ليبيا: رئيس المخابرات المصرية تعهد بتنفيذ «الاتفاق» مع الحكومة الإسرائيلية

نشطاء سفينة «الأمل» يرفضون دخول غزة عن طريق رفح

TT

تأكيدا لما أبلغه المهندس سيف الإسلام النجل الثاني للرئيس الليبي العقيد معمر القذافي أمس لـ«الشرق الأوسط» حول وجود ضمانات مصرية لتنفيذ الاتفاق الذي أبرمه بشكل غير مباشر مع الحكومة الإسرائيلية عبر وسطاء يهود أوروبيين، كشف مصدر مسؤول في الحكومة الليبية النقاب عن أن اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات المصرية تعهد شخصيا خلال اتصال هاتفي أول من أمس مع رئيس الحكومة الليبية الدكتور البغدادي المحمودي بتنفيذ الاتفاق الذي سيتم بموجبه بدء عملية لإعادة إعمار غزة مقابل دخول سفينة المساعدات الليبية «الأمل» إلى ميناء العريش المصري.

في غضون ذلك أعرب قائد مجموعة النشطاء والمتضامنين على متن سفينة «الأمل» وممثلي «مؤسسة القذافي» عن رفضهم الدخول إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي بين مصر والقطاع.

ونقلت وكالة «ليبيا بريس» عن مصدر حكومي ليبي قوله إن المسؤول المصري قد تعهد شخصيا للمسؤولين الليبيين و«مؤسسة القذافي» بتنفيذ الاتفاق الذي تم عبر وسطاء بين «مؤسسة القذافي» وإسرائيل، موضحا أن سليمان قدم هذا التعهد خلال أول اتصال علني من نوعه مع رئيس الحكومة الليبية، مشيرا إلى أن اللواء سليمان تعهد بضمان دخول الأموال ومواد الإسمنت والبيوت الجاهزة، وجميع المساعدات التي تم الاتفاق عليها إلى قطاع غزة مباشرة من دون عراقيل.

وكانت «مؤسسة القذافي» قد قررت إنزال شحنة المساعدات الإنسانية عبر سفينة «الأمل»، في ميناء العريش، مقابل 5 شروط، وهي: «السماح بدخول مواد البناء من إسمنت وحديد لإعادة الإعمار وهو ما كان مرفوضا باستمرار، والسماح لليبيا بإنفاق مبلغ 50 مليون دولار كانت تعهدت بها في القمة العربية في قطر لتنفيذ مشاريع إسكانية حتى لا يحل فصل الشتاء وتجد العائلات الفلسطينية نفسها في العراء، وتقوم (الأونروا) بالبدء في مشاريعها الإنشائية، والسماح بنقل المرضى للعلاج خارج القطاع، وأخيرا تنفيذ مبادرة المؤسسة المتعلقة بتوفير 500 مسكن جاهز كدفعة أولى على وجه السرعة، وذلك لتوفير مساكن لائقة بالكرامة الإنسانية قبل حلول فصل الشتاء».

وبدا أن سيف الإسلام القذافي نجح مجددا في تسليط المزيد من الأضواء على نفسه ومؤسسته غير الحكومية عبر اتفاق وصفه بالتاريخي يدشن لمرحلة جديدة، كما قال، في إعادة إعمار غزة. وقال سيف الإسلام لـ«الشرق الأوسط»: «أنا سعيد وفخور للغاية بما توصلنا إليه».

إلى ذلك، أكد يوسف الصواني المدير التنفيذي لـ«مؤسسة القذافي» لـ«الشرق الأوسط» أن السفينة بدأت في إفراغ حمولتها من المساعدات الإنسانية والطبية في ميناء العريش أمس، وتوقع أن تنتهي اليوم عملية إفراغ الحمولة على أن تتجه قافلة المساعدات والفريق المرافق لها إلى غزة.

وأضاف يوسف في اتصال هاتفي من العاصمة الليبية طرابلس: «بدأوا بالفعل في إنزال البضائع، وفي أسوأ الأحوال ستدخل هذه المساعدات إلى قطاع غزة يوم السبت المقبل (غدا)».

من جانبه، قال ما شاء الله حامد عبد الرحمن، قائد مجموعة النشطاء والمتضامنين على متن سفينة «الأمل» في مؤتمر صحافي عقده بمدينة العريش أمس عقب وصول السفينة، إن «النشطاء يفضلون الوصول إلى غزة بحرا وليس عن طريق البر»، مشيرا إلى أن مجموعة أخرى تابعة للمؤسسة ستصل إلى مدينة العريش خلال الساعات القليلة القادمة لمرافقة القافلة إلى قطاع غزة. وأكد أن السفينة تعرضت إلى الكثير من الاستفزازات من جانب البوارج الإسرائيلية، «إلا أن المتضامنين كانوا صامدين»، على حد قوله.

ونزل المتضامنون التسعة من السفينة، وهم ستة ليبيين ونيجيري ومغربي وجزائري، وقرروا قضاء ليلتهم داخل أحد فنادق مدينة العريش.

ورست سفينة «الأمل» الليبية بعد ظهر أمس على رصيف ميناء العريش المطل على البحر المتوسط، على بعد نحو 45 كيلومترا إلى الجنوب من الحدود مع غزة، بعد نحو 12 ساعة من وصولها إلى غاطس الميناء. ورفض النشطاء وقبطانها الرسو وتفريغ حمولتها، إلا بعد الحصول على موافقة «مؤسسة القذافي الخيرية» التي نظمت رحلة السفينة.

وقال جمال عبد المقصود مدير ميناء العريش إنه تم إنهاء جميع إجراءات تفريغ السفينة في وقت قياسي، حيث لم يستقبل رصيف الميناء أي سفن أخرى غير السفينة الليبية لضمان سرعة تفريغ حمولتها.

وقال محمد الكيكي السكرتير العام لمحافظة شمال سيناء إن «الهلال الأحمر المصري» كان في انتظار وصول السفينة للمساعدة في تفريغ شحنتها وقرر نقلها على نفقته إلى معبر رفح الحدودي، مضيفا أن الميناء على استعداد لاستقبال جميع سفن المساعدات القادمة.

وتجدر الإشارة إلى وصول مسؤولين من السفارة الليبية إلى ميناء العريش للإشراف على تفريغ وإدخال المعونات إلى قطاع غزة.

من جهته، قال النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، إن السفينة الليبية صمدت في وجه ست محاولات إسرائيلية لمنعها بالقوة من التوجه إلى ميناء غزة، مشيرا إلى أنه على الرغم من عدم تمكنها من الوصول إلى غزة فإنها أوصلت رسالتها السامية خاصة مع التغطية الإعلامية التي حظيت بها في وجه محاولات الاحتلال للترويج بتخفيف الحصار وأنه لا داعي لانطلاق سفن جديدة.

وشكر الخضري، الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي ونجله الذي يدير المؤسسة التي حركت السفينة، داعيا إلى مزيد من السفن العربية التضامنية من أجل إنهاء حصار غزة.