محللون فلسطينيون يرون أن السلطة ستذهب للمفاوضات المباشرة.. مجبرة

رغم تأكيدات فتح على مقاومة الفكرة

نتنياهو لدى استقباله ميتشل في مقره، امس (إ ب أ)
TT

يريد الرئيس الأميركي باراك أوباما استئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين قبل 26 سبتمبر (أيلول) المقبل، وهو موعد انتهاء فترة تجميد الاستيطان في الضفة الغربية، وعلى هذا الأساس بدأ مبعوث عملية السلام جورج ميتشل جولة جديدة أمس يلتقي خلالها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أمس وغدا) والرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) الذي يرهن المفاوضات المباشرة بالتقدم في قضيتي الأمن والحدود. وسيتوجه الجميع غدا إلى القاهرة للقاء الرئيس المصري حسني مبارك كل واحد على حدة.

ولا تتوقع أطراف في السلطة أن يحمل ميتشل معه تلك الأجوبة التي قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إنه لن يقدمها سوى على طاولة المفاوضات. لكن ميتشل سيحمل معه «رزمة خطوات» إسرائيلية اتفق نتنياهو عليها مع الأميركيين لتشجيع السلطة على المفاوضات المباشرة، ومن بينها وقف نشاطات الجيش الإسرائيلي في بعض المدن الفلسطينية في الضفة الغربية، وإخضاعها كاملة للسلطة الفلسطينية، وإزالة المزيد من الحواجز، والسماح بفتح 6 مراكز جديدة للشرطة الفلسطينية في المناطق المصنفة «ب»، ويتركز دورها أساسا في الحفاظ على النظام العام والقضايا الجنائية فقط.

وأكدت حركة فتح بزعامة أبو مازن أنها ستقاوم فكرة الذهاب إلى مفاوضات مباشرة. وقالت في بيان: «يجب أن لا يحدث انتقال إلى مرحلة المحادثات المباشرة للسلام في الشرق الأوسط مع إسرائيل كما تسعى الولايات المتحدة قبل أن يحدث تقدم في المحادثات غير المباشرة». وطالبت الحركة الفلسطينيين بالالتفاف حول قيادتهم.

واعتبر محمد دحلان، عضو اللجنة المركزية لفتح، أن الذهاب إلى مفاوضات مباشرة «يمثل قفزا واضحا على الحقوق الوطنية وتلاعبا بالزمن». واتهم نتنياهو بالتلاعب بالإدارة الأميركية طيلة الشهور الماضية، وقال دحلان لشبكة إذاعات «معا» المحلية إنه «من المفترض الطلب من ميتشل أن يقدم إجابات على الأسئلة الفلسطينية لا أن يطلب منا القفز إلى مفاوضات مجهولة وغير واضحة المعالم».

وعلى الرغم من هذه التصريحات، ورغم وصف السلطة للعروض الإسرائيلية بالمسرحية، وأعلنت أنها لن تنتقل إلى مفاوضات مباشرة من دون أن تحصل على التقدم المطلوب، فإن محللين سياسيين يرون أن خياراتها تبدو ضيقة ويقولون إنها لا تملك سوى الذهاب إلى مفاوضات مباشرة «مجبرة» أميركيا. وقال مخيمر أبو سعدة أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة: «في نهاية الأمر أعتقد أن السلطة ستذهب إلى مفاوضات مباشرة.. للأسف لا يملك أبو مازن خيارات أخرى». وتساءل «ما هي بدائله إذا لم يرد الذهاب إلى مفاوضات، لا أعتقد أنه يوجد بدائل». ويرى أبو سعدة أن الإدارة الأميركية وإسرائيل تضغطان على أبو مازن من منطلق أن عدم استئناف المفاوضات المباشرة يعني استئناف الاستيطان، أما استئناف المفاوضات فيعني تمديد فترة تجميد الاستيطان.

وأكد المحلل السياسي طلال عوكل: «سيذهبون مجبرين وسيجدون تخريجة (مخرجا) مناسبة». ويعتقد عوكل أن المخرج المناسب هو أن تعلن لجنة المتابعة العربية عن موافقتها على الانتقال إلى مفاوضات مباشرة. وقال «العرب سيوافقون والفلسطينيون سيتحركون تحت هذه المظلة».