أنقرة تتجه لنشر وحدات خاصة على حدود كردستان.. وأربيل: هذا شأن خاص

ديوان رئاسة الإقليم: لن نكون طرفا في صراع تركيا و«الكردستاني»

TT

فيما أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس أن تركيا تنوي نشر وحدات خاصة على حدودها مع العراق لوقف تسلل المقاتلين الأكراد إلى أراضيها انطلاقا من شمال العراق، قال مسؤول في حكومة إقليم كردستان إن تحركات الجيش التركي «شأن داخلي».

وقال أردوغان في اجتماع لحزب العدالة والتنمية، حزبه المنبثق عن التيار الإسلامي، في أنقرة «نريد أن تتولى وحدات محترفة ضمان الأمن في المناطق الحدودية الخطيرة»، حسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

ويتسلل مسلحو حزب العمال الكردستاني من شمال العراق إلى تركيا عبر الحدود التي تمتد 350 كلم بين البلدين، تساعدهم في ذلك وعورة هذه المنطقة الجبلية.

وينتشر نحو ألفي رجل في قواعد حزب العمال الكردستاني في جبال شمال العراق، وفقا لأنقرة. ويقصف الطيران التركي بانتظام هذه القواعد منذ 2007، لكن ذلك لم يمنع هجمات المتمردين. وأوضح أردوغان أنها «ستكون قوات حدودية خاصة» يتم تجنيد عناصرها لمدة خمس سنوات على الأقل.

ولم يحدد أردوغان حجم هذه الوحدات أو موعد نشرها. كما لم يحدد كيفية تكوينها وما إذا كانت ستشكل من الجيش أو الشرطة أم ستكون وحدات مختلطة. لكن أردوغان حرص على إيضاح أنها «لن تكون جيشا خاصا يعمل بشكل مستقل».

ورغم المساعي الخجولة لإنشاء جيش مهني، لا يزال الجيش التركي، الثاني من حيث العدد في حلف شمال الأطلسي (515 ألفا) بعد الولايات المتحدة، مكونا أساسا من مجندين.

وفي معرض رده على تصريحات أردوغان، أكد الدكتور فؤاد حسين، رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان، موقف قيادة الإقليم بتصريح خص به «الشرق الأوسط» قائلا «إن تنظيم وتحريك الجيش في الجانب الآخر من الحدود هو شأن داخلي لسنا طرفا فيه، وإن القيادة التركية حرة في اتخاذ أي إجراءات تضمن لها أمنها واستقرارها الداخلي».

وحول مدى استعداد قيادة الإقليم لإشراك قوات البيشمركة الكردية في تلك الوحدات، قال حسين «لقد أكدنا مرارا أننا لن نكون طرفا في الصراع الدائر بين تركيا ومعارضيها، كما أكدنا أيضا حرصنا على ضمان أمن حدودنا مع دول الجوار، وعدم السماح لأي طرف كان بأن يستخدم أراضينا منطلقا للهجوم على دول الجوار، لكننا أيضا لن نكون طرفا في إجراءات داخلية تتخذها دول الجوار لحماية مناطقها الحدودية».

وكانت وسائل الإعلام التركية قد نقلت عن وجدي أوغلو، وزير الدفاع التركي، قوله «إن الحكومة التركية تدرس حاليا مقترحا يقضي بتشكيل وحدة عسكرية خاصة لمواجهة حزب العمال الكردستاني، تتألف من عشرات الآلاف من العناصر التي ستتولى مراقبة واستطلاع المناطق الحدودية، وشن الهجمات على مقرات وتجمعات الحزب العسكرية في المنطقة». وقال أوغلو «إن الوزارة تبحث الجوانب القانونية لتشكيل تلك الوحدة، وإن رئاسة الأركان ستقوم بتنفيذ المقترح» مشيرا إلى أن «الوحدة المذكورة ستتألف من عناصر أمضت أكثر من عشر سنوات في الخدمة العسكرية».

في غضون ذلك، نقلت مصادر إعلامية في حزب العمال الكردستاني عن زعيمه المعتقل عبد الله أوجلان، أن «تركيا بصدد الاستعداد لشن عملية عسكرية واسعة النطاق ضد إقليم كردستان»، مشيرا إلى أن «الجيش وحزب العدالة يقتربان من الاتفاق على شن هجوم كبير على إقليم كردستان».

ونقلت وكالة «فرات» التابعة للحزب عن أوجلان قوله «إن الجيش وحزب العدالة يعودان إلى الأسلوب الكلاسيكي القديم الذي لم يأت بأي نتيجة، وهو أسلوب الخيار العسكري، وهذا يثبت أن الحكومة التركية لا تنوي حل القضية الكردية عن طريق الحوار والتفاوض، وأن مشروعها الانفتاحي لا يعدو سوى غطاء لشن المزيد من الهجمات».

يذكر أن الجيش التركي، بالتعاون مع حراس القرى الموالين له، يخوض قتالا داميا منذ أكثر من خمس وعشرين سنة بهدف القضاء على الحزب الكردستاني من دون أن تتحقق نتيجة مرضية. وتعترف تركيا بوقوع ما يزيد على 30 ألف قتيل بين صفوف الجيش التركي منذ اندلاع الحرب ضد حزب العمال الكردستاني.

وقد ضاعف حزب العمال الكردستاني هجماته على قوى الأمن التركية منذ آخر مايو (أيار) الماضي.