الحريري ينفي إبلاغه نصر الله بـ«مقايضة» حول المحكمة الدولية

صقر لـالشرق الأوسط»: كذب خالص.. ولم يسمع عنها إلا في وسائل الإعلام

TT

مع اقتراب الموعد المفترض لإصدار القرار الظني في قضية اغتيال الرئيس السابق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري من قبل المدعي العام للمحكمة الخاصة بلبنان، التي شكلتها الأمم المتحدة، يزداد التوتر اللبناني بشأن ما قد يصدر عنها، وتداعيات هذا القرار على الواقع الداخلي اللبناني القائم على تفاهم يبدو هشا في بعض الأحيان.

ويشعر حزب الله بأنه قد يكون مستهدفا من قبل من تسمّيهم مصادر قريبة منه «الأعداء الذين فشلوا في ضرب المقاومة عسكريا، فيسعون إلى ضرب بنيتها الداخلية وخلق فتنة داخلية». فالحزب يشعر بأنه قد يكون مادة لهذا القرار بعد استدعاء عدد من عناصره والمقربين منه للاستماع إليهم في هذه القضية من قبل مكتب المدعي العام. ولهذا صدرت مواقف كثيرة من قبل نواب وشخصيات من الحزب تحذر من تداعيات «التسييس». حتى إن البيان الرسمي الصادر عن الحزب حول اللقاء الأخير بين نصر الله ورئيس تكتل التغيير والإصلاح، النائب ميشال عون، تضمن فقرة واضحة حول المخاوف من القرار، عندما أشار إلى أن البحث تطرق إلى «موضوع المحكمة الدولية وما يحضر للبنان على هذا الصعيد».

ويبدو تيار المستقبل الذي يقوده نجل الرئيس الراحل، رئيس الحكومة الحالي سعد الحريري، بأنه في وضع حساس، لكنه يرفض «المقايضة» بين الحقيقة والسلم الداخلي، فكلاهما مطلوب تحصينه وحمايته، كما تقول مصادره.

وتداولت بعض وسائل الإعلام اللبنانية وبعض السياسيين القريبين من حزب الله مؤخرا، رواية مفادها أن الحريري قال للأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، في لقائهما الأخير، إن «التقرير (القرار الظني) قد يراد منه التعبير عن اتجاه يرمي إلى تحميل بعض مسؤولي حزب الله مسؤولية المشاركة في اغتيال والده، وإنه (...) قد يقال إنهم نفّذوا الاغتيال من دون علم قيادة حزب الله، ومن بين هؤلاء القائد العسكري للحزب عماد مغنية، الذي استشهد وأخذ سره معه لإنهاء الموضوع». ونقلت هذه المعلومات عن الحريري أن «المطلوب تفادي تداعيات قرار اتهامي وردود فعل عليه تعرّض الاستقرار للخطر». كما نقلت عن نصر الله قوله إن «طرح الموضوع على هذا النحو يؤدي إلى سبعين 7 أيار (في إشارة إلى العملية العسكرية التي نفذها الحزب في مايو «أيار» 2008 في بيروت والجبل)، وليس إلى 7 أيار واحد. لن أسمح بمسّ سمعة حزب الله وأخلاقياته».

إلا أن الحريري نفى أمام زواره هذه الرواية «التي لم يسمعها إلا من قبل وسائل الإعلام» رغم أنه أحد المعنيين بها، كما نقل عنه لـ«الشرق الأوسط» عضو كتلته النيابية عقاب صقر. وقال صقر: «لا يوجد أحد يمكنه أن يزعم أو يدعي أنه يعرف أي معلومة حول القرار الظني، إلا التكهنات وقراء الفناجين في بعض الصحف والمصادر المجهولة، المعلوم عنها إخلالها بشروط الأمن الوطني بشكل كامل». ويستغرب صقر كيف أن «كل التوقعات سوداوية»، وكيف أنها «تستقى من مصادر لا علاقة لها لا بالمحقق الدولي، ولا بمن يصنع القرار الظني». وردا على سؤال عما نقل عن لقاء الحريري ونصر الله، قال صقر: «إنه التهريج الأكبر، ليس كذبا فقط، إنه حديث (الإفك) أقصى درجات الكذب والنفاق». ويشدد صقر على أن الرواية «موضوعة ومدسوسة من جذورها»، ناقلا عن الحريري أنه لا يعلم شيئا بخصوصها، وأنه اطلع عليها من خلال بعض الصحف»، مبديا اعتقاده أن السيد نصر الله «لا يعلم عنها شيئا بدوره». ونقل عن الحريري قوله أيضا إن «هذه الدرجة من التجني والافتراء غير مسبوقة».