محادثات هندية ـ باكستانية في إسلام آباد لإعادة إحياء عملية السلام

وسط ضغوط أميركية على الدولتين لخفض حدة التوتر بينهما

رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني (يسار الصورة)، مجتمعا بوزير خارجية الهند، كريشنا، بإسلام آباد في بداية محادثاتهما حول العلاقات الباكستانية - الهندية أمس (أ.ف.ب)
TT

بدأ أمس مسؤولون هنود وباكستانيون محادثات رفيعة المستوى بين البلدين اللذين تسود بينهما حالة عداء تقليدي لإحياء عملية السلام المتعثرة وتطبيع العلاقات التي توترت بعد الهجمات الإرهابية التي شهدتها مومباي، العاصمة المالية للهند، في عام 2008.

وكان وزير الخارجية الهندي إس. إم. كريشنا قد قال بعد فترة قصيرة من وصوله إلى إسلام آباد أول من أمس إنه «سيضغط» على باكستان لإحراز تقدم في التحقيق في الهجمات التي وقعت عام 2008 في مومباي وأسفرت عن مقتل 166 شخصا.

وجاء تصريح كريشنا بعد تصريحات لجي. كيه. بيلاي وكيل وزارة الداخلية الهندي نشرتها صحيفة «إنديان اكسبريس» واتهم فيها وكالة المخابرات الرئيسية في باكستان بتدبير الهجوم على مومباي.

وفيما أشارت تصريحات المسؤولين الهنود إلى استمرار حالة انعدام الثقة بين الجارتين النوويتين اللتين نشبت بينهما ثلاث حروب منذ استقلالهما عن الحكم البريطاني عام 1947، ذكرت وكالة الأنباء الألمانية من إسلام آباد أن وزير خارجية باكستان، شاه محمود قرشي، ونظيره الهندي إس. إم. كريشنا، افتتحا بشكل رسمي المناقشات بالتقاط صورة تذكارية بمقر وزارة الخارجية الباكستانية بإسلام آباد، فيما أعلن أحد مسؤولي الوزارة أن الاجتماع يعقد «في مناخ ودي للغاية ويحرز تقدما». وأضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته أن الجانبين قررا «تمديد المفاوضات لساعتين أخريين».

ويعد الاجتماع هو أول مسعى متفق عليه لإيجاد أرضية مشتركة وإقامة علاقات هادئة منذ هجمات مومباي.

وتلقي الهند باللوم على جماعة «العسكر الطيبة»، ومقرها باكستان، في الهجمات التي شنها عشرة مسلحين قتلوا خلالها أكثر من 160 شخصا وأدت إلى وقف عملية السلام التي استمرت خمس سنوات بين البلدين الواقعين جنوب آسيا، واللذان خاضا ثلاث حروب منذ استقلالهما عن بريطانيا في عام 1947.

وقد هيمنت على محادثات أمس مخاوف هندية من الإرهاب الذي تقول إنه ينطلق من الأراضي الباكستانية بينما سيحاول الجانبان التوصل إلى اتفاق لاستئناف عملية السلام.

وأقرت باكستان بأن هجمات مومباي جرى جزء من التخطيط لها على أراضيها واعتقلت سبعة أشخاص على الأقل يزعم أنهم منفذو الهجمات من بينهم العقل المدبر زكي الرحمن لخفي.

وتطالب الهند بأن تضم باكستان المزيد من الأفراد للتحقيقات من بينهم حافظ سعيد الذي يزعم أنه مؤسس «جماعة العسكر الطيبة» والذي اعتقل ثم أفرج عنه لاحقا بسبب عدم كفاية الأدلة.

ويتوقع أن يناقش المسؤولون قضية إقليم كشمير المتنازع عليه والذي يخضع جزء منه لسيطرة باكستان والجزء الآخر لسيطرة الهند لكن كلا منهما تزعم أحقيتها في الإقليم بأكمله.

وشهد الاجتماع مزاعم وزير الداخلية الهندي جيه.كيه. بيلاي بأن وكالة الاستخبارات الداخلية الباكستانية تقف وراء هجمات مومباي.

ونقلت صحيفة «إنديان إكسبرس» عن بيلاي قوله «لقد قاموا بتوجيه (الهجوم) حرفيا وتنسيقه من البداية حتى النهاية». وتابع بيلاي أن تلك الأدلة برزت من استجواب المشتبه بتورطه في الإرهاب ديفيد هيدلي المواطن الأميركي المحتجز في سجن تابع لمسؤولي تطبيق القانون في الولايات المتحدة.

تجدر الإشارة إلى أن الجانبين يتعرضان للضغط من الولايات المتحدة لخفض التوتر بينهما لأنه ينعكس على أفغانستان ويعقد جهود إحلال السلام هناك.

وتقول وكالة رويترز إن المحادثات بين كريشنا ووزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي قد تسفر عن وضع صيغة جديدة بدلا من عملية سلام واسعة تم التوصل إليها عام 2004 وعلقتها الهند بعد هجمات مومباي.

ويأتي اجتماع وزيري الخارجية في وقت ترسل فيه الهند جيشها لاحتواء احتجاجات عنيفة مناهضة للحكومة اندلعت منذ أسابيع في الشطر الهندي من إقليم كشمير المتنازع عليه.