضمن خبرا مطولا عن اتفاق وهمي بين فرنسا وهاييتي تقبل بموجبه باريس بالتعويض على الجزيرة التي استعمرتها سابقا وتدعو الحكومات الأخرى إلى سلوك الطريق نفسه. وبحسب الاتفاق المزعوم، فإن باريس قبلت دفع 17 مليار يورو لهاييتي سيصرف منها بداية الشهر الحالي مليونا يورو، كما أن الوزير كوشنير سيكون جاهزا للإجابة عن الأسئلة «بعد انتهاء الاحتفالات بالعيد الوطني الفرنسي».

ويعطي الموقع عنوانا بريديا هو «75 كي دورسيه» بينما العنوان الصحيح لوزارة الخارجية هو «37 كي دورسيه». والطريف في الأمر أن الموقع المزيف يعطي اسم توسان لوفرتور للتواصل معه. ولوفرتور شخصية تاريخية من هاييتي حاربت الاستعمار الفرنسي وتوفي عام 1803.

وفي الأعوام الأخيرة طورت الخارجية الفرنسية موقعها الموجود حاليا بخمس لغات هي الإنجليزية والألمانية والإسبانية والعربية والصينية وهو يتناول نشاطات الوزارة والوزير وعلاقات فرنسا الدولية وملف العلاقات الثنائية بين فرنسا والبلدان المعنية ونصائح للمسافرين وموقع للتواصل مع الصحافة بما فيها موقع المؤتمرات الصحافية الإلكترونية. وفي سياق آخر، عرف الموقع الجديد الذي أطلقته الحكومة الفرنسية بمناسبة العيد الوطني أول من أمس، وعنوانه france.fr المشاكل والصعوبات بعد يوم واحد من خروجه إلى العلن. والموقع الجديد الذي هو أيضا بلغات خمس «إيطالية، ألمانية، إسبانية، إنجليزية، فرنسية» يهدف إلى التعريف بفرنسا وهو موجه إلى كل من يهتم بفرنسا سواء كان سائحا أم مستثمرا أم طالبا أم صحافيا. وقد بلغت كلفته 1.5 مليون يورو.

وكانت فرنسا الدولة الأوروبية الوحيدة تقريبا التي تفتقد لموقع كهذا رغم أنها تحتل المرتبة الأولى على سلم السياحة العالمية التي توفر لها ما نسبته 6.3 من الناتج الداخلي الخام.