الأحمد لـ الشرق الأوسط»: وجدت لدى حماس لغة ورغبة جديدتين

واصفا اجتماعه مع أسامة حمدان في بيروت مساء الخميس الماضي.. ومعربا عن تفاؤله إزاء تحقيق المصالحة

TT

خلافا للتصريحات المتشائمة التي شهدتها الأسابيع القليلة الماضية بشأن المصالحة الفلسطينية، أعرب عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والمسؤول عن ملف المصالحة، عن تفاؤله إزاء إمكانية إحراز اختراق في هذا الملف.

وأكد الأحمد الذي أنهى مؤخرا مهمة لترتيب البيت الفتحاوي، وكذلك وضع منظمة التحرير الفلسطينية، في لبنان، عقد لقاء مع أسامة حمدان مسؤول العلاقات الخارجية في المكتب السياسي لحركة حماس، في بيروت، في أجواء إيجابية جدا.

كما أكد الأحمد في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أهمية وموضوعية استمرار التواصل من أجل تجاوز العقبات في سبيل تسريع عملية إنهاء الانقسام واستعادة اللحمة الفلسطينية بالتوقيع من قبل الجميع على ورقة المصالحة المصرية التي وقعها الأحمد شخصيا نيابة عن حركة فتح، وامتنعت حماس حتى الآن عن توقيعها مطالبة بإلحاق ملاحظاتها بها.

يذكر أن عددا من المسؤولين في حماس تحدثوا في الأيام الأخيرة الماضية عن دخول المصالحة والجهود المبذولة لتحقيقها في سبات عميق.. وهذا ما قاله لـ«الشرق الأوسط» محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحماس في قطاع غزة، يوم الجمعة الماضي، وأكده صلاح البردويل القيادي في الحركة، متهما الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) برفض الأفكار الجديدة التي حملها رئيس الوزراء المقال في غزة إسماعيل هنية إلى عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية أثناء زيارته غزة في يونيو (حزيران) الماضي.

وقال الأحمد إنه لمس في اللقاء الذي تم الليلة قبل الماضية وشارك فيه أيضا عن فتح أعضاء في المجلس الثوري عن إقليم لبنان هما فتحي أبو العريدات وأشرف دبور، وعن حماس علي بركة ممثل حماس في العاصمة اللبنانية بيروت: «لمست في اللقاء لغة جديدة ولهجة جديدة ورغبة ظاهرة»، معربا عن أمله في أن «يلمس الجميع ذلك في القريب العاجل إذا ما تواصلت العملية وإذا ما تم الاتفاق على اللقاءات».

ورفض الأحمد الخوض في تفاصيل ما دار من نقاش في الاجتماع الذي استغرق ساعات إلا أن وكالة الصحافة الفرنسية، نسبت إلى مصدر كبير في فتح لم تسمه، القول: «إن الجانبين استعرضا نقاط الخلاف.. وناقشا بدقة قضية مأزق المصالحة في جو من التكتم على التفاصيل. وإن موفدي الحركتين اتفقا على استمرار الاتصالات بهدوء للتوصل إلى اتفاق يؤدي إلى التوجه إلى القاهرة لتوقيع الورقة المصرية وخلق جو تفاهمات بين الطرفين يؤدي إلى إنهاء الانقسام». وقال المصدر: «نوقشت كل مقترحات المصالحة، وأولها الاتصالات الثنائية التي استؤنفت قبل أسبوعين بين القياديين في الحركتين؛ خليل الحية وعزام الأحمد، بعد فشل الوساطات الفلسطينية والإقليمية لإنهاء الانقسام». وأشار إلى أن «الأجواء الإيجابية للاجتماع تشير أكثر من أي وقت مضى إلى معرفة الخطر الجدي الذي يتهدد الجميع ومستقبل القضية الفلسطينية».

وردا على سؤال حول اتهامات التشدد التي كانت توجه إلى قادة حماس في الخارج، بالمقارنة بقادتها في الداخل لا سيما غزة الذين يتحدثون بسلبية عن المصالحة حاليا، أوضح الأحمد أن «اتصالا مع خليل الحية عضو المكتب السياسي لحماس في غزة، سبق لقاءه مع أسامة حمدان. واقترح اللقاء في الخارج، وذلك بسبب عدم نجاح الاتصالات التي أجراها عمرو موسى في ضوء الورقة التي حملها من إسماعيل هنية».

وفي هذا السياق استغرب الأحمد التصريح الذي صدر عن عمرو موسى خلال زيارته إلى دمشق ولقائه خالد مشعل عضو المكتب السياسي لحماس، الذي حمل فيه الطرفين المسؤولية في عدم إحراز المصالحة. وقال الأحمد: «أود أن أذكر عمرو موسى بخطابه أمام البرلمان العربي الذي عقد في مقر الجامعة العربية في القاهرة قبل نحو شهرين، وانتقد فيه بشدة موقف حماس وملاحظاتها على الورقة المصرية».

وكان عمرو موسى في كلمته أمام البرلمان العربي قد وصف ملاحظات حماس بالتافهة، الأمر الذي احتجت عليه بشدة الحركة.

وحول الكيفية التي تم فيها اللقاء قال الأحمد: «إن أطرافا لبنانية عدة تدخلت أيضا مستغلة زيارة خالد مشعل إلى بيروت لتقديم التعازي في رحيل المرجع الشيعي الشيخ محمد حسن فضل الله. وحاولت هذه الأطراف ترتيب اللقاء بيني وبين مشعل، لكن مشعل غادر بيروت عائدا إلى دمشق قبل وصولي، وكلف أسامة حمدان بإجراء اللقاء».

وأعرب الأحمد مجددا عن أمله في أن تنعكس اللغة والرغبة الجديدتان التي لمسهما في هذا الاجتماع، إيجابيا على تحقيق المصالح في أسرع وقت ممكن، وخاصة أن «الانقسام وإنهاءه لا تحكمه نصوص أو ملاحظات».