الرئيس الأفغاني يقر خطة لتشكيل قوات دفاع محلية

في محاولة لبناء معارضة شعبية لطالبان

TT

في خطوة للأمام مرحب بها في إطار استراتيجية إدارة أوباما للحرب في أفغانستان، أقر الرئيس الأفغاني حميد كرزاي خطة تدعمها الولايات المتحدة لتشكيل قوات دفاع محلية في مختلف أنحاء أفغانستان في محاولة لبناء معارضة شعبية لطالبان، وذلك حسبما صرح مسؤولون أميركيون وأفغان أول من أمس.

وأشار مسؤول بارز في الحكومة الأفغانية إلى أن هذه الخطة تدعو إلى تعيين ما يصل إلى 10 آلاف ضابط في قوات «الشرطة المحلية» على أن يتلقوا رواتب من وزارة الداخلية الأفغانية. وأضاف أن الرئيس كرزاي كان قد رفض خططا سابقة لم تكن تنص على أن التبعية المباشرة لجميع عناصر هذه القوات تكون للسلطات الحكومية.

ويحتفظ الكثير من الأفغان، وخصوصا في الأماكن الريفية، بأسلحة يخفونها بعيدا عن متناول تفتيش قوات الأمن، وهي ميراثهم من عقود من الحرب. وستعمل القوة تحت إشراف وزارة الداخلية في مساعدة قوة الشرطة الوطنية الأفغانية في حماية مناطقهم من الهجمات التي يشنها المتمردون. وتأتي أنباء هذه الصفقة في الوقت الذي تعرض فيه ريتشارد هولبروك، كبير الدبلوماسيين في إدارة أوباما المسؤول عن الجانب المدني في الحرب على أفغانستان، لانتقادات شديدة من المشرعين في الحزبين الجمهوري والديمقراطي الذين قالوا إن استراتيجية أوباما للحرب في أفغانستان غير واضحة المعالم، وتفتقر إلى أهداف يستطيع معظم الأميركيين فهمها. وفي جلسة استماع لمناقشة برامج الإدارة الأميركية لدعم الحكومة والاقتصاد الأفغانيين، قال جون كيري، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ والنائب عن ولاية ماساتشوستس، لهولبروك: «إن تقدمنا متفاوت من دون أدنى شك. يتساءل الكثيرون عما إذا كنا نتبنى الاستراتيجية الصائبة».

كما أعرب السيناتور ريتشارد لوغر (عن ولاية إنديانا)، وأبرز أعضاء لجنة العلاقات الخارجية من الجمهوريين، عن وجود «قلق كبير» من أن الجانبين المدني والعسكري في الاستراتيجية، على حد سواء، «مستمران من دون وجود تعريف واضح للنجاح».

وقد كانت هذه هي التصريحات الأقل حدة في الجلسة. فقد قال السيناتور بوب كروكر (جمهوري من ولاية تينيسي) إنه على الرغم من استمرار الجلسة لما يزيد عن الساعة «لم أسمع أي شيء» من هولبروك عن كيف يمكن قياس التقدم في الحرب. وأضاف: «ليس لدي أي فكرة ممكنة عن أهدافنا على الجانب المدني. حتى الآن، كل هذا مضيعة للوقت». وقال جيمس ويب (ديمقراطي من فيرجينيا): «الكثير من الناس في هذا البلد متحيرون إلى حد بعيد». وأوضح هولبروك مرارا وتكرارا العناصر المدنية في هذه السياسة، التي تتضمن التركيز على التنمية الزراعية وتحسين الإدارة الأفغانية، والهدف العام المتمثل في تمكين البلاد من التغلب على طالبان و«القاعدة» بنفسها. وأكد أن الإدارة تبحث عن «نتائج ملموسة» و«الرئيس يطلب ذلك من الفرق العسكرية والمدنية العاملة هناك».

وقال هولبروك إنه يعتزم السفر إلى المنطقة مرة أخرى ليلة الأربعاء، وذلك بعد رحلته الأخيرة إلى أفغانستان قبل أسبوعين. وقال هولبروك لويب الذي سأل عما تم إنجازه في أفغانستان، «لا أستطيع أن أصف لكم مدى شدة الضغوط التي نشعر بها، لأنه وعلى وجه الخصوص، كما قلت، هناك رجال ونساء أميركيون يخاطرون بحياتهم، في بعض الأحيان يدفعون أغلى ثمن لهذه السياسة. يجب أن تنجح، ونحن مدينون لهم». وتزايدت الانتقادات للاستراتيجية التي أعلنها أوباما في ديسمبر (كانون الأول) بسرعة في الأسابيع الأخيرة مع تصاعد عدد الضحايا في أفغانستان الذي تجاوز عدد ضحايا الحرب في فيتنام باعتبارها أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة. كانت الكثير من الأخبار متفاوتة ومختلطة في أحسن الأحوال، بما في ذلك ارتفاع التقارير التي تتحدث عن فساد الحكومة الأفغانية والتقدم البطيء في العمليات العسكرية على الأرض.

وقد انعكس القلق العام حول الخسائر في الأرواح والأموال على مطالب الكونغرس لرؤية النتائج. كما انتقد الكثير من النواب الجمهوريين الموعد النهائي المحدد لبدء سحب القوات الأميركية في يوليو (تموز) عام 2011 باعتباره مساعدة للعدو. إلا أن بعض النواب الديمقراطيين طالبوا بسحب القوات فورا.

كما تساءل بعض المشرعين أيضا عما إذا كان هذا البرنامج المدني الضخم ضروريا إذا كان الهدف هو القضاء على تنظيم القاعدة المتمركز في باكستان. حتى هؤلاء الداعمون لهذا البرنامج، مثل السيناتور كيري، أعربوا عن وجود قلق متنام لدى الرأي العام.

* خدمة «واشنطن بوست»