قوات حلف الأطلسي تعلن حالة الطوارئ في شمال كوسوفو ذي الغالبية الصربية

فيما تنتظر بلغراد وبريشتينا قرار محكمة العدل الدولية حول شرعية استقلال كوسوفو

TT

أعربت كل من بلغراد وبريشتينا عن أملهما في أن يكون الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية لصالحهما، في محاولة، كما يقول المراقبون، للتأثير في الصياغة النهائية لحيثيات قرار المحكمة.

وقال وزير الخارجية الصربي فوك يريميتش: إن «بعد ظهر يوم 22 يوليو (تموز) سيكون لحظة الحقيقة، وبمثابة تحذير لأولئك الموجودين في بريشتينا الذين يعتقدون أن الأعمال الانفرادية يمكنها أن تغير القانون الدولي»، وتابع «قرار محكمة العدل الدولية سيكون نهاية نضال صربيا على هذا الصعيد، لأنه سيحول بعد ذلك إلى الأمم المتحدة» وتوقع بروز صعوبات أمام بلاده في الأمم المتحدة، معتبرا أنه «سيكون الأمر أكثر صعوبة، مما كان في السنوات السابقة، وأعني الحصول على أغلبية الأصوات في الأمم المتحدة».

أما نظيره وزير خارجية كوسوفو، إسكندر الحسيني، فقد توقع زيادة عدد الدول التي تعترف باستقلال بلاده بعد صدور الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية في لاهاي، وقال «ستزال آخر عقبة أمام الدول التي كانت تنتظر قرار محكمة العدل الدولية لإعلان اعترافها باستقلالنا»، وتابع ردا على تصريحات يريميتش «نحن ننتظر موجة اعترافات جديدة، وأنا شخصيا متفائل، ولا أرى أي احتمال ولو بنسبة بسيطة، أن يكون القرار لصالح صربيا، حيث لا أحد يعتقد أن المحكمة ستكون ضد حرية شعب من الشعوب».

وحسب وزير الخارجية السلوفيني ساموييل جبوغار، الذي التقى في نيويورك الأمين العام للأمم المتحدة، كما التقى في واشنطن عددا من قادة البيت الأبيض، في مقدمتهم وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، فإن «الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية لن يغضب أيا من كوسوفو أو صربيا، لأن صربيا وكوسوفو كلتيهما تملكان الوثائق التي تدعم موقفها». وتوقع جبوغار أن «يزداد عدد الدول التي ستعترف باستقلال كوسوفو بعد الإعلان عن الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، وستلجأ صربيا مرة أخرى إلى الأمم المتحدة».

من جهتها تستعد قوات حلف الناتو في شمال كوسوفو «كي فور» لإعلان حالة الطوارئ، وقال قائد قوات «كي فور»، الجنرال ماركوس بنتلر أمس «سنرفع من استعداداتنا الأمنية في شمال كوسوفو (أكبر تجمع للصرب في كوسوفو، إذ يقطنها حوالي 20 ألف صربي) وسنتعاون مع الشرطة وقوات (يوليكس) في هذا الشأن»، وتابع «هذا خبر جيد لشعب كوسوفو، ولكن لا ينبغي التسرع، لأننا لا نريد أن نعرض للخطر ما حققناه حتى الآن» وأضاف «إصلاحات (كي فور)، بدأت ولم تكتمل، ومحكمة العدل الدولية ستؤدي دورا مهما في مواصلة المهمة»، لكنه تجنب التعليق على تصريحات وزير الخارجية الصربي فوك يريميتش.

وكانت محكمة العدل الدولية في لاهاي قد أعلنت أن رأيها الاستشاري بشأن شرعية استقلال كوسوفو، عام 2008، سيعلنه في قصر السلام بلاهاي، رئيس الهيئة القضائية العليا التابعة للأمم المتحدة، هيساشي أوادا، الساعة الثالثة بعد الظهر، بالتوقيت الأوروبي الموحد، وذلك يوم الخميس المقبل في 22 يوليو، ووفقا لبيان صحافي صادر عن محكمة لاهاي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، ستستخدم اللغتين الفرنسية والإنجليزية عند التصريح بـ «الرأي».

وكانت محكمة لاهاي قد بدأت النظر في شكوى صربيا ضد إعلان استقلال كوسوفو في الأول من ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، واستمعت لرأي 29 دولة حول العالم، وتقف كل من روسيا، والصين، وإسبانيا، ورومانيا، وقبرص، والأرجنتين، والبرازيل، وفيتنام، وبوليفيا، وفنزويلا، وروسيا البيضاء، وأذربيجان، إلى جانب صربيا، بينما تؤيد كل من ألبانيا، وتركيا، والمملكة العربية السعودية، والأردن، والولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا العظمى، وفرنسا، وألمانيا، وهولندا، وأستراليا، والنرويج، والدنمارك، وفنلندا، وبلغاريا، وكرواتيا، استقلال كوسوفو، وقد أدلت كل من الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وهولندا، وأستراليا، والنرويج، والدنمارك، وفنلندا، وبلغاريا، وكرواتيا، وألبانيا، والأردن، والمملكة العربية السعودية، بمواقفها أمام محكمة العدل الدولية، دفاعا عن شرعية استقلال كوسوفو، ومن المقرر أن تكون حيثيات الرأي الاستشاري للمحكمة الدولية، والمستند لبنود القانون الدولي، متوفرة على موقع المحكمة الإلكتروني، وبشكل كامل في الفترة ما بين 22 و27 من الشهر الحالي.