مسؤولون إيرانيون يحمّلون أميركا مسؤولية اعتداء زهدان.. و«جند الله» تتبناه

أوباما والاتحاد الأوروبي والإمارات والكويت يدينون التفجيرات

إيرانيون يعانيون آثار عملية التفجيرات الانتحارية في مسجد بمحافظة زاهدان (أ.ب)
TT

بينما تبنت جماعة جند الله الإيرانية مسؤولية التفجيرين اللذين استهدفا مسجدا شيعيا في زهدان انتقاما لإعدام زعيمها عبد الله ريغي وقتل فيهما نحو 28 شخصا، بمن فيهم عناصر من الحرس الثوري الإيراني، وحمل مسؤولون إيرانيون واشنطن مسؤولية الاعتداء. وقال مسؤولون إيرانيون إن عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب الإصابات البليغة لبعض الجرحى. وأدان الرئيس الأميركي باراك أوباما بشدة الاعتداء الانتحاري المزدوج على مسجد شيعي في جنوب شرقي إيران، الذي وصفه بأنه «مريع». كما أدانه الاتحاد الأوروبي والإمارات والكويت.

وأشار مسؤول الدائرة السياسية بقوات حرس الثورة الإسلامية، يد الله جواني، إلى الاعتداء الإرهابي في زاهدان قائلا: «نظرا لاعترافات ريغي فإن أميركا ضالعة بشكل مباشر في هذا الاعتداء الجبان».

كما نقلت وكالة أنباء «فارس» عن نائب القائد العام لقوات حرس الثورة، العميد حسين سلامي، أن كل أهداف الاستكبار العالمي بالمنطقة باتت في مرمي القوات الإيرانية، وحمّل من وصفهم بـ«عملاء أميركا» مسؤولية اعتداء زهدان، قائلا: «إن أميركا وبريطانيا وقوى الشر تحالفت ضد الشعب الإيراني، لا لذنب سوى أنه صمد أمام المعتدين».

ووقع الانفجاران القويان بالقرب من الجامع الكبير في مدينة زاهدان، وتناثرت أشلاء القتلى حول الجامع، وقالت جماعة جند الله إن منفذي التفجيرين من أقارب ريغي، وإنهما استهدفا تجمعا لأفراد الحرس الثوري.

ونقلت قناة «العربية» التي تتخذ من دبي مقرا، عن الجماعة قولها إن العمليتين الانتحاريتين نفذهما عبد الباسط ريغي ومحمد ريغي، وحذرت الجماعة من أنها ستشن مزيدا من العمليات.

وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية إن النائب في البرلمان الإيراني علاء الدين بوروجردي ألقى باللائمة على واشنطن، قائلا إنه لا بد من تحميلها مسؤولية الأعمال الإرهابية في زاهدان بسبب دعمها لجماعة جند الله.

وقال رجل الدين كاظم صديقي أمس في خطبة الجمعة التي نقلتها الإذاعة الإيرانية على الهواء مباشرة: «مرة أخرى تمتد يد أميركا الدنيئة من أكمام الجهلة والمرتزقة».

وقال منصور شكيبة، عميد كلية الطب في إقليم سيستان وبلوشستان في تصريحات لوكالة «مهر» شبه الرسمية للأنباء إن الانفجارين اللذين وقعا في زاهدان قتلا 28 شخصا على الأقل وأصابا أكثر من 169.

ونقلت وكالة «فارس» شبه الرسمية للأنباء عن نائب وزير الداخلية الإيراني لشؤون الأمن، علي عبد الله، قوله إن عددا من أفراد الحرس الثوري الإيراني سقطوا بين قتيل وجريح.

واعتقلت إيران ريغي في فبراير (شباط) الماضي بعد أربعة أشهر من إعلان جماعة جند الله مسؤوليتها عن تفجير قتل فيه العشرات، من بينهم 15 من أفراد الحرس الثوري الإيراني. وكان ذلك الهجوم الأعنف في إيران منذ الثمانينات. وزاهدان هي عاصمة إقليم سيستان وبلوشستان المتاخم لباكستان. ويواجه الإقليم مشكلات أمنية خطيرة ويشهد اشتباكات متكررة بين الشرطة وتجار المخدرات وقطاع الطرق.

وقال موقع الإنترنت لتلفزيون «برس تي في» الإيراني الناطق بالإنجليزية إن نائب البرلمان عن زاهدان حسين علي شهرياري استقال بشأن الهجمات بسبب عجز السلطات عن حفظ الأمن في دائرته.

وفي واشنطن أدانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الهجمات بأشد عبارات ممكنة. وقالت كلينتون في بيان إن هذا الهجوم والهجمات التي وقعت في الآونة الأخيرة في أوغندا وباكستان وأفغانستان والعراق والجزائر تؤكد حاجة المجتمع الدولي إلى العمل معا لمكافحة المنظمات الإرهابية التي تهدد حياة المدنيين الأبرياء في شتى أنحاء العالم.

كما أعلنت الإمارات أمس استنكارها للهجوم الانتحاري الذي هز مدينة زاهدان في جنوب شرقي إيران، ووصفته بـ«العمل الإرهابي»، كما أكدت تضامنها مع إيران.

وأكد وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان في تصريح نقلته وكالة الأنباء الإماراتية، أن «دولة الإمارات العربية المتحدة تستنكر بكل قوة هذا العمل الإرهابي». كما أكد البيان «تضامن الإمارات الكامل مع إيران ووقوفها إلى جانبها في مواجهة هذه الأعمال الإجرامية، وتقدم التعازي لأسر وذوي الضحايا الأبرياء وتتمنى الشفاء العاجل للمصابين».

من جهته بعث أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح ببرقية تعزية إلى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أعرب فيها عن «استنكار دولة الكويت لهذه الأعمال الإرهابية التي استهدفت أرواح الأبرياء الآمنين». واعتبر أمير الكويت أن هذه الأعمال «تتنافى مع القيم الإسلامية والأعراف والمبادئ الإنسانية»، وتمنى «للضحايا المغفرة والرحمة، وللمصابين سرعة الشفاء والعافية».

وأدانت كذلك كاثرين أشتون، منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، بقوة أمس الهجوم الانتحاري. وقالت ماجا كوسيجانسيك المتحدثة باسم أشتون في بيان إن الأخيرة «تدين بشدة هذه الهجمات الإرهابية الجبانة، التي لا مبرر لها». وأضافت أن كبيرة دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي «تبعث بتعازيها وتعرب عن تضامنها مع أسر وأصدقاء الضحايا».

وقالت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية إن هذا العمل الإجرامي أثار سخط وغضب أهالي مدينة زاهدان المسلمين من سنة وشيعة وسائر مدن محافظة سيستان وبلوشستان الذين شجبوا هذا العمل الجبان وقدموا مواساتهم لعوائل الشهداء والجرحى.

وأضافت الوكالة: «أصدر المولوي عبد الحميد إمام جمعة أهل السنة في مدينة زاهدان بيانا اعتبر فيه أن الهدف من هذه الجريمة البشعة هو إثارة الفُرقة بين صفوف المسلمين وزرع بذور النفاق بين أبناء الشعب الإيراني».