زرع مضخة في قلب تشيني بعد تعرضه للأزمة القلبية الخامسة

تكنولوجيا جديدة تمكنه من ركوب الدراجات لكنها ليست علاجا خارقا

TT

إذا كانت تجربة نائب الرئيس الأميركي السابق ريتشارد تشيني شبيهة بتجارب مرضى آخرين أجريت لهم عملية زراعة مضخات في القلب، فإن لديه فرصة تزيد عن نسبة 50 في المائة للعيش لمدة عامين.

ومن المفترض أن تساعد المضخة، التي تعمل بدلا من غرفة الضخ الرئيسية داخل القلب، على تقليل الآلام وتمكن تشيني من القيام بأنشطة مثل ركوب الدراجات. ولكنها لا تمثل علاجا خارقا لقصور القلب الاحتقاني الذي وصل إلى المرحلة الأخيرة، ويبدو أن تشيني يعاني من ذلك.

وتم تركيب أداة مساعدة في البطين الأيسر لقلب تشيني (69 عاما) الأسبوع الماضي داخل معهد فيرفاكس للقلب والأوعية الدموية. وفي بيان يوم الأربعاء، قال نائب الرئيس السابق إنه «يدخل مرحلة جديدة من المرض.. وعازم على الاستفادة من إحدى التقنيات الجديدة المتاحة».

ولم يذكر علنا تفاصيل هامة عن علاجه، ولا نوع الجهاز الذي تم تركيبه. ومن غير المعروف ما إذا كان يدرس إجراء عملية زرع قلب. ولكن يعطي ما يقوله خبراء في فشل القلب ودراسات منشورة عن أجهزة مساعدة الأوعية الدموية صورة عامة عن تشخصيه.

من المحتمل أن يكون قد ركب له جهاز «HeartMate II LVAD»، من تصنيع شركة «ثوراتك»، الذي حصل على موافقة ليكون «جسرا لعملية زراعة» أو «علاجا في ذاته» يعتمد على استخدام الجهاز بصورة دائمة. والجهاز عبارة عن جهاز كهربائي يزرع في الصدر ويسحب الدماء من البطين الأيسر ويضخه في الأورطى، وهو الشريان الرئيسي الخارج من القلب.

وأظهرت دراسة نشرت في ديسمبر (كانون الأول) أن 58 في المائة من المرضى الذين ركب لهم جهاز «HeartMate II» عاشوا لمدة عامين بعد ذلك. وكان سيعيش 46 في المائة، لو لم تحدث لهم سكتة دماغية (وهي المضاعف الرئيسي) ولو لم يكونوا في حاجة إلى إجراء عملية استبدال.

وخلصت الدراسة إلى أن المرضى الذين يستخدمون جهازا آخر من «ثوراتك» - وهو جهاز يقوم بضخ الدماء في صورة نبضات مثل القلب بدلا من ضخه باستمرار – كانت نتائجهم أكثر سوءا. وعاش 24 في المائة منهم، وتم تغيير الجهاز لدى معظمهم خلال تلك الفترة.

ويكون التشخيص الخاص بالأفراد، الذين يعانون من فشل القلب الاحتقاني في المرحلة الأخيرة ولا تحدث لهم عملية زراعة ولا مضخة، غير مبشر. وفي دراسة سابقة، عاش 8 في المائة بعد عامين.

ويقول سامر نجار، وهو طبيب قلب يدير برامج تتعلق بفشل القلب وزرع القلب في مركز مستشفى واشنطن: «منحنا الناس مستقبلا أحسن وطريقة للحياة أفضل».

ويتطلب إجراء زراعة مضخة داخل القلب في المعتاد البقاء داخل المستشفى لمدة 3 أسابيع. وتكون العدوى مخاطرة دائمة. ويكمن الخطر الرئيسي في حدوث جلطات دموية في دائرة المضخة. ويمكن أن تصل جلطة إلى المخ وتؤدي إلى سكتة دماغية. ولذا يجب أن يتناول من لديهم مضخات أدوية لتخثر الدماء.

وتحل هذه الأجهزة مشكلات فشل البطين الأيسر الذي يهدد الحياة، ولكنه لا يساعد البطين الأيمن. وهذه الغرفة مسؤولة عن ضخ الدماء إلى الرئتين، حيث يتم استخلاص الأكسجين والتخلص من ثاني أكسيد الكربون. وبالنسبة إلى بعض المرضى، يكون البطين الأيمن ضعيفا، ويفشل في النهاية أيضا. ويقول نجار إن من أسباب الوفاة الأخرى للناس الذين لديهم مضخات قلب هي فشل الكلى وفشل الكبد وفشل الجهاز التنفسي.

وتقول المتحدثة باسم «ثوراتك» سوزان بينتون روسل إن نحو 4000 مريض في مختلف أنحاء العالم حصلوا على أجهزة «HeartMate II»، ويتكلف الجهاز الواحد 100 ألف دولار.

ويذكر أن تشيني تعرض لخمس أزمات قلبية، وكانت أول أزمة قلبية في السابعة والثلاثين من عمره.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»