وزير خارجية الصومال لـ«الشرق الأوسط»: انقلاب الأمور لصالح المتمردين لا يخدم سوى «القاعدة»

الرئيس الصومالي يبدأ اليوم زيارة رسمية لمصر في طريقه إلى إيطاليا

TT

قال يوسف حسن إبراهيم، وزير الخارجية الصومالي الجديد، لـ«الشرق الأوسط» إن الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الصومالي، الشيخ شريف شيخ أحمد، اليوم، إلى العاصمة المصرية، القاهرة، تكتسب أهمية كبيرة، باعتبارها تتزامن مع ما وصفه بخطة تحرك صومالية واسعة النطاق، لجذب المزيد من الاهتمام الإقليمي والدولي بالأزمة الصومالية.

ومن المقرر أن يصل الشيخ شريف إلى القاهرة في التاسعة من صباح اليوم، قبل أن يلتقي غدا الرئيس المصري، حسني مبارك، ولاحقا مع رئيس الوزراء المصري، الدكتور أحمد نظيف. ويرافق الشيخ شريف في أحدث زيارة له إلى القاهرة هذا العام، وتعتبر الثانية منذ توليه مهام منصبه العام قبل الماضي، بالإضافة إلى وزير الخارجية، وزير الدفاع أبوكر محمد حسين، وأربعة من أعضاء البرلمان الصومالي، تلبية لدعوة رسمية من الحكومة المصرية.

وقال وزير الخارجية الصومالي لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن الشيخ شريف سيطلع الرئيس مبارك على آخر تطورات الوضع على الساحة الصومالية، في ضوء العمليات الانتحارية التي نفذتها حركة الشباب المجاهدين المتشددة في العاصمة الأوغندية كمبالا، الأسبوع الماضي، في نقلة نوعية لعملياتها، في محاولة لدفع أوغندا لسحب قواتها العاملة ضمن قوات حفظ السلام الأفريقية (الأميصوم) من الصومال.

وأوضح يوسف أن الشيخ شريف سيطلع الرئيس مبارك كذلك على آخر الترتيبات التي أجراها، في محاولة لإعادة ترتيب البيت الصومالي من الداخل، خاصة تشكيل الحكومة الجديدة، برئاسة رئيس الوزراء، عمر عبد الرشيد شامرارك.

وقال: «بالنسبة لنا نريد الانفتاح على أشقائنا في العالم العربي، نسعى للحصول على المساعدات البناءة لصالح الشعب الصومالي، ونعتقد أن على العالم العربي التحرك بشكل أكثر إيجابية». وحذر من أن تدهور الأوضاع الأمنية والعسكرية في الصومال قد يؤدى إلى هيمنة المتمردين الإسلاميين على مقاليد الأمور في البلاد، مشيرا إلى أن المتمردين المرتبطين، على حد قوله، بتنظيم القاعدة، لديهم أجندة سياسية خاصة بمنطقة القرن الأفريقي.

ولفت إلى أن عشرات العرب والأجانب منخرطون الآن في ميليشيات حركة الشباب، التي تسعى للهيمنة على العاصمة الصومالية، مقديشو، منذ عدة شهور. وأكد أن الوضع في الصومال قد يتدهور إلى ما لا يحمد عقباه، إذا لم تنتبه الدول العربية، خاصة تلك المعنية مباشرة بالأزمة الصومالية إلى خطورة ما يجري.

وتابع: «سيطرة الإسلاميين على البلاد، تعنى أنهم باتوا طرفا صعبا في منطقة القرن الأفريقي، وهو ما يهدد الأمن القومي العربي في الصميم». وأعلن أن حكومته ما زالت تفتح الباب نحو المصالحة الوطنية الشاملة مع من يتخلى عن منطق العنف، وينضم إلى قطار المسيرة السلمية، مشيرا إلى أن الصومال في حاجة إلى المزيد من الدعم العربي والدولي أكثر من أي وقت آخر.

ومن المنتظر أن يقوم الشيخ شريف، في ختام زيارته للقاهرة، يوم الاثنين المقبل، بالتوجه إلى العاصمة الإيطالية روما، في زيارة رسمية، بدعوة من الرئيس الإيطالي لمدة يومين، لمناقشة التطورات الراهنة على الساحة الصومالية والقرن الأفريقي.