إخفاقات «الشاباك» تهدد بتبرئة ساحة الإرهابي اليهودي الجديد

التحقيقات تدل على أنه قتل 4 فلسطينيين وجرح 3 آخرين

TT

يحتشد اليمين الإسرائيلي المتطرف لإفشال محاكمة الإرهابي اليهودي حاييم فرلمان، الذي كشف عنه أول من أمس، ويشتبه في أنه قتل 4 فلسطينيين وجرح 3 آخرين طعنا بالسكين. ويسعى اليمين لإخراج فرلمان من المحكمة بريئا، وذلك اعتمادا على الإخفاقات الكثيرة في عمل جهاز المخابرات الإسرائيلية العامة (الشاباك) في هذا الملف.

وفرلمان هو يميني يهودي بارز في صفوف المستوطنين. ووضع «الشاباك» عليه علامة في سنة 2000 بهدف تجنيده إلى صفوفه. ووافق في البداية، لكنه تراجع ثم قطع الاتصال. ويئس منه الشاباك في حينه. لكن، حسب الشبهات التي ظهرت ضده في المحكمة، يتضح أنه متهم بقتل ثلاثة فلسطينيين عامي 1998 و1999 في القدس، هم: خيري علقم من حي رأس العامود، الذي قتل وهو في طريقه إلى العمل، وخليل إبراهيم (44 عاما) وهو من بيت أمر قضاء الخليل، وأسامة النتشه (41 عاما) من حي أبو طور. أما الرابع فقد قتل في سنة 2004، أي بعد أن تخلى «الشاباك» عن فكرة تجنيده.

وبدأت الشكوك تحوم حوله فقط مطلع السنة الجارية، لذلك جدد «الشاباك» الاتصال معه بدعوى محاولة تجنيده من جديد، فأرسلوا له عميلا يستدرجه. وخلال استدراجه حاول العميل إقناعه بأنه يفكر مثله في تنفيذ عمليات إرهاب ضد الفلسطينيين، وحاول جس نبضه حول إمكانية اغتيال الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية ومؤسسة الدفاع عن الأقصى في إسرائيل، والنائبة حنين زعبي، من حزب التجمع الوطني، وكلاهما شارك في أسطول الحرية وتعرض لموجة تحريض دموية بسبب ذلك من قوى اليمين، وكذلك النائب طلب الصانع من القائمة العربية الموحدة.

واستغل محامو الدفاع عن فرلمان ورفاقه في اليمين المتطرف عددا من الإخفاقات التي ظهرت في التسجيلات التي التقطها العميل المذكور خلال محاولاته استدراج الإرهابي اليهودي، لكي يبنوا مسار الدفاع القانوني عنه في المحكمة. ومع أن «الشاباك» دافع عن نفسه بالقول إن هناك صعوبات في الملف أجبرته على اللجوء إلى هذه الوسيلة واستخدام أسماء فلسطينيين مكروهين في اليمين، فإن محامي الدفاع يرون أن عميل «الشاباك» حاول الإيقاع بالرجل وتلبيسه ملف إجرام بشكل عبثي. وأكدوا أنهم سينجحون في إثبات بطلان التهم خلال المحكمة.

وأخذ «الشاباك» هذه التصريحات بجدية، فراح يوسع نطاق التحقيق مع فرلمان. وداهموا بيت والديه، أمس، لجمع أدلة أخرى تساعد على إدانته. وأثارت هذه القضية من جديد قصة الإرهاب اليهودي في إسرائيل. وقد خرجت وسائل الإعلام الإسرائيلية أمس تحذر من هذا الإرهاب، حيث إنه بالغ الخطورة بشكل خاص. فالإرهابيون اليهود يتمتعون بخبرات قتالية عالية جدا ويستطيعون الحصول على أسلحة حديثة بطريقة أسهل وبأيديهم تكنولوجيا عالية لإخفاء لتنفيذ الجريمة، ولديهم تربة خصبة لتنفيذ عملياتهم، حيث إن الأجواء اليمينية السائدة تساعدهم على إخفاء معالم الجريمة.